خلال أيام تنطلق إذاعة غاية في الخصوصية، من حيث المستمع المستهدف، والهدف منها، إنها إذاعة خرابة البيوت أو المرأة سيئة السمعة، كما لا يزال يعتبرها البعض في مجتمعنا، نقصد بالطبع المطلقة، وللتدليل علي مدي غرابة مثل هذه الإذاعات علي ثقافتنا وبالتالي آذاننا، فيجب أن نشير إلي أحد برامج هذه الإذاعة الذي تحمل اسم من تحت سريري ويتناول قصص معاناة المطلقة عاطفيا وحالة فراغ المشاعر والتخبط التي تعاني منها المطلقة خاصة في فترة ما بعد الطلاق، هذه تهرب من السرير الذي أصبح خاليا من الرجل إلي تحته، هذه المعاناة التي أصبحت تتكرر في مصر ست مرات في كل دقيقة، رغم أنه أبغض الحلال. بداية هذه الإذاعة الموجودة حاليا فقط في المجال الإنترنتي، وانطلقت من كونها كانت فقط مدونة وجروب علي الفيس بوك، كانت علي يد مطلقة بالطبع، لكنها شابة عانت من ويلات المحاكم وحصلت علي الطلاق بعد أربعة أعوام بين أروقة المحاكم، ورغم ذلك تربي ابنها بين أعمامه وعماته. ونجحت الإذاعة الإنترنتية في لفت الأسماع العالمية لا العربية فقط سواء من مشاركين من أمريكا وكندا، أو من وسائل إعلام وفضائيات استوقفتها هذه الإذاعة. صاحبة فكرة الإذاعة وجدت نفسها بمفردها تواجه المجتمع صاحب النظرة الصعبة بل القذرة المشوشة التي تدعو لا لعزل المطلقة فقط، بل والتخلص منها أيضا وسجنها وكأنها عار أو وباء معدٍ.. هذه النظرة رفضتها القائمة علي الإذاعة ومن ورائها 600 عضو بالجروب النشط علي الفيس بوك، والذي جذب الكثيرين من الشباب والفتيات والمطلقات والمتزوجات والعوانس من جميع الدول العربية. -- وتقول محاسن صابر صاحبة الفكرة ورئيسة الإذاعة لروزاليوسف: إن الفكرة جاءت في الأساس من رغبتها في الحديث مع الناس حول مشكلتها، فكان السبيل عبر مدونتها عايزة اتطلق التي انطلق منها التجمع الإذاعي، وتعرف نفسها علي مدونتها بأن: كل أملي في الحياة أني أكون زي ما أنا عايزة أكون وأعمل حاجة مفيدة في حياتي تخلدني بعد مماتي وأبقي في القبر حاسة إني أنا مش لوحدي! رغم حصولها علي الطلاق بالفعل إلا أنها سعت لتغيير تلك النظرة التقليدية الظالمة للمطلقة علي صفحات مدونتها، ونجحت أن تحقق المعادلة الصعبة للطلاق المتحضر واستطاعت أن تربي ابنها وسط أعمامه وعماته من والده، وبعد تجربتها مع الطلاق حاولت جاهدة أن تحارب ما في قانون الأحوال الشخصية من نواقص ومواد تظلم الأم وأطفال الطلاق أكثر مما تفيدهم. فكرة الإذاعة جاءت لمحاسن في إطار ضرورة طرح مشاكل المطلقات، ولكن المدونات لن تكون صاحبة الانتشار والتجاوب السريع لأنها تري أننا شعب يسمع أكثر مما يقرأ، ومهما لفتت المدونة أنظار الكثيرين فسيكون المنجذبون لها أعدادا محدودة، أما الإذاعة فسوف تتحدث المطلقة فيها عن أزماتها وتسمع الناس صوتها وتسمع صوت الناس، وبالرغم من ذلك فلن تكون برامج للمطلقات فقط، الراديو سيعرض برامج منوعة حتي لاتدخل المرأة علي الموجة وتنوح وتظهر وكأنها مكسورة تظل تردد طلقني المفتري الظالم!