رئيس قصور الثقافة يتفقد بيت ثقافة قاطية بشمال سيناء تمهيدا لافتتاحه    الزمالك يتقدم على سيراميكا كليوباترا في الشوط الأول    بالأسماء.. إصابة 17 شخصا في حادث حريق شون الكتان بالغربية    كجوك: تخفيف الأعباء والالتزامات عن كل الممولين وتوسيع القاعدة الضريبية وتحسين بيئة الأعمال    بسبب صاروخ يمني.. توقف بعض مباريات الدوري الإسرائيلي لكرة القدم    ترامب يوجه رسالة إلى الصين: الأسواق المغلقة لم تعد مجدية    تراجع جديد في أعداد قاطني مخيم الهول السوري    متحدث الخارجية الأمريكية يدعو إلى استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة    تصميم معماري حديث.. محافظ بورسعيد يفتتح مسجد "الرضوان" في بورفؤاد - صور    سعر جرام الذهب اليوم فى مصر بمستهل التعاملات المسائية    إمام المسجد الحرام: تأشيرة وتصريح الحج من لوازم شرط الاستطاعة    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    حقيقة إغلاق بعض بيوت الثقافة التابعة للهيئة العامة    ودع الدنيا يوم مولده.. 75 عامًا على رحيل الشيخ محمد رفعت وحكاية الصوت الذي لا ينسى    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    أكرم القصاص: دعوة بوتين للرئيس السيسى لحضور احتفالات ذكرى النصر تقديرا لدور مصر    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    النار التهمت محصول 1000 فدان.. الدفع ب 22 سيارة للسيطرة على حريق شونة الكتان بالغربية    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    أنشيلوتي يخطط لإسقاط برشلونة    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    السديس في خطبة المسجد الحرام يحذر من جرائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    فريق طبي بمستشفى سوهاج ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    الطيران المدني الباكستاني: مجالنا الجوي آمن ومعظم المطارات استأنفت عملها    وزيرة التخطيط و التعاون الدولي :حققنا تطورًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة بتنفيذ إصلاحات هيكلية تجذب القطاع الخاص وتُعزز مركزنا كدولة رائدة    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    تحقيقات موسعة في العثور على جثة متعفنة داخل منزل بالحوامدية    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنصورة - رمانة - وادى فيران - سدر معارك غيرت سير الحرب
نشر في أكتوبر يوم 04 - 10 - 2015

خلال العمليات الحربية على أرض سيناء ومع بدء العبور كانت مجموعات من الصاعقة والمظلات قد تم إبرارها خلف خطوط العدو لقطع الطريق على احتياطيات العدو وتأمين تقدم القوات المصرية باتجاه المضايق والممرات لتنفيذ المهمة.. وشهدت سيناء مجموعة من المعارك كان لها تأثير واضح فى سير العمليات مما حقق النصر للقوات المصرية وكان منها معركة رمانة سدر ووادى فيران والمنصورة.تعد معركة المنصورة أكبر معركة جوية بين مصر وإسرائيل وقعت فى 14 من أكتوبر 1973، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات بالدلتا فى كل من طنطا، والمنصورة، والصالحية لكى تحصل على التفوق فى المجال الجوى، ولكن تصدت لها الطائرات المصرية.
وكانت المعركة الحاسمة فى يوم 14 من أكتوبر بمدينة المنصورة فى أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح ذلك اليوم العيد السنوى للقوات الجوية المصرية.
فى ذلك اليوم أطلقت إسرائيل غارة كبيرة الحجم تتكون من 120 طائرة مقاتلة من نوع إف-4 فانتوم الثانية وإيه-4 سكاى هوك (A -4 Skyhawks) لتدمير قاعدة المنصورة الجوية (يطلق عليها أيضاً البقلية أو قاعدة شاوة الجوية).. استمرت المعركة 53 دقيقة.
وفى تمام الساعة 3:15 عصر يوم 14 اكتوبر 1973، لاحظت عناصر الاستطلاع 20 مقاتلة إسرائيلية من طراز «F4Phantom» قادمة من البحر متجهة إلى بورسعيد، وابلغت الاشارة الى قائد القوات الجوية الفريق محمد حسنى مبارك فأمر اللواء أحمد عبدالرحمن نصر قائد القاعدة الجوية لعمل مظلة جوية فوق القاعدة الجوية بالمنصورة وألا يبحث الطيارون المصريون عن المقاتلات الإسرائيلية والاشتباك معها وكان قرار عدم الاشتباك غريبا بالنسبة للطيارين المصريين.
الساعة 3:30 عصر يوم 14 أكتوبر 1973
أرسلت قيادة الدفاع الجوى تحذيرا باقتراب 60 مقاتلة إسرائيلية من ثلاثة اتجاهات مختلفة فى اتجاه بلطيم ودمياط وبورسعيد فأمر الفريق مبارك الطيارين بالاعتراض والاشتباك هذه المرة وشرح لهم لماذا لم يعطهم الأمر بالاشتباك فى المرة الأولى، لأن الإسرائيليين كانوا يريدون تشتيت المقاتلات المصرية قبل الهجوم الإسرائيلى الرئيسى.
