فى حرب أكتوبر توزعت مجموعات الصاعقة ممثلة فى المجموعة 129 فى قطاع الجيش الثانى، والمجموعة 127 فى قطاع الجيش الثالث، إلى جانب المجموعة 132 فى قطاع البحر الأحمر. مع بداية الضربة الجوية كما قال اللواء نبيل شكرة قائد الصاعقة فى حرب أكتوبر كانت عناصر الصاعقة فى الجيشين الثانى والثالث هى الأسبق فى الاقتحام والعبور والانطلاق فى العمق، وكانت الفكرة العامة أنه أثناء عبور باقى القوات المصرية وبناء كبارى التشكيلات البرية سيقوم العدو القريب أو ما يسمى فى العلم العسكرى ب«الاحتياطى التكتيكى» بالتدخل خلال ساعة: ساعتين من بدء العبور محاولاً منع قواتنا من أداء مهامها القتالية، ومن هنا كان دور الصاعقة - حسب الخطة - هو التدخل لعرقلة وتعطيل وتدمير هذا الاحتياطى التكتيكى القريب بما يؤدى إلى تأمين عبور باقى القوات البرية، فمع بداية الضربة الجوية اندفعت عناصر من المجموعتين 27.29 فعبروا القناة، وتقدموا بسرعة البرق لينصبوا الكمائن فى الأماكن التى حددناها لهم فى الخطة، ويمنعوا العدو القريب من التدخل أثناء العبور أما المحور الأوسط فاتجه إليه رجال الصاعقة داخل 12 طائرة، أصيب منها 8 طائرات سواء أثناء الرحلة الجوية أو عند الهبوط، وتبقى أربع طائرات نجحت فى الإبرار بكامل حمولاتها وتولى قيادتها رئيس العمليات، ودارت معركة رهيبة بين الاحتياطات التعبوية والإسرائيلية والصاعقة المصرية، ونجح الرجال رغم قلة عددهم فى تعطيل تقدم العدو حتى الساعة الثالثة صباح يوم 7 أكتوبر.. ومما ذكره الجنرال الإسرائيلى شارون والذى استدعى للجبهة يوم 6 أكتوبر ووصل إلى منطقة الطاسة التى دارت فيها هذه الملحمة، فى مذكراته: رأيت الطائرات الهليكوبتر المصرية تحمل الصاعقة إلى عمق 50 كيلو متراً، حيث وضعتنا تحت نيران قاتلة أخرتنا بضعة ساعات، وأخرت الحرب أسبوعين. من ناحية أخرى، تم إبرار كتيبة 143 صاعقة فى مضيق سدر، وكانت محمولة على 18 طائرة هليكوبتر، ست منها تم إبرارها شرق المضيق عند منطقة سدر الحيطان، و12 طائرة كان من المقرر إبرارها غرب المضايق أصيبت منها 8 طائرات وأصيب قائد الكتيبة ورئيس العمليات أثناء الرحلة الجوية.. وتولى القيادة قادة السرايا غرب وشرق المضيق.. ورغم ما تكبده الرجال من خسائر لكنهم صمدوا وانطلقوا إلى داخل المضيق، وقاتلوا العدو فى محور سدر والذى كان العدو قد خطط ليعبر منه لواء مشاة ميكانيكى بهدف ضرب الجنب الأيمن للجيش الثالث، ولكن استطاعت الكتيبة أن تقاتل من يوم 6 إلى يوم 18 أكتوبر، وأن تتحكم فى المضيق، وتمنع أى مركبة إسرائيلية من العبور.. ورغم ما تعرض له الرجال من قصفات بالطيران، إلا أنهم صمدوا لنحو 13 يوماً ومنعوا العدو من التقدم نحو الجبهة. ومن العمليات المهمة للصاعقة فى اتجاه جنوبسيناء عملية وادى فيران، حيث تم إبرار فصيلة من إحدى سرايا الكتيبة 83 صاعقة قبل آخر ضوء يوم 6 أكتوبر بالمنطقة شمال تقاطع طريق وادى فيران مع المحور الساحلى، واستمرت فى تأمينها والتعايش بها حتى التاسع من أكتوبر.