قرر المهندس عادل عثمان رئيس مركز ومدينة فايد تخصيص سوق جديدة للباعة الجائلين علي مساحة600 متر بجوار المستشفي المركزي, وذلك للقضاء علي العشوائيات. التي ظهرت بتكدس الباعة بالشوارع الرئيسية, وأمام المصالح الحكوميةو بمجرد الانتهاء من تشييد السوق سيتم منع أي بائع متجول يقف في الأماكن الحيوية. * قطعان الأغنام والأبقار لا تزال تتحرك في حدائق الملاحة والطريق الدائري بحرية كاملة, تحت سمع وبصر المسئولين الذين غضوا البصر عن محاربة أصحابها من الرعاة, الذين لا يهمهم سوي أن تتغذي حيواناتهم علي الشعب بالمجان, ويكتوي المواطنون بالصورة السيئة التي يشاهدونها يوميا. وبشكل معتاد. يعيش نحو60 ألف نسمة من أهالي مدينة المستقبل بالإسماعيلية حياة بائسة بمعني الكلمة, حيث يعاني غالبيتهم من نقص شديد في الخدمات برغم حداثة نشأتها, والتي تضم ما يقرب من70 ألف وحدة سكنية اقتصادية, شابت البعض منها المشكلات من الناحية الفنية والمالية, الأمر الذي دفع وزارة الإسكان للتدخل أخيرا وإرسال لجنة أعدت تقريرا بشأنها للفصل فيها وتحديد الأشخاص أو الجهات المسئولة عن الأخطاء التي ارتكبوها في أثناء تشييدها قبل سنوات تمهيدا لمحاسبتهم بالقانون, وحتي نقف علي الحقائق الكاملة التقينا شريحة من قاطنيها, وتحدثنا مع رئيس المركز والمدينة بالمحافظة وخرجنا بالتحقيق التالي: يقول محمد الدسوقي( مدرس لغة عربية): فضلت الإقامة الكاملة بالمستقبل منذ سنوات حتي يهرب من أزمة الإسكان في مدينة الإسماعيلية العاصمة, ولم أتخيل أن تظل الخدمات بها شبه منعدمة, ومنها علي سبيل المثال الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي في بعض شوارعها وميادينها التي تحولت لبرك مليئة بالحشائش والحشرات الضارة التي تهاجم وحداتنا السكنية, وتسبب لنا ولأولادنا الأمراض, وأدعو اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية أن يزور مدينة المستقبل ويتفقدها جيدا لكي يري بنفسه المعاناة التي نعيشها. ويضيف أحمد مصطفي(أعمال حرة) أنه لا يوجد في مدينة المستقبل سوي مركز طبي صغير لا يكفي حاجة السكان الذين يضطرون للتوجه للمستشفي العام والجامعي إذا صادفهم أي عارض صحي صبحا أو مساء, وحقيقة لا أعرف ما هو السبب في عدم إنشاء مستشفي يخدم الأعداد الكبيرة التي بدأت تتضاعف مع تشطيب الشقق الجديدة وتسليمها لأصحابها, ولابد من اعتماد ميزانية مالية عاجلة لتنفيذ مشروع مستشفي متكامل, وهذا حق واجب للمواطنين علي الدولة بدلا من إقامة منشآت صحية لا فائدة منها مثل مستشفي أبو خليفة الذي لم يعمل حتي الآن وبلغت تكلفته ما يربو علي17 مليون جنيه. ويشير محمود عبدالسلام( موظف) إلي أنه قام بالحجز في مشروع960 وحدة سكنية عام2001, وبعد أن تم تسليم20 عمارة منه وتسكينها لازالت هناك480 وحدة متبقية تم صب أساستها وأعمدة الدور الأرضي, وتوقف البناء بسبب أن هذه المساكن لا ينطبق عليها دعم المشروع القومي لإسكان الشباب, وحصلنا علي وعد بمناقشة هذا الملف وتدبير الأموال اللازمة لاستكماله, وحتي يحين ذلك قمت باستئجار شقة بالمستقبل لكي أكون بجوار أبنائي الطلاب في المدارس التعليمية المختلفة, وأخشي أن يطلب صاحبها أن نخرج منها في أي وقت لحاجته لها, لذا قد أتعرض للتشرد برغم مقدم الحجز الذي دفعته في هذا المشروع المجمد