حيث إن الهجوم الجوى الإسرائيلى يتكون من ثلاث موجات.. الأولى ترسل كطعم فتنطلق خلفها المقاتلات المصرية ويكون هذا الوقت المناسب للموجة الثانية التى يكون هدفها ضرب الدفاعات حول الهدف الرئيسى وأخيرا الموجة الثالثة الرئيسية التى تهدف لتدمير الهدف الرئيسى وهو قاعدة المنصورة الجوية، وقد استمرت المقاتلات الإسرائيلية فى الدوران فى حلقات لكنها لم تفلح فى اجتذاب المقاتلات المصرية.. ثم بعد ذلك انطلقت 16 مقاتلة مصرية من طراز «Mig 21» لمواجهة المقاتلات الإسرائيلية من الثلاث جهات فى محاولة لبعثرة هذه الطائرات لتكون معرضة للهجوم بشكل أفضل من باقى طائرات القاعدة الجوية.. ثم أقلعت 8 مقاتلات أخرى من الطراز نفسه من طنطا لمساندة ال 16 مقاتلة الموجودة بالفعل فى الجو.
الساعة 3:38 عصر 14 أكتوبر 1973
أبلغت محطات الرادار المصرية قيادة القوات الجوية بقدوم 16 طائرة إسرائيلية من الاتجاه نفسه على ارتفاع منخفض جدا فاقلعت آخر 8 طائرات من القاعدة الجوية فى المنصورة للتصدى للهجوم لحين وصول مقاتلات أخرى من قاعدة أبوحماد الجوية.. إيذانا ببدء اشرس المعارك الجوية على الإطلاق.
الساعة 3:52 عصر 14 اكتوبر 1973
التقطت الرادارات المصرية موجة إسرائيلية أخرى مكونة من 60 مقاتلة إسرائيلية من طراز F/4 Phantom،Skyhawk على ارتفاع منخفض جدا وكانت مهمتها تدمير الأهداف التى لم تدمر فى الموجة الثانية التى فشلت فشلا ذريعا فى تدمير أى هدف مثل الموجة الأولى.. فاقلعت 8 مقاتلات «Mig 21» من قاعدة انشاص الجوية للتصدى ولحقت بهم 20 مقاتلة أخرى كانت قد هبطت للتزود بالوقود فظن قائد الموجة الثالثة الاسرائيلية أن المقاتلات المصرية قد زاد عددها عن المرات السابقة فانسحبت.
الساعة 4:08 عصر 14 أكتوبر 1973
انسحبت آخر طائرة إسرائيلية وكان ذلك علامة انتهاء هذه المعركة الخالدة فى تاريخ القوات الجوية المصرية.
كان هذا الهجوم رابع هجوم لتدمير قاعدة المنصورة الجوية إذا حاولت إسرائيل ضرب هذه القاعدة فى 7, 9 و 12 أكتوبر لكنها لم تفلح ولكنها هذه المرة كانت مصممة على ذلك ويظهر تصميمها عدد الطائرات الإسرائيلية المهاجمة والتى بلغت 120 مقاتلة ولكنها فشلت هذه المرة أيضا.
وفى الساعة العاشرة مساء (توقيت القاهرة المحلى) أذاع راديو القاهرة البلاغ رقم 39 والذى جاء فيه «دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التى حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا وكان أعنفها المعركة التى دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا. وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات.
كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوى من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائراتان هيليكوبتر، وبذلك يكون إجمالى خسائر العدو من الطائرات فى المعارك اليوم 44 طائرة منها طائرتان هيليكوبتر».
على نفس الصعيد زعم الراديو الإسرائيلى فى نهار اليوم التالى، أن القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت 15 طائرة مقاتلة مصرية ولكن هذا الرقم تضائل إلى سبعة فيما بعد.
وبعد انتهاء الحرب تبين أن نتائج معركة المنصورة الجوية الحقيقية كانت كالتالى:
أسقطت 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية عن طريق 7 طائرات ميج.
أسقطت 3 طائرات مقاتلة مصرية بالإضافة إلى فقدان طائرتين بسبب نفاد وقودهما وعدم قدرة طياريها على العودة إلى القاعدة الجوية، كما تحطمت طائرة ثالثة أثناء مرورها عبر حطام طائرة فانتوم متناثرة فى الجو كانت قد أسقطت بواسطة تلك الطائرة.
وتم إعلان يوم 14 أكتوبر من كل عام عيدًا للقوات الجوية.
