تحقيق - وليد رمضان: أنت طالق .. هذه الكلمة التى تضع نهاية حياة وبداية رحلة جديدة .. قرر أبطالها أن يصرخوا فى وجه المجتمع: لن نكون ضحايا ناد للمطلقات والمطلقين بجاردن سيتي وراديو للمطلقاتومجلة للمطلقين وناد للمطلقات على الانترنت ومدونات بالعشرات: عايز أتطلق ويوميات مطلق وقبل ماتقول ياطلاق وطليقك على ماتعوديه. وهكذا فإن عالم المطلقات في مصر أصبح حزبا كبيرا يتحدث باسمهم. ثلاثة ملايين ونصف المليون هو عدد المطلقات في مصر, و6 حالات طلاق كل دقيقة في مصر, هذا الرقم وأرقام كثيرة أخري كشفت عنه بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية ولكن اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء نفي صحة هذه الإرقام المنشورة مشيرا إلي أن هذه الأرقام لا أساس لها من الصحة! وقال: أتحدي أي شخص ان يأتي بتقرير صادر عن جهاز التعبئة والاحصاء في مصر يؤكد هذه الأرقام. وأوضح أن هذا الرقم ومعدلات الطلاق المذكورة غير صحيحة بالمرة, والأرقام الصحيحة منشورة علي موقع الجهاز وفقا لآخر احصائية التعداد عام 2006 وكما هو معروف فإن التعداد يتم كل عشر سنوات فمن اين أتوا بهذه الأرقام ولكن الرقم الصحيح هو الصادر عن نشرة الزواج والطلاق السنوية التي يصدرها الجهاز وآخر رقم رصد عدد حالات الطلاق, حيث بلغ نحو437 ألفا و953 فردا في تعداد 2006 واخر رقم رسمي صدر في نشرة الزواج والطلاق عام 2008 وهو متاح للجميع علي موقعنا وهو 84 ألفاً و430 حالة طلاق مقابل 660 ألفاً و159 حالة زواج. تقول عبير الانصاري رئيسة نادي المطلقين إن الطلاق تجربة مؤلمة للمرأة, تتعرض فيه المطلقة لضغط نفسي قوي بعد الانفصال وتعاني المطلقة من نظرة المجتمع إليها, حيث يلقي عليها اللوم في فشل العلاقة الزوجية, فتلاحقها التهم والهمسات الظالمة والنظرات المملوءة بالشك والريبة, وتخضع في المجتمعات الشرقية لرقابة اجتماعية ظالمة خاصة من والديها وأخواتها وأقربائها فالمجتمع لايدين الرجل المطلق نهائيا وإنما يدينها هي فقط, وقد تلجأ إليه عندما يكون الزوج لديه وسواس قهري وعدم رغبة في العمل, والجلوس في المنزل. تري ياسمين أبو الحسن( مدربة حياة وعلاقات) أن الطلاق ليس نهاية الدنيا وليس عيبا وأن فكرة الطلاق تقوم علي أن واحدا من الطرفين علي الأقل رافض للعلاقة والاستمرار, وكل انسان من حقه أن يجد من يحب, فالطلاق مؤلم للطرفين, وشيء يؤلم الإنسان يحتاج إلي أن يتعافي منه, والألم الذي يمر علي المطلقين يجب أن يكون ايجابيا ولا يترجم بشكل سلبي ويسقط احد الطرفين مشاكله علي الطرف الثاني والمهم كيف نعلم أولادنا انهم ليسوا السبب فيها, وتري ياسمين ان المطلق يحتاج إلي سنتين علي الأقل حتي يتعافي ويستعيد توازنه ليبدأ حياة جديدة, يختلف في رأيه الدكتور مدحت عبد الهادي استشاري العلاقات الزوجية الذي يري ان تجمعات المطلقين سلاح ذو حدين فإما أن يكون العلاج الجماعي إيجابيا ويتعلمون فيه من تجاربهم أو سلبا فتعطيها قوة وإصرارا علي الرفض. وتحكي انشراح المصري قصتها مع الطلاق بعد عشرة دامت أكثر من ثلاثين سنة تحملت فيها ما لايتحمله بشر من أجل أولادها حتي كبروا وتزوجواواتخذت قرار الانفصال من زوج كان لا يتورع يوما عن خيانتها ويتباها أمامها بعلاقاته مع فتيات يصغرنه باكثر من عشرين عاما وكانت تواجهه مرة وتغض النظر مرات إلي أن وصلت لمرحلة رفضت الاستمرار في هذه الحياة المهينة. محاسن صابر صاحبة مدونة عايزة أتطلق تقول إنها أطلقتها بعد البحث عن الطلاق لمدة ثلاث سنوات في المحاكم وافتتحت مدونتها بعبارة عندما ينعدم الأمان في الحياة الزوجية وتصبح الطمأنينة حلما بعيد المنال فعندها مرحبا بأبغض الحلال أي الطلاق! محاسن, لديها طفل, أطلقت أيضا إذاعة للمطلقات أو مطلقات راديو وبدأت البث التجريبي له علي الانترنت وأهم البرامج فيه: قبل ماتقولي ياطلاق وبرنامج من تحت سريري وفكرته أن سرير المطلقة أصبح خاليا بلا رجل, وهنا تحتاج لرجل يحميها, ويوميات مطلق الذي يعرض تجربة الطلاق من وجهة نظر الرجل المطلق أو من تم خلعه, وبرنامج من وراء الباب الذي يتعرض لبعض الظواهر الاجتماعية التي تفشت في المجتمع مثل التحرش الجنسي, وبرنامج قلوب بنات أما دعاء عويضة فتري أن لقب عانس أفضل بكثير من لقب مطلقة بالرغم من أنها أطلقت مدونة علي الانترنت بعنوان: مش عايزة أعنس ومش عايزة أطلق بعدما عاشت تجربة طلاق شقيقتها وعددا كبيرا من صديقاتها إلا انها قالت: البنات في حيرة في الاختيار بين أمرين أحلاهما مر. وتقول إنجي سالم رئيس تحرير مجلة جوست ديفورس أن المجلة باللغة الانجليزية منذ أواخر عام 2007 وصدر منها أربعة أعداد وموجهة للمطلقات فقط وتناقش كيف يبدأون حياة جديدة والتوعية من خلال تجارب للمطلقات وكيف يتعاملون مع اطفالهن. تري الدكتورة ايمان شريف أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن المجتمع المصري في حالة تأخر مستمر لعدم وجود اتساق مابين الذات والدين والمجتمع الذي نعيش فيه, وأرجعت مسئولية تزايد حالات الطلاق في المجتمع إلي وجود خلل في مؤسسات التنشئة في المجتمع: الأسرة والمدرسة والإعلام والدراما والمؤسسات الدينية مما نتج عنه ظواهر سلبية كثيرة منها الطلاق الذي ترتب عليه خلق جيل مشوش في الفكر والقيم, وغير صالح لبناء وإحداث تنمية في المجتمع!