إذاعة المطلقات بدون مقر أو تجهيزات.. بدون استوديو يحتوي علي الميكروفونات وأجهزة التسجيل أو البث أو أجهزة الصوت؛ لأن كل هذه التجهيزات التقنية تحتاج إلي دعم مادي.. كل مشارك يتعامل من منزله.. يسجل ويبث لأن الإمكانيات المادية هنا لا يوفرها هواة أصحاب فكرة محدودة للتعامل مع مشاكل المطلقات. موجات الإذاعة تنطلق الأسبوع الحالي مع بداية ديسمبر عبر 30 برنامجا وتم التجهيز ل 3 دورات إذاعية، مدة كل دورة 3 شهور والدورة 10 برامج والبقية تأتي وسط إرسال علي مدار 24 ساعة، أعضاؤه، وهم مقدمو البرامج والفقرات مطلقات وعوانس وفتيات رافضات لوضع المرأة الراهن وصحفيون أمنوا بمشاكل المطلقات ونظرة المجتمع لهن، مع مشاركة من الشباب وخريجي الجامعات الذين يؤمنون بمشاكل المرأة ويشاركون في هذه الإذاعة، وليس فقط في برامج وموضوعات تخص المطلقات، فالقاعدة الرئيسية للإذاعة هن المطلقات، ولكن تناقش بالإذاعة جميع المشاكل الاجتماعية سواء المرأة والمتزوجة والعانس والشباب العازب الباحث عن عروس ومشاكل المراهقة للفتيات والشباب، وبرامج أخري توجه لكبار السن، فهي إذاعة للجميع! ويبلغ فريق العمل في الراديو حوالي 25 فتاة وسيدة ورجلا، من مختلف الأعمار بداية من عمر 22 ووصولا إلي 50 عاما وكلهم متطوعون للعمل من خلال عرض برامجهم الخاصة وتجاربهم في الحياة، بالإضافة إلي العديد من الأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع الذين يقدمون برامج تتعامل مع سيكولوجية المطلقة وترشدها إلي حياة آمنة نفسيا واجتماعيا، كذلك هناك برامج تهتم بالتربية النفسية والاجتماعية للأطفال الذين يعيشون مع أب أو أم منفصلين لحمايتهم وتأهيلهم نفسيا. ؟ من أهم البرامج التي ستقدم علي الموجة وأخذت شكل البث التجريبي من علي المدونة قبل ذلك برنامج قبل ما تقولي يا طلاق وهو برنامج يقدم من خلاله النصائح للمتزوجات اللاتي يريدن الطلاق لأتفه شيء أو مشادة تحدث مع الزوج أو أقاربه، وهذه النصائح التي تمنع هذه الرغبة للمتزوجة بطلب الطلاق، والنصائح تقدم عبر المطلقة لأن من تتذوق مرارة الطلاق، وتجعل المتزوجة التي تريد الطلاق تعيد النظر في هذه الخطوة التي تتخذ بسهولة في معظم الأحيان. وهناك أيضا برنامج من تحت سريري، فكرته أن سرير المطلقة أصبح خاليا بلا رجل، وهنا تحتاج لرجل يحميها ولذلك تتخذ المرأة أسفل السرير مكانا لها حتي لا يراها أحد، ويناقش البرنامج المشاكل العاطفية النابعة من الفراغ العاطفي بعد الطلاق، ويتعامل هذا البرنامج مع بعض المشاكل التي تواجه المطلقات ومنها أن المرأة بعد الطلاق تكون تائهة المشاعر، من الممكن أن يضحك عليها أحد، فتظن أنه يحبها وتقع في غرامه، وهذا البرنامج تقدمه طبيبة نفسية وتقوم بتوظيف طاقة المرأة بعد الطلاق بشكل إيجابي. برنامج ابنك