معركة رمانة
استمرت من 6 إلى 12 أكتوبر 1973، وتم اختيار موقع رمانة نظرا لأهميته التكتيكية كمنطقة حاكمة تسمح بتنظيم الكمائن لتعطيل العدو المدرع المنتظر مروره على المحور الساحلى يوم 7 أكتوبر وهو بقوة لواء مدرع متمركز بمنطقة بئر سبع لضرب المعابر فى نطاق الجيش الثانى الميدانى ومنع تقدم قواتنا ووقف تدفقها عبر سيناء وخاصة على المحور الشمالى، كما تمتاز بكثبانها الرملية التى تحد من سير الدبابات فى اتجاه الجنوب إلى جانب أن البحر والأرض فى الشمال بما لا يسمح لها بالسير، لهذا تعتبر منطقة يمكن فيها إرباك العدو وتكبيده أكبر الخسائر خاصة أنه لا يتوقع وجود عناصر صاعقة على هذا العمق داخل سيناء.
وبالفعل تم اختيار السرية الأولى من الكتيبة 183 صاعقة لتنفيذ هذة المهمة بقيادة النقيب حمدى شلبى، وتم تجهيزها وإعداداها بقيام قيادة وحدات الصاعقة بالتفتيش عليها أكثر من مرة للتأكد من استعدادها ورفع كفاءتها القتالية من خلال اختبارات الرماية التكتيكية واختبارات اللياقة البرمائية واختبارات فى جمع المعلومات العسكرية فى شتى المجالات وكانت دائما النتيحة لا تقل عن امتياز، كما قامت السرية بعدة بيانات عملية على مهامها بالذخيرة الحية.
وصدرت الأوامر بتجميع ضباط السرية بمكان منعزل فى منطقة تمركز الكتيبة للتلقين واستلام المهمة من قائد وحدة الصاعقة ومندوب من هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد المجموعة و رؤساء الأفرع، ومجموعة من القوات بالتسرب الجوى فى عدد 6 طائرات هيل مى 8 مطار الصالحية، والإبرار فى منطقة تل الفرما والوصول إلى مكان الكمين برمانة لتعطيل اللواء المدرع الإسرائيلى من 3 إلى 4 ساعات ثم الانضكاك على مفرزة من قواتنا من المخطط تقدمها على المحور الساحلى بعد عبور قناة السويس.
وفى صباح يوم 5 أكتوبر أصدر قائد السرية أوامره بإحتلال مواقع الاشتباك المجهزة والمخفاة بواسطة كودى الحشائش المنتشرة فى المنطقة، وأصدر الأوامر بعدم فتح النيران إلا بأمر منه، ففى الساعة 1900 من نفس اليوم، وصلت العربات المخصصة لنقل القوة وتم تحميل السرية بأكملها والتحرك ليلا إلى مطار الإقلاع بالصالحية، وفى الساعة 1300يوم 6 أكتوبر تم وصول السرية إلى القاعدة الجوية بالصالحية وتم انتشار القوات فى المزارع المجاورة للمطار لحين صدور أوامر التحميل والإقلاع، وقام قائد السرية بالمرور على الأفواج ورفع معنوياتهم.
وفى الساعة 1400 من نفس اليوم، بدأت حرب التحرير وعرف الرجال ذلك عندما شاهدوا طائراتنا الحربية متجهة بأعداد كبيرة فى اتجاة الشرق وعلى ارتفاع منخفض فهللوا الله أكبر و زادات معنوياتهم وإصراراهم على تنفيذ المهمة بنجاح.
وفى الساعة 1800 صدرت الأوامر بركوب الطائرات المخصصة وتم تحميل السرية بنظام دقيق فى 6 طائرات هيل مى 8 وتم اقلاع الطائرات واحدة تلو الاخرى نحو البحر وكان المسار الجوى بمحاذاة الساحل الشمالى، وفجأة ظهرت طائرات معادية من طراز فانتوم اقتربت من طائراتنا السرية، وساد سكون تام لأفراد القوة فى انتظار الأوامر، وعلى الفور أدرك قائد سرب الطائرات الهيل أنه لا مجال من نزول القوة وتفريغ الحملة بأكملها، ولكن قائد السرية اعترض على ذلك القرار لأنه فوق منطقة سهل الطبنة ببورسعيد وهذا المكان بعيدا عن مكان الإبرار بالإضافة إلى أنه لا يصلح للسير نظرا لطبيعة التربة الرخوة ووجود المياه الراقدة والأملاح به مما قد يفشل هذه العملية، ولكن بعد ذلك وافق قائد السرية على قرار قائد سرب الطائرات بعدما أوضح له أن الطائرات الإسرائيلية ستجد سهولة كبيرة فى ضرب طائراتنا الهليكوبتر وهى محملة نظرا لعدم قدرة الطائرات الهيل على المناورة وهى محملة.
وبناء على ذلك أصدر قائد السرية قرارا بنزول جميع الأفراد من الطائرات وتفريغ الحمولة من 3-4 أمتار من سطح الأرض وبسرعة فائقة تم النزول، وفى هذه اللحظة دارات معركة جوية غير متكافئة بين الفانتوم المعادى وطارات الهيل المصرية، استطاع العدو من خلالها اسقاط طائرة هيل.
