ارتفاع جديد ب 480 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم بالصاغة وعيار 21 يسجل الآن رقمًا قياسيًا    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر2025    وزيرة التخطيط: هدفنا تحسين جودة حياة المواطن.. وسقف الاستثمارات الحكومية رفع مساهمة القطاع الخاص ل57%    بعد تغيير أسعار الفائدة.. أعلى عائد على شهادات الادخار المتاحة حاليًا بالبنوك (تفاصيل)    رغم عرض وتهديد ترامب، الشيوخ الأمريكي يرفض مشروع قانون تمويل الحكومة    نائب رئيس حزب المؤتمر: الشراكة المصرية السعودية ركيزة استقرار الشرق الأوسط    استطلاعات رأي: غالبية الفرنسيين يؤيدون استقالة ماكرون من منصبه    بعثة منتخب مصر تصل إلى المغرب لمواجهة جيبوتي في تصفيات كأس العالم (صور)    «بعد 3 ماتشات في الدوري».. إبراهيم سعيد: الغرور أصاب الزمالك واحتفلوا بالدوري مبكرا    أبو ريدة يصل المغرب ويستقبل بعثة منتخب مصر استعدادًا لمواجهة جيبوتي    بلاغ كاذب.. حقيقة احتجاز طفل داخل ماسورة غاز بناهيا | صور    تحميل التقييمات الأسبوعية 2025-2026 لجميع المراحل الدراسية (PDF).. رابط مباشر    بحضور وزراء وسفراء، محمد ثروت يشعل احتفالية نصر أكتوبر بمسرح الأوبرا بمشاركة الحلو وهاني شاكر (صور)    "القاهرة الدولي للمونودراما" يكرّم رياض الخولي ورافايل بينيتو.. ويعلن جوائز الدورة الثامنة    «وهم».. عرض جديد يضيء خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن مهرجان نقابة المهن التمثيلية    غادة عادل: شخصيتي في «فيها إيه يعني» هدية من ربنا لايمكن أرفضها    جريمة في قلب التاريخ.. سرقة لوحة أثرية من سقارة بطريقة غامضة    ماجد الكدواني: كنت عايش حياة صاخبة.. ونظرية «الصباع» سبب تغيير شخصيتي    البيت الأبيض يرفض تأكيد أو نفي إرسال قوات أمريكية إلى فنزويلا    قرار جديد بشأن البلوجر دونا محمد بتهمة نشر فيديوهات خادشة    تحرك أمني عاجل بعد بلاغ وجود أطفال داخل ماسورة غاز في الجيزة (صور)    ترامب يُعلن عن مفاوضات مع الديمقراطيين لإنهاء الإغلاق الحكومي في البلاد    توتر متجدد بين موسكو وواشنطن بعد تصريحات ترامب حول تسليح أوكرانيا    التموين: صادرات السكر البني إلى دول الكوميسا بلغت 40 ألف طن العام الماضي    النيابة الإدارية تُهنئ الرئيس السيسي بذكرى انتصارات أكتوبر    منسيات 6 أكتوبر .. الاحتفاء بالفريق "الشاذلي" يُنسب إلى "مرسي" و"المزرعة الصينية" تفتقد القائد "عبد رب النبي حافظ"    بيتكوين تحلق فوق 126 ألف دولار.. قفزة تاريخية تعيد إشعال سباق العملات الرقمية    أيمن عاشور: خالد العناني أول عربي يفوز بمنصب المدير العام لليونسكو بتصويت غير مسبوق منذ 80 عاماً    محافظ الفيوم يشهد احتفالية الذكرى ال52 لانتصارات أكتوبر المجيدة    حزب "المصريين": كلمة السيسي في ذكرى نصر أكتوبر اتسمت بقوة التأثير وعمق الرسالة    تعرف على موعد بدء تدريبات المعلمين الجدد ضمن مسابقة 30 الف معلم بقنا    أسعار الحديد في أسيوط اليوم الثلاثاء 7102025    «عيدك في الجنة يا نور عيني».. الناجية من«جريمة نبروه» تحيي ذكرى ميلاد ابنة زوجها برسالة مؤثرة    هدد خطيبته بنشر صورها على الواتساب.. السجن عامين مع الغرامة لشاب في قنا    بالصور.. إزالة 500 حالة إشغال بشارعي اللبيني والمريوطية فيصل    شواطئ مطروح ليلة اكتمال القمر وطقس معتدل    وثائقي أمريكي يكشف أسرار حرب أكتوبر: تفاصيل نجاح استراتيجية السادات في خداع إسرائيل وانهيار أسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»    فون دير لاين تدعو البرلمان الأوروبي لدعمها "لحماية النظام العالمي من الانهيار"    أسعار اللحوم في أسيوط اليوم الثلاثاء 7102025    اشتغالة تطوير الإعلام!    