(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا(103) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)(104). هذه الآية يقصرها من سورة الكهف البعض علي غير المسلمين. بينما في بعض التفاسير يقولون ان الصحابي الجليل علي بن أبي طالب وآخرين ذكروا أنها عامة في كل من عبد الله علي غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها, وأن عمله مقبول, وهو مخطئ, وعمله مردود, كما قال الله تعالي( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلي نارا حامية) في سورة الغاشية وقوله تعالي:(وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) في سورة الفرقان وقوله تعالي( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئا) في سورة النور. وقال في هذه الآية الكريمة:( قل هل ننبئكم) أي نخبركم( بالأخسرين أعمالا)؟ ثم فسرهم فقال:( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا) أي عملوا أعمالا باطلة علي غير شريعة مشروعة مرضية مقبولة,( وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) أي يعتقدون أنهم علي شيء وأنهم مقبولون محبوبون. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان) وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:(أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتي يدعها: إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر).لا أجد سوي كلام ربي وحديث رسوله لألخص المستنقع الذي سقطنا فيه وأتمني ألا نصل قاعه والفتنة التي اشتعلت وأرجو ألا تشعلنا وتشعل بلدنا وبحور الدم التي صرنا علي أبوابها وأدعو الله ان يخلف ظننا وأعلم مقدما ان كل فريق من الفريقين سيري تلك الكلمات في خصمه ولن يراها في نفسه أو يتصور لحظة مجرد تصور انها يمكن ان تنطبق عليه, لا الذين عارضوا قرارات الدكتور محمد مرسي من جهة ولا الدكتور محمد مرسي والذين معه علي الجهة الأخري, ومع أني ممن عارضوا قرارات الرئيس وبذلك محسوب علي الفريق الذي ضده ولو بالرأي الذي اكتبه فأنا لن أتجني وأتجرأ علي الله وأتهم فريقا من الفريقين بأنهم الأخسرون أعمالا بل أري الآيات تنطبق علي الجميع كلما سقطت قطرة دم وفاضت روح هدم الكعبة عند الله أهون من إزهاقها ولكني في الوقت نفسه لا أستطيع أن أساوي بين من يملك القرار ومن لا يملك سوي الاعتراض, بين من يجلس علي كرسي السلطة ومن يقف في عرض الشارع, بين من يستطيع أن يحمي مصر كلها وبين من لا يملك ان يحمي نفسه من مصير مجهول ينتظره لأنه يعارض الرئيس والحزب الحاكم. أفعلها يا رئيس الجمهورية المنتخب.. ولا تجعل من انتخبوك رغم أنك لست مرشحهم يندمون علي أنهم لم يختاروا مرشح النظام السابق.. فالترحم اليوم علي النظام القديم يسري بين البسطاء كالنار في الهشيم وفرض دستور صنعه من يتصورون أنهم أغلبية لن يحمي نظاما نشأ ضد رغبة.. لا أقول أكثر من نصف الشعب.. بل أقول أنهم إن لم يكونوا الأكثر عددا.. فهم الأكثر تمثيلا لفئاته وتنوعا. * طرف الخيط: الحلول كثيرة لو قرر الدكتور مرسي أن يكون رئيسا لجميع المصريين.