وتقدمت السرية فى ثلاث مجموعات خلال سهل الطينة وأثناء تقدمها تم اكتشاف 6 دبابات معادية على طريق أسفلتى أمامه على مسافة 2كم، فأصدر قائد السرية أوامره بتغير خط السير بمحاذاة الطريق لتفادى هجوم الدبابات التى كانت تلاحق السرية، فقام بتغير اتجاه السير مرة أخرى بالتقدم العرضى وفوجئ قائد السرية بتوقف الدبابات، فأصدر أوامره بالتقدم الأمامى حتى وصل إلى الطريق الأسفلتى الذى تم اجتيازه والدبابات ساكنة مكانها.
وبعد اجتياز الطريق إلى الغرود الرملية فى الجانب الآخر فوجئ بوجود سلك شائك أمامه وسور أخر بمحاذاته فى نفس الوجهة ويفصل بينهما بمسافة 50 مترا تقريبا فعرف فورا أنه حقل ألغام وأن الدبابات توقفت لتوقع السرية فيه حتى تنهار دون تدخل يُذكر.
وبخبره القائد كان قراره السريع بحتمية فتح ثغره فى هذا الحقل للدخول منها والهروب إلى الغرود الرملية للإختفاء من الدبابات ثم مواصلة السير لتحقيق المهمة الأساسية، وتم فتح الثغرة بطريقة رجل الصاعقة وأصدر قائد السربة أوامر إلى أفراد المهندسين العسكريين بفتح الثغرة وأوكل المهمة إلى الملازم أول محمد الحفاوى وأتمها بنجاح وأتمت السرية عبورها لحقل الألغام دون أى خسائر، وعند ذلك قام العدو بالضرب عليها ضرب غير مركز نظرا لإختفاء الأفراد فى الغرود الرملية وعدم قدرة الدبابات على متابعة الافراد لوجود حقل الألغام أمامه.
وفى تمام الساعة السابعة تحرك اللواء المدرع الإسرائيلى من العريش متجها إلى القناة ووصلت مقدمة اللواء عبارة عن كتيبة دبابات مدعمة بمركبات القتال أمام الكمين، وكانت الفواصل مفتوحة بين الدبابات ويظهر من الأبراج الضباط بزيهم الزيتى وفى أعناقهم نظارات الميدان.
انتظر قائد السرية حتى وصل جسم اللواء أمام مواجهة الكمين وأصدر أوامره بالإشتباك وتم ضرب أول مركبة فى القوة وأخر مركبة بواسطة صواريخ المالوتيكا فأحدث ذلك الإرباك المطلوب، وبدأت القواذف المضادة للدبابات تصب نيرانها على الدبابات لتحول المكان إلى منطقة من الجحيم، وتعالت الصيحات الله أكبر الله أكبر كلما تم تدمير إحدى الدبابات المعادية وتناثرت جسس أفرادها.
وخلال الإشتباك ظهر فجأة أتوبيس كبير قادما من الاتجاه العكسى للتحرك من القناة إلى العريش ومحمل بأفراد يرتدين ملابس تشبه ملابس الطيارين وقام الأفراد بالتعامل معهم وتدميره بالكامل وقتل من فيه.
أصابت المفاجأة التى حققتها القوة، العدو الإسرائيلى بالذعر والإرباك وأخذ يضرب برشاشاته فى أى اتجاه وظل رجال الصاعقة يهاجمون الدبابات بكل ما يملكون من الأسلحة والقنابل اليدوية المضادة للدبابات.
وقامت القيادة الإسرائيلية بعد إبلاغها بتورط اللواء المدرع الاحتياطى فى رمانة وعدم استطاعته الوصول لقناة السويس بسبب رجال الكوماندوز، بإبرار سرية مشاة فى تمام الساعة 1130.
ظلت السرية صامدة فى مواقعها بينما اقتربت ذخيرتهم على الإنتهاء وكانت أوامر قائد السرية الثبات لأطول فترة ممكنة وعدم إستهلاك الذخيرة المتبقية إلا فى الضرورة القصوى إلى أن تم وصول الإمدادات إليهم.
فقابلت المجموعات منطقة شئون إدارية للعدو، اختفت بها نهارا فى منطقة بالوظا ثم استكملوا المسير فى منطقة سهل الطينة مرة أخرى وتم تقديم المعونات لبعض الأفراد المصابين من قوة السرية الذين عثروا عليهم أثناء سيرهم فى هذا السهل الملىء بالمياه والأرض الرخوة.
واستمر السير فى سهل الطينة وفجأة تم سماع أصوات وبالتأكد منها عرفت القوة أنهم مصريون من سلاح المشاة فهلل الجميع الله أكبر الله أكبر وتم ارسال الإشارات المتفق عليها بين قائد القوة وقائد المشاة، وتم نقل الأفراد بواسطة القوارب إلى غرب القناة وانضامهم إلى وحدات الصاعقة لإستعادة الكفاءة وتنفيذ أى مهام أخرى.