تسليم التابلت لطلاب أولى ثانوي 2025-2026.. تعرف على رسوم التأمين وخطوات الاستلام    «أكتوبر صوت النصر».. الجيزة تحتفل بذكرى الانتصار ال52 بروح وطنية في مراكز الشباب    الأهلي يكافئ الشحات بعقده الجديد    بعض الأخبار سيئة.. حظ برج الدلو اليوم 7 أكتوبر    نائب وزير الصحة يحيل الطاقم الإداري بمستشفى كفر الشيخ للتحقيق    «هيفضل طازة ومش هيسود طول السنة».. أفضل طريقة لتخزين الرمان    ميثاق حقوق طفل السكر.. وعن سلامة صحة الأطفال    بمكونات في المنزل.. خطوات فعالة لتنظيف شباك المطبخ    ميدو: صلاح يتعرض لحملة شرسة لتشويه صورته    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يخوض مرانه الأول بالمغرب    الصباحي يوضح قانونية تغيير مسدد ركلة الجزاء بعد قرار الإعادة    مواقيت الصلاه غدا الثلاثاء 7 اكتوبر 2025فى المنيا.....تعرف عليها بدقه    للمرأة الحامل، أطعمة مهدئة للمعدة تناوليها بعد التقيؤ    هل الزواج العُرفي يكون شرعيًا حال اكتمال جميع الشروط؟.. نقيب المأذونين يوضح    أمين الفتوى: وحدة الصف والوعي بقيمة الوطن هما سر النصر في أكتوبر المجيد    هاني تمام: حب الوطن من الإيمان وحسن التخطيط والثقة بالله سر النصر في أكتوبر    هل يحق للزوج الحصول على أموال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    حوار| من الطائرة الانتحارية إلى صيحات النصر.. بطل الصاعقة يكشف كواليس حرب الاستنزاف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار| من الطائرة الانتحارية إلى صيحات النصر.. بطل الصاعقة يكشف كواليس حرب الاستنزاف
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 06 - 10 - 2025

لم يكن نصر السادس من أكتوبر 1973 وليد لحظة عابرة أو قرار مفاجئ، بل ثمرة سنوات طويلة من الصبر والتخطيط والإعداد في ميادين العرق والنار، من قلب معارك حرب الاستنزاف خرجت البذور الأولى للانتصار، حيث صاغت القوات المسلحة المصرية، برجالها وضباطها، مدرسة جديدة في القتال والصمود، أعادت إلى الأمة العربية كرامتها وإلى مصر مجدها.
وسط تلك السنوات المفعمة بالألم والأمل، يطل العميد أ.ح مجدي أحمد شحاتة، أحد أبطال قوات الصاعقة، بشهادته الحية ليعيد رسم تفاصيل الطريق إلى النصر، حيث يروي البطل من قاعات التدريب القاسية إلى لحظات التحليق في "الطائرة الانتحارية"، من أصوات القنابل إلى صيحات التكبير التي ملأت السماء، فصولاً من بطولة جماعية صنعت المعجزة على أرض سيناء.
وكشف العميد أ.ح مجدي أحمد شحاتة، كيف تحقق نصر أكتوبر، منذ حرب الاستنزاف وحتى العبور العظيم، في أكتوبر 1973، من خلال الحوار الذي أجرته "بوابة أخبار اليوم"، لمعرفة أدق التفاصيل عن الملحمة الوطنية التي قدمتها القوات المسلحة المصرية، لاستعادة الأرض، وسحق جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإلى نص الحوار..
◄ كيف تم إعداد وتجهيز القوات لتحقيق النصر العظيم؟
لم يبدأ نصر أكتوبر 1973 في العام ذاته، فقد كانت حرب الاستنزاف هي البداية الحقيقية ل حرب أكتوبر 1973، تخرجت برتبة الملازم من الكلية الحربية عام 1969 وكنت سعيدًا جدًا بتخرجي وبدء حياتي العملية ضمن ضباط القوات المسلحة ومما زاد من سعادتي تحقيق رغبتي بالانضمام لقوات الصاعقة وحصولي على فرقة الصاعقة التي تدربنا فيها على تحمل كافة المشاق والعمل تحت أصعب الظروف وفي مختلف الأراضي والأجواء والاستعداد للتضحية والاستشهاد من أجل تحرير كل شبر من أرض مصرنا الحبيبة.
تعرفت على غدر وخسة العدو أثناء تواجدي بفرقة الصاعقة عندما قام العدو الغادر بقذف جوي لمدرسة الصاعقة وسقط الكثير من الشهداء والمصابين فكانت هذه اللحظات بمثابة تطعيم معركة ورغبة عارمة في مواجهة هذا العدو الغادر وتلقينه درسًا يكسر صلفه وغروره وتكرر مشاهدتي لطائرات العدو المنخفضة وهي في طريقها للإغارة على أبوزعبل وحلوان وكأنها كانت تتعمد إثارتنا.
