عرفنا في طفولتنا المبكرة' ذات الرداء الأحمر' تلك القصة البديعة للكاتب الفرنسي شارل بيرو وتحكي عن الطفلة ليلي التي كانت في طريقها إلي جدتها فالتقت ذئبا في الغابة ودعاها للعب فرفضت. وقالت له إنها ذاهبة بطعام جدتها فسبقها إلي هناك.. إلي آخر القصة المعروفة. ومنذ يومين قرأنا قصة أخري أكثر إبداعا وتشويقا, وكانت بعنوان,' ذات الحذاء اللامع' غير أنها ليست قصة من نسج الخيال, وإنما هي سرد حقيقي لواقعة حدثت بالفعل. فقد أجبرت معلمة في إحدي المدارس الابتدائية التابعة لإدارة المنتزه التعليمية غرب الإسكندرية تلاميذها علي مسح حذائها عقابا لهم علي عدم ادائهم الواجب المدرسي الذي كلفتهم به, وتكرر هذا أكثر من مرة, الأر الذي أثار غضب أوياء الأمور وطالبوا بمعاقبتها. تأتي الواقعة بعد أيام قليلة من إقدام معلمة اخري منتقبة علي قص شعر تلميذتين في احدي مدارس الأقصر الابتدائية لرفضهما ارتداء الحجاب! ماهذا العبث؟ وما هذه السادية؟ هل من سلطة أي معلم أو مدير مدرسة أو منطقة تعليمية إهانة تلاميذه؟ هل نسل أولادنا إلي المدارس ليتعلموا الخنوع ويذوقوا أصناف القهر؟ هل نسمع غدا عن مدرس يصعق تلاميذه بالكهرباء بسبب إجابات خاطئة في امتحان الشهر؟ أو يعلقهم من أرجلهم؟ أو يجردهم من ملابسهم؟ أو يبصق في وجوههم؟ هل هذه مدارس أ سلخانات أم حجز في قسم شرطة؟ هل تقبل هذه المعلمة أو تلك أن يعاقبها والد التلميذة نفس العقاب؟ لا اعتقد. فلماذا إذن تجرأتا علي ارتكاب هاتين الجريمتين في حق نفسيهما وزملائهما في المهنة والمدرسة والوزارة التي تعملان بها؟ لا أتصور أن يكون الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم راض عن هذه الحوادث الغربية. بل أكاد أجزم أنه غضب منهما أكثر من أولياء أمور التلاميذ الذين تعرضوا لهذا الإيذاء النفسي. وبرغم أن هاتين المعلمتين لا تمثلان إلا نفسيهما إلا أنهما بكل أسف.. ضربتا أسوأ المثل وأساءتا لأكثر من مليون معلم يقومون بواجبهم من دون تجاوزات خطيرة كتلك التي ارتكبتاها. فهل نطالب بعمل كشف صحة نفسية للمدرسين قبل تعيينهم في وظائفهم الحساسة؟ أليسوا هم من أوصي بهم أمير الشعراء أحمد بك شوقي أن نقف لهم نوفيهم التبجيلا باعتبار أن المعلم كاد يكون رسولا؟ أين أنت يا أمير الشعراء لتشهد هذه الفواجع الاخلاقية والتجاوزات اللا مهنية؟ أما من شاعر في قامتك يتصدي لهذه النوعية من المعلمين ويوقف هذه المهزلة؟ أما من كارت أحمر لذات الحذاء اللامع؟ [email protected] رابط دائم :