ونحن علي أعتاب ماراثون انتخابات رئاسة الجمهورية, علينا جمعيا الاتفاق علي ملامح مستقبلية وخارطة طريق لمصر مابعد انتخابات الرئاسة, نتلمس من خلالها أولويات العمل السياسي والديمقراطي لرسم صورة أفضل لمستقبل مصر. والتي تتبلور أهم ملامحها في: التسليم بأبجديات الديمقراطية والمتمثلة في التسليم بإرادة الشعب وبقدسية صناديق الانتخابات الرئاسية, ولايشترط في ذلك أن تكون نتائجها متوافقة مع قوي أو فصيل معين, حيث إن القول الفصل في التجارب الديمقراطية الناجحة هي للشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة الاولي. * استمرار التعاون والمشاورات بين الأحزاب والقوي السياسية للوصول لتوافق وطني علي تحديد صلاحيات الرئيس سواء من خلال إجراء تعديلات دستورية علي دستور1971 م أو إصدار إعلان دستور مكمل يحدد صلاحيات الرئيس أو الاكتفاء بصلاحيات رئيس الجمهورية التي يمارسها المجلس العسكري حاليا من خلال الإعلان الدستوري. ولايجب في هذا الإطار أن نقلق من تلك الصلاحيات التي سوف يتمتع بها رئيس الجمهورية لأنه سيكون مقيدا مهما تكن صلاحياته بالإرادة الشعبية والسياسية. *أن يكون هناك تزامن بين المسار الديمقراطي والانتخابي لإعادة هيكلة المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع المطالب والأماني الشعبية خاصة فيما يتعلق بقضايا الأجور والبطالة والتأمينات الاجتماعية والإنتاج والعمل, فالديمقراطية كما قيل بحق هي شرط ضرورة وليست شرط كفاية. * ضرورة ممارسة العمل السياسي بشكل أكاديمي واحترافي من خلال مراكز دراسات وأكاديميات ثورات الربيع العربي, مع الاستعانة في ذلك بالخبراء والعلماء السياسيين والقانونيين والاقتصاديين للنهوض بمستوي العمل البرلماني والسياسي والحزبي في مصر. * الابتعاد كل البعد عن تلون جميع الإصلاحيات علي جميع الأصعدة بالطابع المذهبي أو الأيديولوجي أو الطائفي حفاظا علي السيادة الوطنية, والوحدة الوطنية في البلاد, وهذا ما تؤيده التجارب الديمقراطية السابقة والثورات الناجحة الشعبية. علي العكس من ذلك نجد أن التجارب الأخري والتي اختلطت فيها ثوراتها وتجاربها بروائح الأيديولوجيات والطائفية........ قد حكم عليها بالفناء قبل الميلاد. * تفعيل استقلال القضاء فهو بحق الحامي للحقوق والضامن للحريات, والحكم النزيه والفاعل بين السلطات. *ان يكون الإعلام المصري بجميع انتماءاته وصوره داعما وملهما للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر, وأن ينأي بنفسه عن الصغائر وعن كل ماهو هامش وأن يكون شغله الشاغل هو تحقيق التلاحم والتوافق الوطني والتأكيد علي الوحدة الوطنية وسيادة الوطن وسلامة أراضيه. *تفعيل فكرة( حكومة الظل) وذلك من خلال تدريب الشاب وتفعيل دور المرأة في العمل السياسي والاجتماعي, لخلق كوادر لديها خبرة ومؤهلة تأهيلا علميا وقادرة علي رسم صورة أفضل لمستقبل مصر في جميع المجالات. إن الوطن مثقل بالهموم السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وبالتشريعات والقوانين المقيدة للحقوق والحريات, وبالبيروقراطية الإدارية, والفساد, وأزمات في مجال التعليم والبحث العلمي الخ كل ذلك يحتاج الي تكاتف جميع القوي السياسية والسلطات الحاكمة, والمجتمع المدني, دون استبعاد أو إقصاء أي فصيل أوآخر, فليرتفع الجميع عن الصغائر وعدم المقامرة بمستقبل مصر من أجل تحقيق مجد زائف أو نصر سياسي وهمي, فالكل يفني ومصر هي الباقية إن الرهان الحقيقي لنجاح الثورة المصرية لتحقيق أهداف الثورة وطموحات الشعب المصري, بإرادة صانعيها وممثليها وبصناع القرار السياسي في مصر ليعي الجميع أن إرادة الشعب وحماية استقلال القضاء لهما الكلمة العليا في رسم صورة أفضل لمستقبل مصر. كاتب وباحث