◄ حدثنا عن تفاصيل المهمة التي كلفت بها في سلاح الصاعقة؟
بعد حصولي على فرقة الصاعقة التحقت بأحد كتائب الصاعقة المتمركزة بالإسكندرية وبناء على طلبي نقلت إلى الكتيبة 83 صاعقة بالقصاصين لأكون ضمن قوات جبهة القتال حتى لا تفوتني فرصة وشرف الاشتراك في حرب التحرير.ترقيت إلى رتبة الملازم أول خلال فترة تمركز الكتيبة بمنطقة القصاصين بالإسماعيلية، ثم كلفت الكتيبة بمهمة تأمين ثورة الفاتح من سبتمبر بدولة ليبيا الشقيقة لمدة عام، وتم استدعاء الكتيبة من مأموريتها بدولة ليبيا قبل نهاية الموعد المحدد بثلاثة أشهر وانضممنا إلى مجموعة الصاعقة المتمركزة بالإسكندرية حيث بدأنا فورًا في التدريبات الشاقة بالتوازي مع الأعمال الإدارية لتجهيز منطقة تمركز الكتيبة.
◄ ماذا عن يوم النصر في أكتوبر 1973؟
صباح يوم 6 أكتوبر 1973، التقى بنا قائد المجموعة العقيد أ.ح كمال الدين عطية برجال الكتيبة في تشكيل سرايا القتال وألقى كلمة معنوية أعلن فيها اقتراب ساعة الكفاح والثأر مؤكدًا اقتراب ساعة الصفر.
في ظهر يوم العاشر من رمضان تحركت الكتيبة إلى منطقة الإقلاع انتظارًا لوصول الطائرات الهليكوبتر وفي تمام الساعة الواحدة صدرت لنا الأوامر بالإفطار، وهنا أدركنا أننا دخلنا فعلاً في العد التنازلي لساعة الصفر وقد صمم بعض الأفراد على استكمال الصيام حتى إذا كتب الله لهم الشهادة فإنهم يلاقوا الله تعالى صائمين.
اقرأ أيضا| شهادة حية من ساحة النصر.. أحد أبطال أكتوبر يروي أسرار أول عبور مدرع| حوار
وسرعان ما جاءتنا أخبار قيام قواتنا الجوية بتنفيذ الضربة الجوية ضد مواقع وحشود العدو في سيناء وبدء التمهيد النيراني للمدفعية ونجاح قواتنا في اقتحام قناة السويس والوصول للضفة الشرقية للقناة.
وازداد حماسنا بوصول الطائرات الستة المخصصة لنقل 2 سرية من الكتيبة «والتي سيتم إبرارها على مرحلتين» داخل سيناء وتحققت آمالنا بقدوم يوم الثأر والتحرير، وسألني بعض الجنود "حقيقي يافندم سنعبر ولن يلغوا الطلعة" وكان ذلك وهم فرحون غير مصدقين.
◄ ما هي التعليمات التي كنت حريص على توجيهها للجنود الأبطال؟
وفي تمام الساعة الثانية والنصف بعد الظهر توجهت ومعي قوة الطائرة الأولى «21 فردًا» للصعود إلى الطائرة والتي أطلقوا عليها اسم الطائرة الانتحارية وقبل صعودي للطائرة وأثناء قيامي بالتلقين النهائي للأفراد وتأكيد المهام ورفع روحهم المعنوية اقترب مني مقدم طويل وعرفني بنفسه «مقدم رجائي عطية» من قوة الخدمة الخاصة وكان معه دليل من البدو والذي سيصاحبني في الطائرة لإرشادي لمنطقة المهمة.
وفي تمام الساعة الثالثة بعد الظهر تم تحميل الطائرة بالأفراد والمعدات والتعرف على الطيار ومساعده وأحسست بسعادة عندما رأيت الطيار هادئ الأعصاب رابط الجأش وكنت اعتقد أنني سأقوم بتشجيعهم فوجدناهم واثقين في أنفسهم ولا يقلون عن رجال الصاعقة شجاعة وترجل قائد الطائرة وعدت معه أثناء ركوب الأفراد وطلب مني أن أقوم بوضع مجموعة مشاعل على شكل حرف T بالإنجليزية وذلك بغرض إرشاد باقي الطائرات في الرحلة الثانية لمنطقة الإنزال التي ستبر بها الطائرة الأولى حيث سيكون الوقت ليلاً عند عودة الطائرات لهذه المنطقة مرة أخرى ورسم لي شكل المشاعل بالنسبة للريح ومكان الإبرار وأوضح لنا مكان الإبرار على خريطة وصعدنا بالطائرة وجلس الدليل بالقرب منه وأخذ كل واحد مكانه وكان مكاني آخر كرسي بالطائرة من الخلف حيث كان الباب الخلفي منزوع من مكانه لتسهيل إخلاء الطائرة من الأفراد والمعدات.
