الكبر .. أثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم ترحلت منه العبودية ؛ ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شذر ومشيه بينهم تبختر ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ولا الإنصاف ذاهب بنفسه تيها لا يبدأ من لقيه بالسلام وإن رد عليه رأى أنه بالغ في الانعام عليه لا ينطلق لهم وجه ولا يسعهم خلقه ولا يرى لأحد عليه حقا ويرى حقوقه على الناس ولا يرى لأحد عليه حقا ويرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه ويرى فضله عليهم لا يزداد من الله إلا بعدا ومن الناس إلا صغارا أو بغضا. أما الغرور : فهي حالة المغتر الذي غرته نفسه وشيطانه وهواه وأمله الخائب الكاذب بربه حتى اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني والغرور ثقتك بمن لا يوثق به وسكونك إلى من لا يسكن رجاؤك النفع من المحل الذي لا يأتي بخير كحال المغتر بالسراب. قال تعالى : ((والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآ ماءا حتى إذا جاءه لم يجد شيئا ووجد الله عنده فوافاه حسابه والله سريع الحساب)). وقال تعالى في وصف المغترين ((قل هل ننبئكم بالآخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) وهؤلاء إذا إنكشف الغطاء وثبتت حقائق الأمور عملوا أنهم لم يكونوا على شئ((وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحسبون)). وقال تعالى((فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون))وهذا من أعظم الغرة أن تراه يتابع عليك نعمة وأنت مقيم على ما يكره.. والشيطان موكل بالغرور ؛ وطبع النفس الأمارة الإغترار. فالشياطين غروا المغترين بالله وأطعموهم مع أقامتهم على ما يسخط الله ويغضبه. وأما الكرامة وعزة النفس : إن شرف النفس صيانتها عن الدنايا ؛ والرذائل ؛ والمطامع ؛ التي تقطع أعناق الرجال ؛ يتولد منها خلقين كريمين إعزاز النفس ... وإكرامها ... وتعظيم مالكها وسيدها أن يكون عبده في الدنيا .فيتولد هذين الخلقين شرف النفس وصيانتها .ويتولد منها المهابة وهي أثر من آثار القلب إمتلأ بعظمة الله ومحبته وإجلاله فإذا إمتلأ القلب بذلك حل فيه النور ونزلت عليه السكينة وألبس رداء الهيبة وأكتسى وحهه حلاوة ومهابة. وعندئذ يكون المرء واثقا من نفسه لأن الثقة سكون يستند إلى أدلة وأمارات يسكن القلب إليها فكلما قويت تلك الأمارات قويت واستحكمت فمن وثق بالله توكلا وحسن ظن به فصار في وثاق محبته ومعاملته والإستناد إليه والإعتماد عليه فهو في وثاقه بقلبه وروحه وبدنه فإذا سار القلب إلى الله وانقطع إليه تقيد بحبه وصار في وثاق العبودية فلم يبق له مفزع في النوائب ولا ملجأ غيره ويصير عدته وشدته وذخيرته في نوائبه وملجأه في نوازله ومستعانه في حوائجه وضروراته. والسلام