اثري الفنان المطرب محمد فوزي الموسيقي المصرية والعربية بابداعاته التي لاتزال تحيا في وجداننا وتلهب مشاعرنا, وقد تميز فوزي عن غيره من الموسيقيين ابناء جيله في سيطرته المطلقة. وقدرته الفائقة علي اساليب التأليف الموسيقي وألحانه الغزيرة فإسهاماته في المجال الفني اسعدت الملايين, كما ان بساطته في الاداء جعلت منه مدرسة موسيقية حقيقية لاتزال تدرس في المعاهد الموسيقية المتخصصة حيث كان المتبع انذاك هو استخدام مقامات موسيقية وإيقاعات معينة توحي بتلك الحقبة الزمنية ولكن كانت مفاجأة فوزي لجيله والأجيال التالية من بعده هي قدرته علي ابتكار تلك الالحان ذات الايقاعات والسرعات التي عبرت عن ملحن سابق لعصره واوانه. كما كان لاهتمامه بالاطفال شأن كبير حتي يومنا هذا فمن منا لم يترب علي اغنيات فوزي ماما زمانها جاية ا.ب.ت, ذهب الليل وغيرها وكلها لاتزال تتربع علي عرش اغنيات الأطفال ولم نجد اغنية للطفل تحيا في نفوس الكبار والصغار كما كان تأثير تلك الاغنيات. هذا ولم يقتصر تطويره للاغنية العربية علي هذا الحد بل استخدم التقنيات الغربية مثل الهارموني والكنتر ابينط في التلحين وهو ما اثري اعماله الموسيقية وجعلها ذات بريق خاص فتنوعت ما بين الشرقية الصميمة وما يشبه الموسيقي الكلاسيكية العالمية, وايضا كانت مشاركاته مع الفنانين امثال: صباح وليلي مراد وفايزة أحمد شادية ونازك وغيرهن من ابناء جيله في الدويتوهات الثنائيات الموسيقية سبقا فنيا يستحق عليه كل التقدير فهي حالة من المشاركة الايجابية بين الفنانين لاخراج منتج فني جديد ومتنوع, كما تعتبر اغنيات افلامه بمثابة الكليبات التي نراها في السنوات الأخيرة علي شاشات التليفزيون, فأغنيات فوزي تعتبر بمفهوم هذا العصر هي كليبات أو اغنيات مصورة ذات فكرة ومضمون مستقل ولها تأثير نفسي علي المشاهد. وقد سبق عصره بقدر اته الابداعية الكامنة وفطرته المتدفقة في سبقه لتقديم اغنيات مميزة لأول مرة مثل اول اغنية رمضانية وأول اغنية دينية عن الحج وأول اغنية لعيد الميلاد, ايضا استخدامه لاسلوب الغناء بدون مصاحبة آلية والاعتماد علي الأصوات وهو من الاساليب المتبعة في الموسيقي الكلاسيكية فقط ويطلق عليه الاكابيلا وذلك في أغنية كلمني طمني وبهذا كان أول ملحن موسيقي مصري يعتمد علي هذا النوع من الكتابة الموسيقية في الالحان الشرقية. ورغم قصر عمره إلا ان مشواره الفني زاخر بالاعمال فرصيده الغنائي نحو400 اغنية منها مايقرب من300 اغنية في الافلام, بخلاف الالحان العديدة التي قدمها للكثيرين من مطربي جيله, بالاضافة لبعض المقطوعات الموسيقية والتي تعتبر موسيقي بحتة مثل فتافيت السكر. اما في السينما فقام بتمثيل34 فيلما ووضع موسيقي12 فيلما بالاضافة للمشاركة في الحان كثير من الافلام الأخري وانتاج18 عملا فنيا. ولم يقتصر دوره الوطني علي تطوير الموسيقي العربية بل كان فوزي رجل اقتصاد من الطراز الأول حيث كان لانشائه شركة مصر فون اثر كبير علي الاقتصاد المصري في ذلك الوقت حيث ادخلت العملة الصعبة للدولة واستطاع ان ينتج الاسطوانات التي كانت تستورد من الخارج وكان له الفضل ايضا في انتاج اول فيلم ملون في مصر. وعلي الصعيد الانساني يتميز فوزي عن غيره باحساسه المرهف ومشاعره المتدفقة التي لاحدود لها مع كل من حوله ممن تمتعوا بلذة الاقتراب والتعامل مع نبله وكرمه, ولم يحظ فوزي بالتكريم الذي يستحقه من الدولة بل علي العكس فكان لتأميم شركة مصر فون اثر سييء علي حياته ولكنه نال التكريم الحقيقي من جمهوره وعشاقه, ويا ليتنا عاصرناك يا قدوة الموسيقيين. رابط دائم :