تتحرك مصر كل الجبهات من أجل تحقيق السلام العادل القادر وحده على أن يوقف العدوان، وأن ينهى حرب الإبادة الإسرائيلية، وأن يضمن أمن واستقرار المنطقة الذى لن يتحقق - كما أكد الرئيس السيسى بالأمس - «إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها». هذا هو المبدأ الحاكم لتحرك مصر على كل الجبهات.. وهذا هو الموقف الذى يحظى الآن بتأييد معظم دول العالم بعد عاصفة الاعتراف الأخيرة بدولة فلسطين من جانب أبرز دول الغرب، وهذا هو المبدأ الذى لا بديل عنه لنجاح أى جهد يبذل من أجل سلام حقيقى واستقرار يدوم. فى ظل هذا المبدأ الحاكم كان موقف مصر الحاسم والمبدئى فى رفض مخطط التهجير القسرى، وكانت الجهود التى لم تتوقف لإنهاء الحرب وإيقاف الإبادة وحرب التجويع، وفى ظل هذا المبدأ الحاكم كانت مبادرة مصر لوضع خطة إعمار غزة (بأيدى أبنائها وفى وجودهم) وتحت إدارة سلطة فلسطينية ليكون الإعمار لغزة كجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين الموحدة. وفى ظل هذا المبدأ الحاكم تمضى مصر فى جهودها الدبلوماسية، وتستضيف محادثات تفعيل التوافق المبدئى على إنهاء القتال وتبادل الأسرى بمقتضى اقتراح ترامب، وتستعد لمؤتمر حاسم يجمع الفصائل الفلسطينية، وتعيد مصر تأكيد موقفها الثابت فى بيان جديد لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية التى شاركت فى لقاء نيويورك مع الرئيس ترامب (مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان).. حيث يؤكد البيان الذى رحب بموقف حماس الإيجابى من اقتراح ترامب على المبادئ الأساسية لتحرك الدول العربية والإسلامية التزامها بدعم الجهود الهادفة لتنفيذ الاقتراح الأمريكى والعمل على إنهاء الحرب على غزة فوراً، وايصال المساعدات لغزة دون قيود، وإطلاق سراح الرهائن، مع التأكيد على عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وتوحيد الضفة والقطاع، والوصول إلى آلية أمنية تضمن سلامة الجميع بما يؤدى إلى «الانسحاب الإسرائيلى الكامل وإعادة إعمار غزة، ويمهد الطريق أمام تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين». هذا البيان الهام للغاية يؤكد ما جاء فى بيان سابق لهذه الدول صدر فور الإعلان عن اقتراح الرئيس ترامب، وهو ما يعنى أن هناك موقفاً ثابتاً يدعم الحق الفلسطيني، ويؤكد أن السلام العادل وحده هو الحل، وأن غزة لن تكون إلا جزءا عزيزا فى دولة فلسطين الموحدة المستقلة.. وليس هناك طريق آخر لسلام حقيقى مهما كانت الصعوبات على الطريق، شرط السلام أن يكون عادلاً!! .