مع غروب الشمس وقبل انطلاق مدفع الإفطار بلحظات سمع جيران بدر21 سنة عامل دوي طلق ناري كاد البعض يفقد أعصابه من قوة الصوت الذي رج المنزل الذي يعيش فيه مع شقيقته محاسن بعد أن انفصلت عن زوجها بعد نزاع مستمر انتهي بالطلاق لأسباب رغب الزوج عدم الافصاح عنها مكتفيا بالانفصال. ولم يمض علي الطلاق أكثر من عدة أشهر حتي بدأت نظرات الجيران تلوم بدر علي سلوك شقيقته بدون كلام فليس لها حاكم يردها أو يمنعها من أفعالها التي كانت مثار دهشه لأبناء منطقتها ومايمتازون به من شهامه أولاد البلد التي تأبي أن تكون ابنة منطقتهم تسير علي حل شعرها وتطور الأمر إلي أن لاكت الألسنة سيرة محاسن والتي كانت بما أعطاها الله من جمال وأنوثة محط إعجاب الشباب وكل من يراها, رغم عدم حصولها علي قسط من التعليم ماعدا معرفتها فك الخط فقط. تحول الإعجاب من أبناء الحارة إلي ضجر وحنق عليها خاصة بعد انفصالها وخروجها باستمرار في غياب شقيقها الأصغر الذي تركه لها أبوها ليرعاها في هذه الدنيا بعد وفاته عقب وفاة أمها بأشهر قليلة. وصلت الهمسات واللمزات إلي مسامع بدر عقب عودته من العمل في مجال المعمار وجلوسه علي أحد المقاهي القريبة من مسكنه مع بعض أصدقائه يبث لهم همومه ومعاناته من وقف الحال, بسبب توقف عمليات البناء والتشييد بعد أحداث ثورة25 يناير وفي إحدي الجلسات قفز من مكان جلوسه أحد أصدقائه وأبلغه عدم قدرته علي تحمل مايردده أبناء المنطقة من كلام علي محاسن وأنها تسيء بتصرفاتها لهم جميعا وليس له وحده. وقع الكلام علي رأس بدر وكأنه صاعقة نزلت عليه من السماء محاولا تكذيب صديقه, فشقيقته مستحيل أن ترتكب مايسيء لها ولأسرتها وأنها ليست في حاجة لأن تفعل مايردده الناس فهو إما غيرة من جمالها أو حقد عليها. انصرف بدر وهو بالكاد يجر قدميه بسبب الكلام الذي سمعه من صديقه, لايقوي علي النظر في أعين جيرانه يحاول أن يصل إلي مسكنه دون أن تراه أعين الناس الذين كان لايعتقد أن وراء نظراتهم له أي مبرر غير الحب له ولشقيقته, وما كاد أن يصعد سلم العقار الذي يقطن فيه وشقيقته ويدق جرس الباب عليها حتي قامت كعادتها مسرعة تفتح له وتخبره بما أعدته له من أكلات محببه كمفاجأة كما تعودت منه عقب رجوعه بل لم يصافحها من الأصل, وظل يرمقها بنظرات يتطاير منها الشر. وفوجئت به يقبض علي يديها ويجذبها إلي داخل الشقة بعد أن أغلق الباب بقوة كادت تهشم زجاجه وتحطمه تماما مما زاد من بث الرعب في داخلها وهي تحاول أن تسأله عن السبب وترجوه أن يؤجل أي حديث بعد تناول الإفطار لكن الشيطان سيطر علي كل جوارحه وظل يردد سوالا واحدا عليها لماذا تحاولين جلب العار لنا وهل الكلمة التي دفعتها إلي الرد بقوة عليها أن كل ذلك افتراء وكذب عليها. وتدريجيا بدأ صوتها يرتفع علي شقيقها وأنه الأصغر ولايحق له لومها واتهامها في أعز ماتملك واستمرت المشادة حتي أخرج بدر سلاحا ناريا من بين طيات ملابسه كان قد أحضره لغسل عاره, وأطلق منه عيارا ناريا أصاب به بطن شقيقته لتسقط جثة هامدة في بركة من الدماء, ومع أذان المغرب وبحضور الجيران علي صوت الطلقة النارية فشلت محاولاتهم في إنقاذ حياة المجني عليها وبإبلاغ المقدم طارق الوتيدي رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة تم القبض علي المتهم وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة, وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة فأمرت النيابة بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق. رجب أبوالدهب