كانت لحظة إقلاع الطائرة في اتجاه خط سيرها من اللحظات التي لا تنسى حيث كانت صيحات الله أكبر تدوي وتملأ كل الأرض والفضاء ورأيت الكتيبة بكاملها تلوح لنا مودعين ومتمنين لنا التوفيق وكانت لحظة مؤثرة توحدت فيها المشاعر وكان الوداع كأنه الوداع الأخير، ورأيت عيون الزملاء تودعني بالحب والأمل وكل ما عرفته من المعاني النبيلة وكنت دائمًا مبتسمًا مشجعًا للجميع وتحركت الطائرة والكل يلوح لنا وتابعنا الكتيبة خلفنا والجميع يلوح لنا حتى اختفت عن أنظارنا ومررنا على وحدات في طريقنا خرجوا من ملاجئهم تحت الأرض لتحيتنا عندما سمعوا أصوات الطائرة وكانت تحيتهم بحماس بالغ حتى أنهم كانوا يتابعون الطائرة عدوًا، وكان يجلس بجواري الرقيب مجند زكريا نصرالله رقيب فصيلة القناصة وكان ممسكًا بذراعي خوفًا من سقوطي من الطائرة ولكني طمأنته وأخذ الجنود يكبرون الله أكبر في حماس، وظهرت مياه خليج السويس وأشرت للأفراد لرؤية الخليج وقمت وأخذت أصدر بعض التعليمات ومنها مراقبة طائرات العدو والإبلاغ عند رؤيتها.
◄ ما هي أصعب اللحظات التي مرت عليك أثناء تنفيذ المهمة؟
وعند الاقتراب من الشاطئ الشرقي للخليج ازداد الصياح والتكبير وتقدمت إلى كابينة الطيار لمتابعة خط السير وكان يطير على ارتفاع منخفض متفاديًا الجبال وظهر مبنى صغير في منطقة مفترق طرق فيران/الطور/أبورديس بالقرب من منطقة الإبرار وخرج منه فرد بدوي ليرى الطائرة وعلمنا من الدليل أن المبنى هو بريمة مياه «طلمبة مياه» ثم انخفض الطيار في أحد الوديان الفرعية وفي الساعة الرابعة عصرًا بدأ إبرار حمولة الطائرة بسرعة وقبل أن تلمس الطائرة الأرض كنت أول من نزل من الطائرة وتابعني باقي القوة.
وعلى الفور تم استطلاع المنطقة بالنظر وخاصة المناطق التي تصلح لاقتراب العدو أو احتلاله لها، وبصفة عامة وجدت المنطقة خالية وكانت تلك اللحظات أصعب اللحظات وأخطرها وأضعفها بالنسبة لنا حيث يلزم سرعة اتخاذ إجراءات تأمين الأفراد والسيطرة عليهم لارتباك بعضهم وتجمعهم في جانب الوادي وتقدمت إليهم وأصدرت أوامري بصوت مرتفع وحازم لاتخاذ مواقعهم واحتلال المنطقة على شكل دفاع دائري.
ثم قمت بالمرور وتوزيع المهام ورفع الروح المعنوية للأفراد مما بث الثقة بأنفسهم وقمت بتحديد الأفراد المكلفين برص المشاعل وإضاءتها وتأمين منطقة الإبرار للرحلة الثانية وكانت هذه المجموعة تحت قيادة الملازم محمد عبد المنعم، وشكلت دورية بباقي الأفراد للتوجه إلى منطقة الكمين واستطلاعها وأبلغت الملازم محمد عبد المنعم بأنني سأرسل له الدليل بعد إرشادنا على منطقة العمل ومعه الرقيب راضي (رحمه الله) حتى يقوم بإرشاد باقي قوة الطائرة في الرحلة الثانية إلى المكان الذي سنقوم باحتلاله على الطريق الإسفلتي أبورديس/الطور وودعت هذه المجموعة بعد التأكد من تفهم الضابط لمهامه.
وتقدمت مع الدورية إلى منطقة الهدف ببطء وحرص في البداية لتحقيق المراقبة والملاحظة المستمرة تجنبًا لمفاجأة العدو لنا وكذلك بسبب ثقل الأحمال والشدة القتالية، وقد لاحظنا تواجد آثار جنازير دبابات واضحة وكثيرة على الأرض وقد بدأ الليل يحل وضعفت الرؤية وأمرت بإيقاف الدورية وتقدمت في اتجاه الآثار، وأثناء مراقبتي للمنطقة في الظلام بجهاز الرؤية الليلي سمعت صوت طلق ناري من منطقة تواجد الدورية فعدت بسرعة إلى مكان الدورية .
