شهدت كرة القدم في السنوات الأخيرة نقلة كبيرة لم يعد أحد بعدها أن يربط بين الأرض وصاحبها وضيفها, وأصبحت البطولة من نصيب الفريق الذي يلعب خارج أرضه كأنه بين جماهيره ويضع الفوز هدفا له في كل مبارياته دون أي حسابات للأرض لأنها قد تلعب ضده لا معه كما كان يحدث من قبل! والتحول سببه الانتقال إلي نظام الاحتراف الذي جعل من كرة القدم مهنة أوجبت علي اللاعبين التزامات لم تكن موجودة من قبل ومنها الأداء تحت الضغط العصبي والجماهيري وربط مستحقاتهم وما يحصلون عليه بلائحة تفرق بين الفوز داخل الأرض وخارجها, وهو ما يوجب أن يكون اللاعب جاهزا من كله! وعندما فاز المنتخب الوطني ببطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بمصر عام2006 قالوا إن الفضل للجماهير ولم يتراجعوا عن رأيهم إلا بعد أن فاز الفراعنة بالبطولة نفسها عامي2008 في غانا و2010 في أنجولا وساعتها قالوا إن المنتخب الوطني يفوز في الدورات المجمعة بينما يكون في أسوأ حالاته في مباريات الذهاب والعودة! وفي بطولتي إفريقيا للأندية ثبت- بما لا يدع مجالا للشك- أن اللاعب المصري يبدو خارج أرضه, وكأنه يجر بقدميه أكياسا من الرمال معتمدا علي أنه قادر علي التعويض عندما يعود إلي أرض مصر وهو مفهوم قديم وخاطئ إذ أصبحت العودة بأفضل نتيجة ممكنة عملية غير مضمونة وبالتالي يصعب التعويض, وآن الأوان لكي تتغير السياسة ونتحول إلي الفوز خارج الملعب لأن ذلك هو الطريق الوحيد للبطولات, إذ لا يوجد فريق في العالم يلعب علي الهزيمة المخففة لأنها في حد ذاتها انتكاسة معنوية لا تحمد عقباها.. ومن يتصور أن الأهلي نادي القرن في إفريقيا عاجز عن الفوز خارج أرضه في المباريات الأخيرة, وإذا لم يعد بهزيمة يطير فرحا بالتعادل؟! ** طغت كرة القدم علي كل شيء وسحبت البساط من أبطال قدموا لمصر الكثير في لعبات أخري, وفي الوقت الذي يعطي لاعب كرة القدم ويزاد لا يتم النظر بعين الرأفة إلي بطل رياضي حتي في أزمته ومرضه وحاجته الشديدة, ومن هؤلاء بطل مصر السابق في المصارعة أحمد حسن حسين, ولكنني واثق من أن محافظ الشرقية المستشار يحيي عبد المجيد لن يتركه بدون مأوي وسيوفر له شقة يقضي فيها بقية حياته. [email protected]