علي مدي التاريخ استهدفت سيناء من غزاة ينتمون لأجناس وملل مختلفة, بدءا من الهكسوس, ومرورا بالتتار والصليبيين, وانتهاء بالكيان اللقيط في فلسطينالمحتلة, وعلي رمال سيناء سالت مع دماء الغزاة دماء السيناوية الذين دافعوا عن أرضهم ببسالة شهد بها العدو قبل الصديق, فقد كانوا وسيظلون مصريي الهوي والانتماء, ودفعوا ثمنا باهظا لتمسكهم بهويتهم المصرية خلال احتلال الصهاينة لهذا الجزء العزيز من أرض مصر. واليوم يحيا أخوتنا في سيناء ظروفا متناهية في صعوبتها, فالارهابيون الذين يلبسون رداء الإسلام زورا, وهو منهم براء, يمارسون أسوأ ألوان الإرهاب ضد أبناء سيناء البواسل والقائمين علي أمنها من رجال الشرطة والجيش, مستغلين طبيعة سيناء الجبلية, وضعف تسليح قوات الشرطة وقلة معلوماتها حول عدد الإرهابيين وأهدافهم وأماكن تمركزهم, وعدم معرفتها بتضاريس المنطقة, لإظهار الدولة في موقف العاجز الضعيف عن التصدي لهم أو حماية المواطنين من شرهم. وفي تقديري أن الحفاظ علي أمن سيناء لا يمكن أن يحدث إلا بمشاركة أهلها فهم الأقدر علي ترويض هذه الجماعات الإرهابية لمعرفتهم الجيدة بدروبها ومسالكها, وهذه المشاركة لن تتم إلا بإشعار السيناوية بتقدير الدولة لهم, وأنها لا تعتبرهم مواطنين درجة ثانية, كما كان يفعل المخلوع, وقد كانت خطوة جيدة من الدولة أن قررت تمليك أراضي سيناء لأهل المنطقة, وتشكيل هيئة عليا لتنميتها, وهو قرار تأخر كثيرا إذ عاشت سيناء منذ استرداد ترابها الطاهر قبل ثلاثة عقود نوعا من التنمية الوهمية التي لم تحقق شيئا ولم تلب حاجة الإنسان السيناوي, وأملي أن تكمل الدولة المسيرة التي بدأتها عبر وضع خطط تنمية سيناء وإنشاء مدن جديدة بها, وإقامة مشاريع صناعية وزراعية وتعدينية, تسهم في إنعاش الاقتصاد المصري وفي الوقت نفسه توفر فرص العمل لآلاف من العاطلين من أبناء سيناء, حتي لا يكونون تربة خصبة للأفكار المنحرفة التي ينادي بها الارهابيون. إن القضاء علي الإرهاب في سيناء يتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية بها, وفي الوقت نفسه حماية المكتسبات الثورية عبر جهاز أمني قوي يتشكل معظم أفراده من أبناء المنطقة الذين يفخرون بالانتماء لكيان اسمه مصر. [email protected] رابط دائم :