◄ هل تم رصد أي تحركات للعدو أثناء تنفيذ المهمة؟
كانت الثقة تزداد مع مرور الوقت وأبلغني الدليل بوصولنا للمنطقة التي يمر بها الطريق وسألته أين الطريق فأشار بأنه أمامي وأن هناك أعمدة كهرباء على الطريق وقمت بتشغيل جهاز الرؤية الليلي ووجدت بالفعل أعمدة الكهرباء والطريق أمامي على بعد حوالي مائتي متر.
وتم السيطرة على منطقة الكمين بالقرب من الطريق وتوزيع الأفراد ولم تظهر أي بوادر لتحرك العدو على الطريق وكانت المنطقة خالية تمامًا وأصدرت أوامر للدليل وجنديين للتحرك إلى منطقة الإبرار لتحقيق الاتصال بباقي قوة السرية فور وصولها واصطحابها إلى منطقة الكمين ثم قمت باستطلاع المنطقة بأجهزة الرؤية الليلية وأخذت في تعديل مواقع الأفراد للأفضل.
وأثناء انتظارنا وبعد عدة ساعات سمعنا صوت طائراتنا وشاهدنا ثلاث طائرات تطير على ارتفاع منخفض ولكن ليس في اتجاه واحد ومرت إحداهم فوقنا وأبلغني كل من كان بالقرب مني عن وصول الطائرات ومعرفتهم لطائراتنا وتعبيرًا لا شعوريًا عن فرحتهم بقرب لقائهم بزملائهم على أرض سيناء.
وكان من المنتظر أن تصل باقي القوة إلى منطقة الإبرار حوالي الساعة العاشرة مساء يوم 6 أكتوبر وتتحرك بعد تقابلها مع الدليل وقوة التأمين لتصل إلى منطقة الكمين على طريق فيران حوالي الساعة الواحدة من صباح يوم 7 أكتوبر وكان الجميع مواجهين للطريق مستعدين لتنفيذ الكمين في حال ظهور عناصر للعدو يمكن التعامل معهم وكذلك مستعدين لاستقبال باقي قوة السرية مع الدليل ومر منتصف الليل ولم نرصد أي تحرك للعدو وكذلك لم تصل باقي قوة السرية.
◄ كيف تعاملت مع العدو عندما ظهر أمامك؟
مع أول ضوء ل7 أكتوبر ومع بداية ظهور أول ضوء وجدت أن الجانب الآخر من الطريق يحقق سيطرة أكثر وأنسب لموقع الكمين فأصدرت أوامري بتعديل المكان إلى الجانب الآخر من الطريق وفي منطقة مرتفعة ومسيطرة على الطريق ومشرفة بالنظر على منطقة خط سير باقي قوة السرية لرؤيتها أثناء وصولها إلى المنطقة التي حددت للتقابل والتي كانت على مرمى بصرنا.
وتابعت باستمرار استطلاع الطريق بدقة وكان طريقًا جيدًا ويمر به أبراج سلك كهربائي عالية وخط تليفون وخط مواسير مياه. ومن اتساع الطريق ولون الإسفلت وضح أنه طريق هام ورئيسي، وكانت أفراد مجموعتي يسألونني دائما: أين العدو؟ وكانت إجابتي ألا تستعجلوا فتحركات العدو مرتبطة بتوقيتات لا نعلمها وقد يكون أحس العدو بوصولنا فأوقف تحركاته وكنت أعلم سبب إلحاحهم على لقاء العدو وذلك بسبب تدفق الأخبار من جهاز الراديو الترانزستور من استمرار تفوق قواتنا ونجاحها في عبور قناة السويس وتحقيق الانتصارات بتوفيق من الله.
ومرت الساعات حتى سمعنا صوت طائرة مراقبة للعدو "سوبر بايركب" على ارتفاع عال فأصدرت أوامري بثبات الأفراد بالقرب من السواتر والاختفاء حتى تمر الطائرة، ومرت الطائرة وعدنا إلى أماكننا وعند الظهيرة تسلقت أحد الجبال المشرفة على المكان وكان معي الجندي سيد عبد الستار من المهندسين وهو جندي مستدعى من الاحتياط وكان رحمه الله – رجلاً شجاعًا بسيطًا على خلق وأخذ في الطريق إلى القمة يشكو لي من المرض الذي أصاب عينه وجعله يرى بصعوبة الآن ولكنه لم يشأ أن يتخلف عن الاستدعاء وأداء الواجب وقد اكتسب خبرة كبيرة في أعمال المهندسين العسكريين حيث كان مجندًا منذ عام 1964، وعندما صعدنا إلى قمة الجبل لم نرى شيئًا غير خزانات البترول على مسافة بعيدة والشاطئ خلفها والطريق الممتد والجبال العالية الخالية من أي حركة وحياة.
