بينما كان مجرم الحرب نتنياهو يبحث مع المسئولين السياسيين والعسكريين سيناريوهات التصعيد العسكرى المرتقب فى غزة بعد أن تعلن «حماس» ردها على مقترحات ترامب بالرفض الكامل أو الجزئى كما يتوقع.. كانت حماس تسلم رد الفصائل الفلسطينية على الاقتراح الأمريكى والذى قبلت فيه الإفراج عن الرهائن وأكدت أنها ستسلم إدارة غزة للجنة الفلسطينية المستقلة التى يتم التوافق عليها فلسطينيًا. وتركت باقى القضايا الواردة فى الاقتراح الأمريكى والمتعلقة بمستقبل شعب فلسطين لموقف وطنى جامع بالاستناد للقوانين والقرارات الدولية. المفاجأة الأهم والأخطر بالنسبة لنتنياهو كانت فى رد الفعل السريع والإيجابى من الرئيس ترامب، حيث بادر أولًا بنشر نص رد حماس على موقع البيت الأبيض بما فيه من حديث عن إنهاء حرب الإبادة والانسحاب الكامل من القطاع، ثم جاء تعليقه الحاسم الذى يشير إلى أن حماس مستعدة للسلام الدائم، ومشيرًا إلى أن النقاش يجرى بالفعل حول التفاصيل. وأظن أن «النقاش» هنا كان يجرى مع دول الوساطة ومع الأطراف العربية والإسلامية التى شاركت فى «لقاء نيويورك»، والتى شددت على أولوية إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلى وأكدت ضرورة أن تكون السلطة الفلسطينية أساسًا فى الحل، وأن يكون الحل على طريق الدولة الفلسطينية الموحدة. العمل الآن يجرى لوضع التفاصيل التنفيذية للمرحلة الأساسية التى تم التوافق عليها، والتى تتضمن تبادل الأسرى والإيقاف الفورى للقتال، وبدء أولى مراحل الانسحاب، وضمان تدفق المساعدات دون عوائق من الجانب الإسرائيلى، ويبقى الأهم وهو ضمان عدم انقلاب نتنياهو على الاتفاقات كما تعود، والمضى فى التفاوض الجاد مع أمريكا من أجل اتفاق على القضايا الأساسية بما يضمن إنهاء الاحتلال وإعادة الإعمار فى وجود أبناء غزة ومشاركتهم، وفى ظل إدارة وطنية ودعم عربى والتزام كامل بالقوانين والقرارات الدولية التى تستوجب الاعتراف بحق الفلسطينيين فى تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم ووحدة أراضيها من غزة إلى الضفة والقدس العربية. المهام كثيرة والطريق ملىء بالألغام، ولكن علينا أن نبنى على ما تحقق، وأن نواصل الطريق رغم كل التحديات.. القاهرة ستجمع الفصائل الفلسطينية فى مهمة لا تحتمل استمرار الاختلاف وهناك معركة لتقرير المصير، والخطة المصرية العربية لإعمار غزة مازالت هى الأفضل لدرء كل المخاطر. المهم الآن أنه تم نزع أول الألغام لكى توقف حرب الإبادة، وبأن على مجرم الحرب نتنياهو أن يلتزم بتعليمات ترامب بإيقاف المذبحة فى غزة، وأن يستوعب ما قاله الرئيس الأمريكى بأن حماس مستعدة للسلام الدائم. الكرة الملتهبة فى ملعب نتنياهو هذه المرة، وحتى الآن يبدو أنه لم يكن مستعدًا لهذا «السيناريو»، ولا لأى «سيناريو» آخر يفتح بابًا لإنهاء الحرب أو لإقرار السلام!!