في إطار احتفالاتها بذكرى تحرير سيناء، نظمت كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية بجامعة الأزهر بالمنصورة، ندوة ثقافية تحت عنوان "ذكرى تحرير سيناء أبطال وبطولات". وقال اللواء نبيل أبو النجا، إن البنية الأساسية والتحتية في مصر تم تدميرها في نكسة 67، وعلى عكس ذلك خرج الشعب يهتف بحياة الزعيم عبد الناصر، ثم بدأ الجميع العمل على قدم وساق عقب النكسة، فالشعب من 67 وحتى 73، كان لديه استعداد جاد جدا لاسترداد الأرض، بعد أن تسلل إلى النفوس شعور بالمذلة والمهانة وبدأ العمل ليل نهار لرد الكرامة والاعتبار. وأضاف، خلال كلمته بالندوة، أن القوات المسلحة أعطت أوامر بهبوط قوات صاعقة بطائرات هيليكوبتر بمسافة 80 كيلو، موضحا أن الطائرات لابد أن تدخل بالنهار وتستغل الليل في الهبوط فوق المضايق، وتم إرسال مجموعات صغيرة قبل العاشر من رمضان، وكان هناك إخفاء وتمويه جيد واستعداد للعملية، مشيرا إلى أن الاستعداد لحرب 73 استمر فترة طويلة. وحول ذكرياته عن كتيبة الصاعقة، قال اللواء أبو النجا، إنه مع أول ضوء فى يوم الخميس الحادى عشر من أكتوبر، سمع رجال الدورية أثناء اختبائهم فى بطارية صواريخ مصرية مهجورة منذ عام 1967 أزيز طائرات استطلاع للعدو، تقتفى أثرهم ويتدلى منها عن طريق أحزمة معينة أحد الجنود يقوم بإطلاق النار على المناطق التى يعتقد وجود أفراد فيها، ويركز على خط سير الدورية الذى بدا واضحا وضوح الشمس، فقد اقترفت الدورية خطأ فادحا بمخالفة أبوالنجا أبسط قواعد العمل الفدائى خلف خطوط العدو وهو تمويه خط سير الدورية. حامت طائرتان حول بطارية الصواريخ وانهمر منهما الرصاص كالمطر داخل الدشم، عندها أدرك الجميع أن الموت قادم لا محالة، فأعطى القائد أوامره للرجال بمغادرة الموقع على وجه السرعة، ونجحت القافلة فى مغادرة البطارية بسلام وأجلسوا الجمال تحت الأشجار وتم تمويهها بالأعشاب، ثم لم تمض 15 دقيقة حتى قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية بدك بطارية الصواريخ التى كانت القوة مختبئة بها، وأحالتها إلى كتلة من نار، بعدها شاهد أبوالنجا رتلاً من دبابات العدو يحاصر البطارية، وبالطبع سيقوم بتفتيش المنطقة، وهنا حدثت مفاجأة من العيار الثقيل أثلجت صدور رجال الدورية المصرية، عندما شاهدوا سربًا مصريًا مقاتلاً من الطائرات يغير على موقع العدو ويدمر دباباته التى تتحرك على المحاور القريبة من موقع اختفاء الدورية. وتابع قائلا: "وفى تمام الساعة السابعة من صباح الخميس 11 أكتوبر، سمع الرجال أصوات قصف جوى مركز، تبين أنه سرب من طائرات الميراج الإسرائيلية يدك الجبال المتاخمة للمضيق، الذى أصبح على مسافة حوالى 23 كيلو مترا من موقع الدورية الحالى، فتأكد الجميع من وجود رجال الصاعقة فى الجبل عند المضيق. وأشار إلى أن الدورية نجحت فى الوصول بالإمدادات إلى الجبل فعلا، وعلمت بعد ذلك أن ست طائرات مصرية كانت قد نجحت فى الهبوط فوق المضيق مباشرة، بقيادة النقيب رفعت عامر أحد قادة السرايا فى الكتيبة، وقام بتجميع رجاله واحتل مواقع الكمائن وكانت عند الطرف الآخر من المضيق، أى أول من يقابل العدو عند محاولة عبوره المضيق، وقد حاول العدو بالفعل دفع عناصر استطلاع مدرعة تصدى لها عامر، مدمرا 3 دبابات و7 عربات مدرعة، وألحق بالعدو خسائر فادحة، وانسحب على الفور، فتدخلت قوات العدو الجوية وقصفت المضيق بشراسة واشتركت معه المدفعية الثقيلة والصواريخ، ولكنه لم يستطع العبور. ولكن يشاء القدر أن يستشهد البطل رفعت عامر مع رجاله بعد أن دمروا سرية دبابات المقدمة للواء المدرع وعدة مركبات مدرعة.