وأثناء استطلاعي للمنطقة لاحظت وجود بعض الجمال المتجمعة بجوار ماسورة للمياه موازية للطريق وهناك بعض المياه المتسربة من الماسورة وقد طمأنني وأسعدني جدًا وجود المياه وذلك لتعويض المياه التي يستهلكها الأفراد بسبب حرارة الجو والمجهود المبذول نتيجة التحرك بالشدة الكاملة.
◄ كيف تم توزيع قوة السرية لتنفيذ المهام الموكلة لهم؟
كان أكبر شاغل لي هو مصير باقي قوة السرية وأين ذهب أفراد الطائرات التي رأيتها بعيني وقد ازداد قلقي لعدم وصول أفراد السرية مما دفعني لاتخاذ قرار التحرك في اتجاه منطقة الإبرار قبل آخر ضوء في محاولة للبحث عن باقي أفراد السرية ولم أحمل معي غير السلاح والذخيرة وزمزمية مياه واحدة حتى أكون خفيف الحركة وأعطيت الرقيب زكريا نصرالله أوامري بالاختفاء التام وتأمين المنطقة حتى العودة.
واصطحبت أحد الجنود معي وقمنا بعبور الطريق وفي طريق العودة لاحظت حركة وصوت خافت ينادي (محمد) فاستدرت مستعدًا بالسلاح وتحركت في اتجاه الصوت وقد ساورني شك من أن يكون كمينًا للعدو وفي حذر شديد تقدمت تحت ساتر الأرض ولكني وجدت الملازم أول احتياط أحمد الخرجاوي من قوة الرحلة الثانية وكان إنسانًا على خلق وشجاعة غير عادية ، فقابلني أحمد الخرجاوي بالدموع والأحضان وهو يقول "حضرة اليوزباشي مجدي افتكرناك استشهدت إنت فين"، وطبعًا تعجبت وأجبته بغضب "إنتم اللي فين يا خرجاوي وإيه اللي حصل" أنا أرسلت لكم الدليل ومعه فرد وتركت لكم الضابط محمد ومعه أفراد لتأمين منطقة الإبرار فماذا حدث؟ هل وصلكم الدليل؟.
اقرأ أيضا| ذكرى انتصار أكتوبر.. أحد أبطال الحرب: كتيبتي اقتحمت حصناً للعدو.. وأسرنا 37 إسرائيلياً
أخبرني أن الدليل وصل فعلاً وأنه معه الآن وهو الذي أرشده إلى هذا المكان، ثم أبلغني أنه أقلع في نفس الطائرة التي أبرتنا بعد عودتها، وكان المفروض أن تهبط باقي الطائرات في هذا المكان لأنه كان واضحًا وسهلاً ولكني لم أجد أحدًا غير مجموعة تأمين منطقة الإبرار التي تركتها، وكانت حمولة الطائرة أربعة عشر فردًا وعشرة صواريخ مسمار وقاذفين وفرد دفاع جوي ومعه قاذف م ط (استرلا) واحد وكان هذا السلاح في ذلك الوقت من الأسرار التي لا يعلم أحد شيئًا عنها غير مستخدمي السلاح.
وبسؤالي عن إمكانيات السلاح علمت منه أنه يعمل أزواجًا «2 قاذف معًا»، ثم أبلغني الخرجاوي بأنه انتظر مدة طويلة أملاً في وصول طائرات أخرى ولكن لم تظهر أي طائرة وجمع الأفراد وتحرك بالصواريخ وكانت ثقيلة جدًا مما سبب بطء شديد في الحركة فقام بدفنها في أحد الأماكن وتحرك بالقاذف وصاروخ واحد حتى يلحق بنا قبل أول ضوء ولكنه وصل متأخرًا ولم يجدنا في المكان المحدد ووجد أن المكان مكشوفًا وقام الدليل بإرشاده إلى مكان مستتر بالقرب من هذه المنطقة وسألته عن الأفراد فقال لي تمام وموجودين وسأستدعيهم لك.
◄ حدثنا عن رحلة العودة بعد المجهود الشاق في تجميع الصواريخ؟
وعلى الفور، أصدرت أوامري لقوة الطائرة التي كان يقلها الخرجاوي بالراحة بعد تعيين أفراد الخدمة، وقمت بقيادة قوة الطائرة الأولى ومعي الدليل في اتجاه المنطقة المدفون بها الصواريخ ووصلنا إلى مكان الصواريخ واستخرجناها وكانت ملفوفة بأضلاع الهايك وقمنا برحلة العودة التي كانت شاقة للغاية بسبب ثقل الصواريخ وتم وصولنا بعد عناء شديد إلى منطقة التجمع عند الفجر.