علي ما تربيه.. يقدمه إخصائي تربية، ويتناول المشاكل التي تواجه الأطفال في ظل غياب الأب أو الام عن تربيته، فليس معني أن الطفل الذي يعيش مع أبيه تكون أمه مش كويسة، والعكس أيضا فليس معني أن الطفل الذي يعيش مع أمه يكون أبوه شريرا مثلا، هناك مشاكل في الحياة والتربية، ووضع هؤلاء الأطفال لا يحتاج أي حساسيات أخري. وبرنامج طليقك علي ما تعوديه.. ويأتي في إطار مواجهة الصورة القائمة بأن أي اثنين مطلقين سيكون بينهما حربا وسبابا وتقطيع هدوم، البرنامج يوضح كيفية التعامل بشكل محترم بين المطلقين من أجل نفسية منضبطة للأطفال، ويعرض بالبرنامج التجارب الناجحة للسيدات المنفصلة مع طليقهن، تقدم نصائح للتعامل مع الطليق وسط مشاكل النفقة وحق الرؤية، البرنامج يهدف إلي عدم مساس الأطفال بشكل سلبي أثناء التعامل بين الأب والأم. -- وبعيدا عن مشاكل المرأة المطلقة وحتي لا يكون هناك انحياز أعمي للمرأة، فهناك بعض المقهورين في الأرض أيضا من الرجال، هناك برنامج يوميات مطلق الذي يعرض تجربة الطلاق من وجهة نظر الرجل المطلق أو من تم خلعه، ويعرض به أيضا مشاكل الرؤية والنفقة والتمكين والشقة ولكن من وجهة نظر الرجل.وهناك برامج اجتماعية بعيدة عن الطلاق مثل برنامج من وراء الباب الذي يتعرض لبعض الظواهر الاجتماعية التي تفشت في المجتمع مثل التحرش الجنسي والشواذ والمثليات، وبرنامج قلوب بنات، وهو يقوم علي فكرة رئيسية حول الاختيار التي تتعرض له الفتاة فيما يتعلق بالزواج في سن مبكر حتي لا تكون عانسا، وأن تتريث حتي لا تختار شريكا بعيدا عنها فكرا ومعاملة وحياة، وبرنامج اللي يعيش ياما يشوف ويعرض ما هو عجيب وسري في العالم الشبابي، وبرنامج علمتني الدنيا، وهو برنامج يأخذ شكل بريد الأسبوع ويعرض من خلال سيدة كبيرة في السن مدونة ومطلقة تناقش مشاكل المطلقات الكبار، وبرنامج يا مفهومين بالغلط الذي يواجه فكرة المجتمع بأن المطلقة امراة سيئة السمعة، برنامج ع المصطبة وهو عبارة عن دردشة مفتوحة بين الرجال والسيدات بصراحة يتكلم الجميع حول . المشاركات العربية من السيدات والفتيات كانت فعالة، هناك مشاركة من فتاة مغربية ستقدم برنامجا علي راديو المطلقات حول وضع المرأة في المغرب من خلال رصد حول الحريات والعنف ضد المرأة والزواج واستخدام المرأة هناك بشكل يسخرها كعبدة للرجل من خلال الأعمال المنافية للآداب واستغلال جسدها بشكل .برنامج آخر يقدم من بيروت عبر مطلقة لبنانية ستتحدث عن وضع المرأة في لبنان وهل الحرية التي تحصل عليها المرأة هناك هي حرية جسد وملابس وتعامل وسهر وانطلاق وسط ضياع حقوقها في أحوال الزواج والطلاق والأحوال الشخصية.ويجري الآن اتفاقات مع مشاركات لهن فاعلية من السودان والصومال والإمارات ويبحث الآن نوعية البرامج التي ستقدم من خلالهن لطرح قضايا المرأة في كل بلد حسب إمكانياتها وعاداتها وتقاليدها ووضع المرأة فيها.