وتتمثل نتائج المعركة فى تعطيل اللواء المدرع طيلة 24 ساعة متواصلة، وتدمير 10 دبابات و5 عربات 0.5جنزير.
معركة وادى فيران
تمت هذه المعركة فى جنوب سيناء بمنطقة وادى فيران وأبو رديس.
وكانت مهمة إحدى كتائب صاعقة المدعمة تقوم بالإبرار الجوى والبحرى فى منطقة جنوب سيناء بغرض عرقلة تقدم العدو على المحور الساحلى بالجنوب لحرمانه من الوصول إلى قناة السويس والتأثير على أعمال القتال بالجيش الثالث الميدانى وإحداث أكبر الخسائر بعناصر العدو المتواجدة بالمنطقة.
تم إعادة تمركز الكتيبة أول رمضان فى منطقة الزعفرانة بغرض التدريب على مهام العمليات، وكان التدريب متواصلا رغم الصيام والأحوال الجوية السيئة نتيجة شعور الجميع بقرب العمليات والأخذ بالثأر واسترجاع أرضنا الحبيبة.
فى صباح يوم 6 أكتوبر التقى قائد المجموعة العقيد أ.ح/ كمال الدين عطية برجال الكتيبة وألقى كلمة معنوية أعلن فيها عن اقتراب ساعة الكفاح والأخذ بالثأر، وفى ظهر اليوم تحركت الكتيبة إلى منطقة الإقلاع انتظارا لوصول الطائرات وتم توزيع وجبة ساخنة، وكانت ذلك أول مرة يحدث فيها ذلك، وكان هذا دليلا قاطعا على جدية العمليات، وتم وصول الطائرات المخصصة لنقل الكتيبة عدا سرية بالإبرار البحرى وتم توزيع الدعم على السرايا.
وكان سير أحداث أعمال سرية الإبرار البحرى هو تعرض إحدى السرايا التى تعمل على الجانب اليسار للكتيبة، لغارات زوارق الدابور الإسرائيلى أثناء قيامها بالتحميل فى منطقة مرسى سلمى، أدى ذلك إلى إحداث خسائر كبيرة بالكتيبة مما أدى إلى تأجيل تنفيذ التسرب البحرى للسرية من هذه المنطقة، وتم تنفيذ إغارة بحرية ناجحة بالنيران بواسطة الصواريخ بمنطقة الطور، وقد تم التنفيذ والعودة فى نفس الليلة بواسطة الإبرار البحرى بعد تحقيق خسائر كبيرة فى منشآت العدو وقواته ومطاراته.
أما عن الكتيبة 83 صاعقة، فتم إقلاعها من منطقة بجنوب جبال الجلالة البحرية غرب الزعفرانة ب 30كم فى عدد 7 طائرات هيل مى 8 والوصول لمنطقة الإبرار فى وادى بعبع شرق مدينة أبو رديس وإحداث أكبر الخسائر بالعدو، وكان ذلك تحت قيادة قائد الكتيبة المقدم عبد العزيز محمود ورئيس العمليات الرائد راشد عبد الفتاح، وكانت السرية الثانية بقيادة النقيب محمد فتحى محمد حسين، وذلك فى الساعة 1600يوم 6 أكتوبر بقوة 5 طائرة كمرحلة أولى وتم الإبرار على السهل الساحلى بالقرب من المنطقة الجبلية، وتم نزول جميع أفراد القوة بمنطقة الإبرار وإقلاع الطائرات والعودة عدا طائرة واحدة بقيادة النقيب طيار حسين التى لم تستطع الإقلاع لسقوطها فى حفرة، واستشهد النقيب طيار أثناء مساعدته لقوة الصاعقة فى النزول من الطائرة فأصابته المروحة فى رأسه وكان أول شهيد فى المعركة، وقام أحد أفراد الطاقم بتعطيلها حتى لا يستفاد منها العدو وانضم باقى الطاقم على قوة سرية النقيب محمد فتحى حسين.
وأثناء التمام على القوة شاهد الأفراد عربة جيب للعدو قادمة فى اتجاه الطائرة العاطلة ولم تحاول التدخل ثم غادرت المكان بسرعة، وأدركنا أن العدو اكتشف مكان الإبرار، وعلى الفور تم التجميع والسير فى اتجاه المنطقة الجبلية للبحث على قاعدة دوريات للاختفاء بها، وبالفعل تم اكتشاف قاعدة دوريات وتم اختفاء القوة المنفذة بها وتأمينها مع دفع عدد من الكمائن ليلا بوادى بعبع ولكنها لم تجد أى عناصر للعدو.
وفى صباح يوم 10 أكتوبر دفع العدو بطائرة هيل مسلحة لتحديد مكان قوة الصاعقة واستطاعت بالفعل اكتشاف القوة وقامت الطائرة بالضرب على القوة بشراسة وانضمت إليها طائرة أخرى وفجأة ظهرت مدرعات للعدو تتقدم وتقوم بالضرب على القوة ، وتم حصار القوة من الجو والأرض وكان الموقف صعبا وتم استشهاد معظم القوة، ولكن لم يستسلم رجل واحد للعدو رغم صعوبة الموقف وتراجع العدو أمام بسالة الرجال، ووجد النقيب مجدى شحاتة نفسه وحيدا وتفرقت القوة فى أماكن مختلفة.
