أنا أول ما سمعت الحكم صوت.. وبقيت عامية وموش شايفة قدامي حاجة.. هكذا علقت ماري دانيال شقيقة الشهيد مينا دانيال علي الحكم الصادر علي الرئيس المخلوع وأعوانه. حيث وصفته ب الصفعة القوية لأرواح الشهداء ومصابي الثورة.. بل والشعب المصري كله.. مسرحية هزلية.. العصابة هي.. هي! من قتل يقتل يا سيادة القانون!! مسرحية هزلية!! حسبي الله ونعم الوكيل.. من دم مينا دانيال رفعت عزف الكمان آه يا بلدنا يا تكية أفرجوا عن الحرامية مسرحية مسرحية العصابة هي..هي!! الميدان بيقول.. يا قاتل يا مقتول..!! هكذا سكب حكم القضاء أمس علي المخلوع وأولاده وعصابته البنزين علي الناس في شوارع وميادين القاهرة لتعلو أصواتها وترفرف شعاراتها مبشرة ومنذرة بالثورة جديدة ليعود شعار25 يناير مرة أخري مهللا.. الشعب يريد اسقاط النظام!! ما أن تخطو بقدميك أرض منطقة وسط البلد تضبط نفسك متلبسا مسيرا بالتأكيد لا مخيرا تشق الزحام لتصل الي الصفوف الأولي منضما للمتظاهرين مرددا كوسة..كوسة!! ومع حدة الحر وتحت لفحة شمس يونيو القاسية ومع العرق المتصبب منك تجد نفسك تقودها بحرقة ووجيعة وبمرارة وبحسرة وبثورة حسبي الله ونعم الوكيل!! وسط الهتافات والشعارات المنددة بالحكم علي مبارك والعادلي بالمؤبد والافراج عن علاء وجمال ومساعدي وزير الداخلية الأسبق وسط كل الحناجر التي تنزف من وجيعتها أمام دار القضاء العالي تستطيع أن تلتقط كما من المناقشات المحتدمة بين الواقفين وبعض من أعضاء حزب الكنبة القائلة السنتهم طيب وهانعمل ايه يعني, الهتافات دي مش هاتجيب أي نتائج ما الاحكام صدرت وخلاص بس كل الحكاية هنوقف حال البلد ونعطل المصالح.. الرد علي تلك الالسنة يجيء هذه المرة عنيفا ثائرا غاضبا ليس من الحكم فقط بل من اعضاء حزب الكنبة المتهمين في نظر ثوار التحرير بأنهم هما اللي ودونا في ستين داهية وحطونا بين خيار مرسي وشفيق..!! هنا فقط أتذكر أيمن بهجت قمر وكلماته في فيلم عسل اسود عندما قال. بالورقة والقلم خدتيني100 قلم يا بلد معاندة نفسها يا كل حاجه وعكسها..!! من امام دار القضاء العالي مرورا بماسبيرو استقرارا وأمنا ورمزا وشرعية حقيقية في ميدان التحرير لتبدأ الحكاية من أول وجديد وليعيد التاريخ نفسه يحتشد المحتشدون ويعتصم المعتصمون ويثور الثائرون ويتذمر السلبيون ويضحك الجاهلون ويسقط الفاسدون المستفيدون. تشتعل أرض ميدان الشهداء الذين حاولوا مرارا وتكرارا أن يهدروا حقهم ويبيعوا دماءهم.. تشعل الصدور حماسة وتمتلأ القلوب حرقة وتردد الألسنة بإصرار وتحد وعزم وإرادة الميدان بيقول يا قاتل يا مقتول.. ترتفع الكوسة في الأيدي الصغيرة قبل الكبيرة لتكون هي شعار الميدان هذه المرة.. وإن كان أحد في مصر بات سعيدا الليلة الماضية فهم بائعو وبائعات الخضار الغلابة الذين يفترشون الارصفة والذين انهالت عليهم ايدي الثائرين لتشتري الكوسة لتكون خير معبر عن لسان حال ميدان الشهداء.. التحرير سابقا. الوقت أزف, يجب أن نغادر الميدان لبعض الوقت حتي نخرج بهذا الملف الذي حاولنا فيه رصد مشاهد من قلب الثورة ليكون بين ايديكم الآن.. وما أن هممنا بالمغادرة, حتي دخل حمدين صباحي المرشح المفاجأة الذي حصد اصواتا في الانتخابات الرئاسية وخالد علي المرشح الأخر ليشتعل الميدان أكثر وأكثر حاملا حمدين صباحي علي الأعناق مهللا له الرئيس الشعبي أهو!! هل نستطيع أن نقول أن التاريخ يعيد نفسه في أقل من عامين.. ليكن2-6 هو موعدنا مع الثورة.. ؟!! أظن أن اليوم والغد القريب بالتأكيد سيحمل لنا اجابة..!!