احتفلت أمس الأسرة الدولية التي تتكافل لمواجهة الخطر الداهم الذي تمثله الأجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحروب سواء علي أمن وسلامة المدنيين أو بتقويض فرص التنمية باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام ومساعدة المتضررين منها وقد انضمت مصر لهذه الأسرة الدولية بعد توقيع فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي اتفاقا مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة في9 نوفمبر2006. وتقوم وزارة التعاون الدولي في الوقت الراهن بالتنسيق مع الجهات المصرية المعنية لإعداد مشروع وثيقة المرحلة الثانية من هذا المشروع الوطني, الذي شهدت مرحلته الأولي تزويد124 شخصا من ضحايا الانفجارات ب129 طرفا صناعيا, لتمكينهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل قريب من الشكل الطبيعي, من667 من مصابي الانفجارات الذين تشتمل عليهم قاعدة بيانات الضحايا التي أنشأتها الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي في وزارة التعاون الدولي, كما أجرت الأمانة التنفيذية دراسة بحثية ميدانية لتحديد الأنشطة التنموية المدرة للدخل التي يمكن للناجين من حوادث الألغام القيام بها, لإعالة أنفسهم وذويهم, وفي الوقت نفسه المساهمة في تنمية الموارد الطبيعية للمنطقة, ووضعت تلك الدراسة في متناول جهات التمويل المحلية والدولية للمشروع في تنفيذها في أسرع وقت. وتمت المرحلة الأولي من المشروع القومي المصري لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بنهاية2009 حيث تمكنت الجهات المعنية خلال هذه المرحلة من إزالة أكثر من315 ألف لغم وجسم قابل للانفجار من مساحة31250 فدانا أصبحت في متناول وزارتي الإسكان والزراعة لتنفيذ مشروعاتهما التنموية فيها, وهذه المساحة هي جزء من مساحة أكبر تصل إلي22% من مساحة مصر الكلية يتعذر النفاذ إليها بسبب انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة علي طول الساحل الشمالي الغربي لمصر, معرضة حياة عشرات الآلاف من المدنيين المصريين للخطر الذين يعيشون في المنطقة, فضلا عن حرمان الوطن من الاستفادة بعائد التنمية لموارد طبيعية متنوعة وامكانات هائلة واعدة لهذا الاقليم, الذي كان يعتبر تاريخيا سلة الغذاء للامبراطورية الرومانية, ففي عام2008 وقعت9 حوادث انفجار لتلك المخلفات تسببت في استشهاد ستة مواطنين وإصابة خمسة آخرين وفي عام2009 وقعت خمسة حوادث أخري تسببت في استشهاد7 وإصابة3 آخرين وحتي في الفترة الوجيزة التي انقضت من العام الحالي فقد ثلاثة من المواطنين حياتهم من جراء حوادث انفجارات في مدن براني ومرسي مطروح والسلوم. وفي اطار تنفيذ الخطة القومية بإشراف وزيرة التعاون الدولي ورئيسة اللجنة القومية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بدأت الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بالوزارة في7 مارس الماضي بالتنسيق مع وزارات البيئة والتربية والتعليم والثقافة ومحافظة مطروح والهيئة العامة للاستعلامات حملة للتوعية بمخاطر الألغام تستهدف عشرات الآلاف من طلاب المدارس للمرحلتين الابتدائية والإعدادية وأسرهم والمجتمع المحيط بالمدارس عبر خمسة من مراكز محافظة مطروح, ومن المقرر أن تستمر حملة التوعية لفترة عشرة أيام أخري, لتنتهي باحتفالية ختامية في مدينة مرسي مطروح يوم15 أبريل الحالي, وتهدف الحملة إلي احداث تغيير جوهري في سلوكيات مواطني أهالي المنطقة بعدم الاقتراب من الأجسام الصلبة القريبة, وارشاد السلطات المختصة إلي ما يصادفهم منها, وسوف تتواصل جهود التوعية مرافقة لجهود إزالة الألغام حتي تتم إزالة آخر جسم قابل للانفجار من الساحل الشمالي الغربي. ويتطلب استكمال المسيرة التي بدأت بتأسيس الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي في وزارة التعاون الدولي في أغسطس2007 تضافر كل الجهود الوطنية والدولية للقضاء علي الخطر الداهم الذي تمثله مخلفات قابلة للانفجار من حرب لم يكن لمصر فيها أي دخل, ولكنها لاتزال تقتل أبناء مصر وتصيبهم بالإعاقات وتحرم الشعب المصري من مردود تنمية مساحة تصل إلي22% من أرض مصر عامرة بالثروات الطبيعية الهائلة.