وظل النقيب مجدى شحاته يبحث عن رفاقه حتى عثر بالصدفة على النقيب عبد الحميد خليفة ومعه بعض الرفاق فى يوم 19 أكتوبر بعد أن صارع الحياة وتعايش مع الطبيعة هو ورفاقه وبدأت رحلة العودة الشاقة التى تمت بعد الحرب بسبعة أشهر كاملة.
وتتلخص نتائج العملية فى نجاح القوة فى تعطيل تقدم العدو على محور فيران طوال المعركة وحرمانه من التدخل فى معارك الجيش الثالث الميدانى من اتجاه الجنوب وتحقيق الهدف الأعظم برغم الخسائر التى منيت بها الكتيبة 83 صاعقة، كما تم تدمير 2 أتوبيس وقتل أكثر من 50 فردا بهما محتمل أن يكونوا طيارين وأطقم فنية.
معركة سدر ..
وأبطال الكتيبة 143 صاعقة
يعتبر مضيق سدر مكانا مناسبا لتنفيذ كمائن الصاعقة حيث يمكن للقوة اتخاذ قواعد دوريات مخفاة من مراقبة ونيران العدو لتنفيذ الكمائن المتعددة وقد تم اختيار موقع المضيق الجبلى بسدر لأهمية المحور الذى يتحكم فى مرور المدرع من اتجاة الجنوب الذى يحتم على العدو المرور عليه لمنع تقدم اللواء الأول مشاة فى اتجاة الجنوب على الطريق الساحلى وكان الهدف الأساسى هو عمل كمائن لتعطيل لواء المدرع الإسرائيلى.
قامت بالعملية الكتيبة 143 صاعقة وقد قامت وحدات الصاعقة بعدة تفتيشات على الكتيبة للتأكد من كفاءتها القتالية وروحها المعنوية كما قامت الكتيبة بتنفيذ بعض البيانات العملية والمشاريع التى تخدم تنفيذ المهمة وبدأت عمليات المراجعة بداية من يوم 2اكتوبر 1973 م وبالفعل تم التفتيش على الكتيبة وتزويدها بمهمات ضد الحريق وبعض التجهيزات الأخرى التى تخدم العملية وتم استلام المهمة بواسطة قائد الكتيبة الرائد محمود عباس بقيادة وحدات الصاعقة وتم الترتيب للمهمة بالتنظيم و التعاون مع ضباط وأفراد الكتيبة بالكامل يوم 4 أكتوبر فى حضور قائد المجموعة ورئيس الأركان والاطمئنان على تفهيم جميع القادة لمهامهم ومناقشة جميع جوانب العملية.
وقد تم ترتيب العملية بحيث تقوم الكتيبة 143 عدا سرية بالإبرار الجوى فى عدد 12 طائرة هيل مى 8 فى المنطقة غرب المدخل الغربى لمضيق سدر مسافة 10كم وتتقدم نحو المضيق لاحتلال أماكن الكمائن بالمدخل الغربى للمضيق وإحداث أكبر خسائر ممكنة باللواء المدرع الإسرائيلى وذلك ابتداء من الساعة 2300 يوم 6 أكتوبر وتعطيله لمدة 48 ساعة ثم الارتداد و الانضمام على الفرزة أحدى ألوية المشاة صاعقة مدعمة بفصيلة مولوتيكا بالابرار بواسطة عدد 6 طائرات هيل مى 8 فى المنطقة عين تيصار المالح ثم التقدم فى اتجاه الغرب لمسافة 13كم واحتلال أماكن الكمائن فى المدخل الشرقى لمضيق سدر الجبلى وتعطيل العدو أكبر فترة ممكنة.
بدأت العملية بعد آخر ضوء من 5 أكتوبر 1973م تم تحريك الكتيبة من نقطة التمركز بالجبل الأحمر بواسطة قيادة المجموعة والوصول الى منطقة الإقلاع فى بئر عديب وكانت تتمركز بها كتيبة مشاة مصرية تم المبيت بها وعمل إجراءات الإخفاء والتمويه فى منطقة تمركز الكتيبة المشاة.
فى الساعة 1630 تم تحميل الكتيبة فى الطائرات المخصصة لعملية الإبرار وتم الإقلاع الساعة 1645 لجميع الطائرات وكانت السرية الثالثة فى عدد 6 طائرات فى المقدمة وهى سرية المجهود الرئيسى والمقرر إبرارها فى المدخل الشرقى للمضيق ويليها السرية الثانية ثم السرية الأولى وقيادة الكتيبة.