في صباح يوم 9 أكتوبر، وصلنا إلى منطقة الكمين قبل الفجر تم تجميع الصواريخ مع باقي المعدات والذخيرة وتم فحصها جيدا وتمويهها وأخذ الأفراد قسطًا من الراحة بعد عناء ليلة كاملة وفي الصباح صعدت أنا والملازم أول أحمد الخرجاوي أحد الجبال العالية والمشرفة على المنطقة ومعنا نظارات الميدان وشرحت له المكان ونحن في محاولة للبحث عن أي عناصر لقواتنا ولم ينقطع أملنا في ملاقاة باقي القوة.
وجمعت أفراد السريتين لإبلاغهم عن الموقف في وادي فيران وعن قراري تنفيذ كمين وإغارة بالنيران على منطقة رأس شراتيب وخزانات البترول وعليهم إبلاغ القيادة أو دعمنا بجهاز لاسلكي آخر يتم إحضاره وقمت بمراجعة كل الترتيبات مع الضابط الخرجاوي من توقيت التحرك وعدد الصواريخ المطلوب ضربها وتوقيت الضرب ونوعه والتصرف في حالة أي موقف وظهور أعداد كبيرة من عناصر العدو وكذا إشارة الانتهاء من الاشتباك.
لم أستطع مقاومة النوم من شدة الإرهاق البدني والذهني والعصبي وكانت الساعة العاشرة صباحًا تقريبًا وقلت للخرجاوي أمامنا يوم شاق ولازم نأخذ راحتنا لأننا ممكن نسهر طول الليل والحمد لله هذا المكان آمن وسأنام ساعتين وبعدين تنام أنت ساعتين ثم نجهز أنفسنا للتحرك فقال حاضر يافندم وتركني وذهب لفصيلته لإعطائهم المهمة ورحت في نوم عميق.
◄ هل وقعت اشتباكات مع العدو خلال تنفيذ المهمة؟
استيقظت على أصوات عالية وعند استفساري وجدت الرقيب راضي ومعه الرقيب أول العجوز وهو من قيادة السرية وسررت جدًا أننا عثرنا على أفراد من السرية وتمنيت أن يكون معهم جهاز لاسلكي واستفسرت منهما عن الموقف فعلمت من العجوز أنه تم إبرارهم أمس فقط قبل آخر ضوء تحت قيادة النقيب رضوان قائد السرية ومعهم رئيس الشئون الإدارية للكتيبة الرائد إبراهيم زيادة في طائرة خاصة أمس وبأوامر من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية وأنهم كانوا يعتقدون أن كل أفراد الطائرات التي تم إبرارهم في المنطقة أبيدت.
وأثناء ذلك سمعنا أصوات عربات كثيرة وإنارة عالية ولم نستطع التحقق من العربات القادمة ولكننا أخذنا أماكننا وتوسطت أول مجموعة في اتجاه تقدم العربات وكان الرائد إبراهيم في اليمين مع بعض الأفراد والنقيب رضوان للخلف قليلاً على أرض مرتفعة ومعه رشاش خفيف وكان الحديث بيننا ما زال يدور مع استعداد الجميع للاشتباك لتدمير العدو وقال لي الرائد إبراهيم ده قول «رتل عربات عسكرية» طويل قوي يا مجدي ويصعب الاشتباك معه فأجبته أنه إذا كان كذلك فيمكن الاشتباك مع النصف الخلفي من القول ورد النقيب رضوان لا داعي لذلك ثم قال لي الرائد إبراهيم زيادة لا تشتبك يا مجدي لأنهم ممكن يدهسونا وتردد بين الاشتباك من عدمه وكان الاتفاق مع قوة الكمين بأن إشارة الاشتباك هي إطلاقي لنيران بندقيتي مع ترديدي لكلمة الله أكبر حيث كنت القائد المنفذ.
◄ كيف تم التعامل مع الظهور المفاجئ لسيارات بداخلها جنود العدو؟
ظهرت سيارتين أتوبيس في مقدمة القول مضاءة من الداخل وبدأت المعالم تتضح شيًا فشيئًا وأصوات الموسيقى تعلو وضحكاتهم تجلجل من داخل الأتوبيسات وقدرت الموقف ووجدت أنها فرصة ثمينة لتدمير هذه القوة من أفراد العدو الذي بدأت تتضح داخل الأتوبيسات المضيئة، ولم أفكر كثيرًا في باقي القول وسمعت صوت النقيب رضوان "انتظر يا مجدي" تلاه صوت الرائد إبراهيم "بلاش تشتبك يا مجدي"، وأبلغتهم أنها فرصة ثمينة وأحسست بأن الأفراد من حولي على أهبة الاستعداد ومنتظرين أولى طلقات بندقيتي.
