إهمال المرأة وتهميش أدوارها حتي في المواقع التي تتطلب جهودها, أحد أهم الأسباب التي أدت الي تردي الأوضاع في سيناء في الفترة الأخيرة.. هذا هو رأي المرأة السيناوية التي تري أنه بالرغم من أدورها النضالية المعروفة في مقاومة الاحتلال وأدوارها التطوعية الملموسة في التنمية, ليس لها أي وجود في الأجهزة الرسمية. فكما تقول سناء جلبانة كبيرة الاعلاميين بهيئة الاستعلامات ورئيسة مجلس إدارة الجمعية الإقليمية للتنمية المستدامة بشمال سيناء: ما يحدث علي أرض سيناء هو نتيجة لإهمال الدولة لها منذ تحريرها وحتي الآن, وقد زاد عليه الانفلات الأمني في العامين الماضيين منذ ثورة25 يناير وتقصير المجلس العسكري والحكومة المصرية في فرض الأمن لحماية سيناء كمنطقة حدودية شرقية. وتضيف: كنا نتوقع أن يتغير الحال بعد الانتخابات البرلمانية واستقرار الوضع, ولكنه ازداد سوءا وانشغلوا بالصراعات بينهم ولم يلتفتوا إلي أن هناك مناطق حدودية تتعرض للخطر, ليس سيناء فقط بل أيضا حدودنا مع ليبيا والسودان, أما سيناء فهي أخطر المناطق لأن حدودها مع عدو خطير يخطط لعمل شرق أوسط جديد!!.. بالرغم من كل هذا لم تلتفت الحكومة لذلك وتركت الأنفاق مفتوحة يدخل منها كل شئ, المخدرات والسلاح والإرهاب, رغم نداءاتنا العديدة حتي بح صوتنا.. احموا سيناء.. ولكن لم يستجب أحد, إنها خطة ممنهجة لضرب الأمن في سيناء لتعطيل تنميتها. والمرأة السيناوية- كما تؤكد جلبانة- تعي دورها وتعمل جاهدة لحماية أرضها وتثقيف أبنائها لمعرفة دورهم في حماية هذه المنطقة والحفاظ علي تراثهم.. وتختتم كلامها متسائلة: لماذا تركت سيناء هكذا ولمصلحة من؟ وتري سهام عز الدين جبريل, رئيسة جمعية موارد المرأة بسيناء أن ما يحدث في سيناء هو نتيجة تراكمات سابقة كثيرة من التهميش والإهمال, فمنذ أحداث طابا والسيناويين يعاملون معاملة سيئة ويعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثانية, ولم يقدموا لهم أبسط حقوقهم حتي في المياه النظيفة, والتنمية الصحية والتعليم بالإضافة إلي العوامل الخارجية. وتضيف مؤكدة أن حل مشكلة سيناء يتطلب ارادة سياسية حقيقية وقرارات فعالة لتنميتها, فالدراسات موجودة ولكن كيفية تفعيلها هو المشكلة, فيجب عمل وزارة خاصة بتنمية سيناء مثل وزارة السد العالي, فمساحتها61 ألف كيلومتر مربع ومطلوب تنميتها في جميع المجالات السياحية والزراعية والصناعية وهذه المشروعات يجب أن يديرها أبناء سيناء من الكوادر الناجحة. وبالنسبة للمرأة السيناوية ودورها تقول سهام أن لها دورا تاريخيا لم يكتب ولكننا نعرفه جميعا في ملفات المخابرات المصرية, كما أنها هي العمود الفقري للمجتمع, فقد حافظت علي الهوية المصرية لسيناء علي مر التاريخ ولم تأخذ حقها ولم تتقلد أي منصب قيادي في سيناء, ونحن نطالب بمزيد من الدعم, فكل أدوارنا تطوعية وينقصنا الآليات لتمكيننا من القيام بدورنا. أما سوسن حجاب رئيسة جمعية حقوق المرأة السيناوية فتري أن أحداث سيناء بشكل عام سببها عدم سيطرة الدولة سيطرة حقيقية علي سيناء سواء عسكريا أو ببرامج التنمية ومساعدة المستثمرين مساعدة فعلية علي الاستثمار فيها, وهذا هو الذي أدي إلي كل هذه التداعيات, فسيناء ظلمت كثيرا ولم نر شيئا علي أرض الواقع, فقانون الملكية لم يصدر حتي الآن, حتي العمليات الأمنية كانت عمليات خاطفة ولا نعرف لماذا.. هل من أجل اتفاقية السلام؟ إن أمن حدود مصر وأبنائها أهم من اتفاقية السلام. وعن دور المرأة في سيناء تقول: إن المرأة شريك أساسي في التنمية وفي الدفاع عن سيناء وهي شريك في شبكة الجمعيات الأهلية لتنمية سيناء ونعمل علي حصول المرأة السيناوية علي حقوقها كاملة في جميع المجالات ورفضنا أن جهاز تنمية سيناء ليس به امرأة واحدة, كما نأمل أن تعين سيناوية نائبة للمحافظ, ولدينا كفاءات نسائية كثيرة, فلماذا عدم الاستفادة بها؟