وعند وصول الطائرات إلى الحائط الجبلى (جبل الراحة) انفصلت طائرات السرية الثالثلة فى اتجاة الشمال للمناورة والالتفاف حول الجبل من جهة الشمال للإبرار فى منطقة عين تيصار المالح شرق المضيق وعلى الجانب الآخر توجهت باقى الطائرات التى تقل 3 سريات مع قيادة الكتيبة إلى اتجاه مدخل المضيق من جنوب جبل الرالحة للإبرار فى غرب المضيق إلا أنه تصادف فى ذلك الوقت مرور طائرتى ميراج للعدو كانت تقوم بمظلة جوية واكتشفت طائرات الصاعقة التى تقل الكتيبة عد السرية ودخلت معها فى معركة جوية غير متكافئة أدت فى النهاية إلى تدمير وإصابة بعض الطائرات واستشهاد وإصابة عدد كبير من القوة المنفذة.
ونتج عن ذلك أن نزلت باقى القوة فى منطقة خارج خريطة العمل مما نتج عنه صعوبة توجيه الخريطة كما أدى إلى عدم وصول معظم القوة لمكان الكمين وقد كان لمهارة القادة وحكمدارية الأطقم دور كبير فى تجميع العناصر الشاردة بعد الغارة الجوية وتوجيههم إلى مدخل المضيق لاتخاذ أوضاع الكمائن وكان لوجود الدليل العربى المرافق للقوة أثر كبير فى تجميع معظم العناصر وتوجيهها إلى المكان بكل أمانة.
أما سرية المجهود الرئيسى فلم يكتشفها العدو حيث إنه بمجرد شعور قائد الطائرات للمعركة الجوية مع باقى طائرات الكتيبة أصدر تعليماته لباقى الطائرات بإنزال القوات فى المنطقة مع تحديد منطقة قلعة الجندى لضباط الصاعقة الموجودين مع الطائرات لمراجعة الخريطة وتحديد خط سير واستكمال خط السير سيرا على الأقدام فى الوصول إلى منطقة الإبرار المخططة.
قامت السرية الثالثة بعد النزول بتحديد خط السير فى اتجاه منطقة الإبرار ونظرا لطول المسافة وصعوبة الأرض ذات الطبيعة الجبلية وعدم كفاءة وأمانة الدليل المرافق لم تتمكن السرية من الوصول إلى هدفها فى التوقيت المخطط لها وهويوم 6 أكتوبر.
فى الساعة 2300 يوم 7أكتوبر 1973م تأكد قائد السرية النقيب الشهيد رفعت عبدالوهاب عامر من عدم مرور أى عناصر للعدو خلال المدقات المؤدية للطريق وأن المهمة مازالت قائمة وكان لذلك أثر بالغ فى رفع معنويات القوة وتصميمها لتنفيذ المهمة المكلفين بها فى ليلة 8 أكتوبر تم التقدم فى اتجاه الغرب لاتخاذ أوضاع أفضل لتنظيم الكمائن ومحاولة مقابلة الاتصال بعناصر الكتيبة حيث كان هناك فقد فى الاتصال بين السرية وقيادة الكتيبة.
فى صباح 9 أكتوبر تم مقابلة 2فرد من عناصر سطع خلف الخطوط وتم استخدام شبكة الاتصال لديهم بتحقيق اتصال بالقيادة العامة وإعطائها تمام بالموقف فى ليلة 9 أكتوبر تم التقدم مرة أخرى لاتخاذ أوضاع أفضل للكمائن كما تم مقابلة عناصر من باقى الكتيبة متخذة أوضاع كمين على المضيق وتم الاستفسار منهم عن الموقف بالكامل وقرر قائد السرية الثانية عدم اختلاط المجموعتين لعدم التأثير على الروح المعنوية للسرية من أفراد المجموعة الأخرى التى منيت بخسائر كبيرة نتيجة لضرب طيران العدو لها فى الجو.
وقد قامت السرية باتخاذ أوضاع كمائن ثلاثة بالفصائل فصيلة لكل كمين ذى جانب واحد على المضيق (المدخل الجنوبى للمضيق ) على أن تحتل فصيلة الفهد الجانب الشمالى له.
فى بداية يوم 10 أكتوبر ظهرت عناصر معادية عبارة عن عربة جيب و3 عربة نصف جنزير وتم التعامل معهم وتدميرهم وما لبث العدو أن دفع بعناصر أخرى تتكون من 3 عربة نصف جنزير ودبابة وتم تدميرهم أيضا بالكامل.
وأثناء تعامل قوة الكمين للسرية الثالثة مع هذه العناصر اتضح أن قائد السرية من القوة الرئيسية للواء موجود على مسافة 2-3كم بدون حماية جوية وإزاء ذلك قام بالاتصال بالقيادة العامة وطلب طلعة جوية للتدخل ضد اللواء المدرع وبالفعل وصلت 6 طائرات سو خوى مصرية وقامت بالتعامل مع اللواء وأحدثت به خسائر كبيرة مما رفع الروح المعنوية لجنودنا البواسل وخفض الروح المعنوية للعدة.