حتي إشعار آخر. وتوضح أسماء سلطان( ربة منزل) أن مدينة المستقبل شهدت بعد أحداث الثورة هجوما من أشخاص خارجين علي القانون اقتحموا بعض الشقق المغلقة, وأقاموا فيها دون علم أصحابها, وسرقوا التيار الكهربائي وأصبحوا يهددون حياتنا اليومية بمشكلاتهم التي لا تقف عند المشاجرات وأعمال البلطجة, وإنما حولوا الوحدات السكنية لأوكار للاتجار في المواد المخدرة بمختلف أصنافها, والأعمال المنافية للآداب, وهذا يحدث في ظل عجز رجال الأمن علي ملاحقتهم, لأنه لا يوجد سوي نقطة شرطة في شقة برغم أن العدد الكبير للسكان يحتاج لإنشاء قسم للشرطة يخدمهم, ولابد من تحويل مدينة المستقبل لحي رابع حتي نقضي علي مشكلاتها وتستقل بذاتها من جميع الخدمات. ويؤكد سالم عبدالراضي( بائع) أنه يسكن في وحدات الإيواء بمدينة المستقبل التي أصابتها الشيخوخة المبكرة لسوء استخدامها من بعض الأهالي, وعدم صيانتها الدورية من المسئولين عن المحافظة الذين تركوا مواسير المجاري تنخر في أساسها, وحدثت بالفعل تصدعات في حوائطها ومطلوب لجنة هندسية لمعاينة البعض منها لإنقاذها قبل انهيارها فوق رءوس سكانها البسطاء الذين لا يمتلكون سوي قوت يومهم. ويستطرد حنفي عبدالعال( تاجر) قائلا: إن المسطحات الخضراء ليس لها وجود بمدينة المستقبل, بسبب انعدام المياه العكرة, لذا تحولت الأراضي المخصصة لإقامة الحدائق والمتنزهات لأماكن لإلقاء القمامة داخلها بكثرة, وظهور العشب البري حولها الذي أدي لاختفاء المظهر الجمالي في منطقة حديثة من المفترض أن تنعم بالخدمات التي انعدمت, وأدي ذلك لهجرة عدد ليس بالقليل من السكان, وآخرين رفضوا الإقامة بوحداتهم السكنية وفضلوا المعيشة في مدينة الإسماعيلية العاصمة بشكل مؤقت حتي يتم حل هذه المشكلات. ويري أسامة مسعد( فني تكييف) أن مشكلة سكان الوحدات الجديدة بمدينة المستقبل التي لم يصل إليها التيار الكهربائي حتي الآن ويقوم أصحابها بالحصول عليه بالمخالفة لابد من تقنين أوضاعهم, وإيقاف عملية الشد والجذب بينهم وبين المسئولين عن قطاع الكهرباء الذين قطعوا التيار عنهم في وقت سابق أدي لحدوث ثورة بينهم, وقطعوا الطريق الرئيسي وأجبروا رئيس المدينة علي إعادة توصيل الكهرباء إليهم, وهذه المشكلة يجب حلها علي أرض الواقع وعدم وضع مسكنات لها. ومن جانبه أكد اللواء طارق عبدالقادر رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية أن المياه التي تغطي الشوارع ليست ناتجة عن الصرف الصحي كما يشاع, وإنما هي مياه جوفية تظهر بين الحين والآخر, وتم تشكيل لجنة لإيجاد حل لها, وتوصلت بعد الدراسة لضرورة إقامة مصرف مغطي ونبحث عن المكان المناسب لتنفيذه بعد وصول الاعتمادات اللازمة, وبشأن عدم وجود تيار كهربائي في الوحدات السكنية التي تم تسليمها هناك مخاطبة رسمية علي مكتب وزير الكهرباء لتوفير الدعم المالي لهذا الغرض, وبخصوص استكمال باقي مشروع الشباب المتوقف حاليا بسبب ارتفاع مديونيات المقاولون توجد اتصالات مع وزير الإسكان لحل هذه المشكلة, ونحن نسعي جاهدين لمتابعة أي قصور, لكن لابد أن نعترف أن الدولة لديها ملفات شائكة في قطاعات عديدة تتعامل معها حاليا, ويجب أن يتحلي الجميع بالصبر, والأزمة تنحصر في السيولة المالية غير المتوافرة في الوقت الراهن لاستكمال مشروعات البنية التحتية.