ومع كلمة الله أكبر كانت طلقاتي المصوبة على الأفراد داخل الأتوبيس الأول تخترق الأتوبيس وأجسامهم وكان الأفراد في قمة التحفز حيث انطلقت دانات القاذف الصاروخي «RBJ» والطلقات تلاحق نيراني بأعلى معدل وبمفاجأة للعدو لن ينساها الدهر لمن كتبت له الحياة وانقلبت الموسيقى إلى عويل وصراخ ما زال يدوي في أذني ومن لم يمت بالرصاص والشظايا فإنه مات رعبًا وخوفًا ولن ينسى تلك اللحظة وقمت بتغيير خزنة الذخيرة التي كنت قد أعددتها من قبل بطريقة الصاعقة في أقل من لحظة لأنهي الخزنة الثانية ثم الثالثة بأعلى معدل وكان الجميع على أعلى مستوى من القتال والشراسة وكنت أشاهد أجزاء كبيرة جدًا تتطاير من الأتوبيسات.
كانت الأتوبيسات ما زالت مسرعة وقلت سرعتها باندفاعها وانقلبت الأضواء إلى ظلام واستمر الصياح والعويل والأنين يصدر من الأتوبيسات وجريت خلف أحد الأتوبيسات بقنبلة 43 «مضادة للدروع» لأقذفها عليه ولم أشعر إلا بصوت الرائد إبراهيم يناديني كفاية يا مجدي أما باقي العربات فقد أطفأت أنوارها وأسرعت بالهروب من حيث أتى في سرعة عالية وقد كنا متوقعين أن يستمر تقدم العدو مع استمرار اشتباكنا ومهاجمتنا ثم نقوم بالانسحاب تحت ستر المجموعة الساترة على الجانب الآخر وكان ذلك طبقًا للتخطيط ولكن فوجئنا بانسحاب وهروب باقي القوات دون الاشتباك معنا وحاولت المجموعة الساترة ومجموعة الكمين الاشتباك مع مؤخرة القول المنسحب رغم بعد المسافة، وساد هدوء تام بعد هذا الاشتباك وبقي صوت العربات الهاربة في ظلام ورعب ويبدو أن شدة المفاجأة ضاعفت من قوتنا وتأثيرنا على العدو.
بانسحاب وهروب العدو تهلل الجميع وضحكنا وكبرنا وسعدنا سعادة بالغة لما أصاب العدو من خسائر وكذلك ذعر ورعب ومفاجأة، وتعانقنا وكل ذلك في ثوان معدودة وبدأت أستعلم عن الخسائر، ولم يكن هناك أي خسائر إلا حرقًا أصاب أحد الجنود الشجعان رحمه الله في ظهره من نيران «RBJ».
عقب ذلك اتخذت قراري بسرعة تجميع الأفراد وإخلاء منطقة الكمين والتوجه إلى قاعدة الدوريات حتى نتجنب أي رد فعل قوي للعدو بهذه المنطقة وحملنا سلاح المصاب وساعدناه وعدنا مرة أخرى في اتجاه قاعدة الدوريات لنجد باقي الزملاء في استقبالنا مهللين فرحين بعودتنا وأخذ باقي الجنود يصفون لهم حالة العدو والذعر والخوف الذي سيطر عليه وأحضرنا الأدوية والمعدات الطبية الكثيرة، وبعد أن عينت أفراد الخدمة نام الجميع سعداء وكانت صورة تنفيذ الكمين تتحرك أمامي وتطن في أذني وتملأني فخرًا واعتزازًا وأملاً في المزيد من العمليات وكنت متأكدًا من أن ذلك هو شعور الجميع.
◄ ما هي الدروس المستفادة من تنفيذ المهمة التي تكللت بالنصر؟
كان لنجاحنا في تنفيذ هذه العملية أثر هام بعد ذلك ودروس مستفادة حيث حقق ذلك النجاح الثقة لأبطال الصاعقة وكسر حاجز الخوف من العدو وكذلك الرغبة الشديدة لباقي الأفراد لإثبات قدرتهم على القتال والمشاركة في شرف القتال وكنت ألمس ذلك جيدًا فقد توافرت الشروط الهامة للاستمرار في القتال وهي: مهارة وكفاءة قواتنا في قتال العدو واكتشاف مدى جبنه رغم قدراتهم القتالية العالية بما لديهم من تفوق في السلاح والمعدات والمدرعات ونجاح الرجال في تحقيق المفاجأة والحفاظ على المبادأة والتعرف على الأرض وتوفر الطعام والمياه والروح المعنوية العالية ومشاعر الحب العميق بين الجميع التي تولدت من تعاطف الأفراد معًا لشعورهم بوحدة المصير.
علمت بعد عودتي أن ما قمنا بتفجيره هو أتوبيسين محملين بالطيارين والفنيين من سلاح الجو الإسرائيلي وذلك عن طريق سلاح الحرب الإلكترونية بالتقاطهم إشارة تفيد ذلك في نفس المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.