استمرت الكمائن فى التعامل مع أفراد عناصر العدو المترجل حتى تم القضاء عليهم و تم تخلص قوة الكمين من المنطقة وانضمامها على باقى الكتيبة التى كانت متخذة أوضاعها فى المنطقة غرب مكان الكمين بحوالى من 500متر إلى 1 كم.
تم تجميع القوة بالكامل تحت قيادة السرية الأولى وهو النقيب سيد درويش بعد استشهاد قائد السرية الثالثة نقيب رفعت عبدالوهاب عامر وتم التسرب البرى على الأقدام إلى منطقة قاعدة الدوريات والتى تم اختيارها من قبل بواسطة عناصر من الكتيبة والتى كانت بالقرب من منطقة بئر أبو جراد والتى كانت مؤمنة من قبل بواسطة عناصر من السرية الأولى والثانية نظرا لاستخدامهم لها مجرد وصولهم للمضيق وتم المبيت بها يوم 10 أكتوبر وقام العدو بإضاءة المنطقة لاحساسه بوجود باقى عناصر الصاعقة بهذه المنطقة وكان قرار القائد بتغير قاعدة الدوريات والتى بدأ الانتقال منها ليلة 11أكتوبر إلى منطقة بوادى لصان فى الجنوب على بعد حوالى 10كم من المضيق تم المبيت بها من يوم 11أكتوبر حتى يوم 14 أكتوبر.
قام العدو بالإغارة على عنصر من القوة عبارة عن ضابط +5درجات اخرى + عنصر سطع خلف خطوط العدو كان فى مهمة للحصول على المياه وبعض التعيينات الموجودة فى منطقة قاعدة الدوريات وتم استشهادهم جميعا وبالقضاء عليهم ظن العدو أنهم اخر من تبقى من قوة الصاعقة وأوقف جميع انشطة البحث إلا أن القوة الباقية استمرت حتى يوم 18 أكتوبر تتعايش مع الطبيعة فى انتظار تعليمات من القيادة العامة وخلال تلك الفترة حاولت القوات المصرية دفع طائرات هيل أكثر من مرة فى محاولة لالتقاط عناصر القوات الجوية طيارين وأطقم فنية التى أصيبت طائراتهم فى المدخل الغربى لوادى سدر وكذلك بعض المصابين والجرحى من أفراد الصاعقة إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
نهاية يوم 18 أكتوبر تم تجميع القوة تحت قيادة النقيب سيد درويش وبغرض العودة وبمساعدة الدليل العربى المدعو إبراهيم شاءت الظروف وصول 4أفراد من البدو كبار السن ومعهم رسالة خطية من قائد الصاعقة العميد أ ح/ نبيل شكرى تفيد بمسئولية هؤلاء الأشخاص الأربعة عن توصيل القوة خلال رحلة العودة وتم تجميع المصابين غير القادرين على الحركة وهم 3 جنود وتم تسليمهم للدليل العربى والذى قام بعلاجهم ومكثوا لديه 3 أسابيع حتى تمثلوا للشفاء.
أما باقى القوة القادرة على الحركة استمرت فى السير فى الاتجاه الشمالى الغربى بمساعدة الدليل العربى وتم الوصول إلى منطقة بير أبو قطيفة والمبيت بها والاختفاء خلال النهار يوم 19 أكتوبر وتم استكمال المسير فى الوصول إلى منطقة يكثر بها النخيل بالقرب من عيون موسى وتم المبيت بها والاختفاء خلال يوم 20أكتوبر.
وبمجرد وصول القوة اندفع النقيب سيد درويش ومعه مجموعة تأمين للوصول إلى النقطة بعيون موسى والتى سقطت فى أيدى القوات المصرية للاتصال بهم وإبلاغ الموقف بعد آخر ضوء ليوم 20 أكتوبر بدأت القوة فى التسلل والوصول إلى الحد الأمامى لقواتنا لنقطة عيون موسى والمبيت بها مع الكتيبة المشاة وتم تقديم المساعدات المختلفة للقوة بواسطة كتيبة المشاة.
يوم 21 أكتوبر بدأت قوة فى عبور قناة السويس من خلال أحد المعابر المقامة وكان ذلك بواسطة الرائد إسماعيل عبدالموجود من قيادة وحدات الصاعقة وتم التوصل الى منطقة المثلث حيث كانت سرية نقل قيادة المجموعة فى انتظار الكتيبة للعودة بها إلى منطقة التمركز بالجبل الأحمر لاستعادة الكفاءة والاستعداد لأى مهمة أخرى.
وبذلك تم حرمان العدو من استخدام محور سدر طوال فترة العملية بالكامل بدلا من تعطيله 48 ساعة حسب المخطط له كما تم تدمير 5عربات جنزير +دبابة +عربة جيب حربى وإصابة عدد كبير من الأفراد وكذلك تدمير عدد كبير من دبابات اللواء المدرع اثناء القذف الجوى بالطائرات المصرية نتيجة قيام قائد سرية الصاعقة بإبلاغ الموقف إلى القيادة العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.