أزفت الآزفة.. الأيام تمضي لاهثة.. والساعات تقترب من التوقف, الدقائق والثواني تحتضر.. ها هي اللحظة الحاسمة قادمة.. هاهي الأجراس تستعد إلي أن تقرع. والطبول متأهبة لأن تدق معلنة بصوت عال وحاسم ونافذ ومصيري بدء انتخابات رئاسة هذا الوطن. من هو الرئيس القادم.. ؟!لمن سنعطي صوتنا ولماذا وكيف واين ومتي؟!.. سيل من علامات الاستفهام تطاردنا جميعا لنجد أنفسنا في محك حقيقي واختبار نخوضه لأول مرة في تاريخنا لينطبق علينا المثل الشهير القائل.. يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان والمرء هنا ليس ال13مرشحا ولكن المقصود هو هذا الشعب, تراه هل سيختار من سيكرمه ويعوضه عما فاته لينسيه أيام الذل والهوان والسرقة والنصب والتحايل والظلم والفساد والاهدار أم من سيهينه ويدوس علي كرمته وقوت يومه أكثر وأكثر؟! هذا ما حولنا من أصحاب الوطن الحقيقيين.. من غلابة ومهمشين علي أرض مصر عبر سطورنا المقبلة: من عربة السيدات إلي الانتخابات الشعب يستطيع أن يهدي الشيطان كتبت:هالة هشام لا يقطع ذلك الصمت المزعج سوي طنين قدوم المترو علي الرصيف أمام تلك اليافطة الزرقاء المضيئة المكتوب عليها بحروف واضحة سيدات باللغتين, يدلف إلي باب المترو جميع أنواع السيدات في مصر, بداية من البائعة الجائلة, حتي استاذة الجامعة, مرورا بالقبطية المحافظة حتي المنتقبة, والمشترك بينهن جميها انهن بنات السيدة حواء ومن نسل مارية القبطية ونفرتاري جميلة الفراعنة, واحفاد السيدة زينب. عن اتجاه شبرا- الجيزة نتحدث, ومن محطة شبرا الخيمة وفي جلستهن معا لا يقطع الصمت سوي ارتطام المترو بالقضيب الحديدي, هنا قطعنا الصمت لنسألهن, ماذا سيفعلن في الانتخابات القادمة؟ ردت بكل تلقائية الفتاة الجالسة أمامي بصحبة أختها الصغيرة: أنا سأذهب لأنتخب عبد المنعم أبو الفتوح لأنه لم يغير مبادئه ولم يعد بأشياء لم يفعلها مثلما فعل آخرون, كما أهم أن نبتعد عن انتخاب ممثلي النظام السابق, ولا اري انه يمكن تزوير الانتخابات بأي حال من الأحوال, أهم شيء أن نبتعد نحن عن انتخاب من كانوا يمثلون النظام السابق بكل مساوئه. وهنا ترد عليها فتاة تجلس علي الجانب ومن منهم له إنجازات أو تاريخ حتي ننتخبه علي اساسه, أنا لا اقول إننا يمكن ننتخب أحدا من النظام السابق لكن مازلنا جميعا لا يمكننا التأكد من أن اختياراتنا صحيحة إلا عندما نجرب ونري فعلا ما من أحدهم, فالجميع يكتب في برامجه نفس الكلام تقريبا ولكن لا نستطيع أن نجزم: إن كل من قال كلمة سيفعلها, أنا استاذة بالجامعة ولكنني وجميع المصريين لا نستطيع ان نجزم ان احدا منهم سيكون صالحا بنسبة مائة بالمائة, وإلي الآن لم استطع أن احدد الذي سأنتخبه. وتستكمل من تجلس بجانبي الحديث قائلة: أنا سأنتخب محمد مرسي, فما المانع من أن نجرب سياسة الاسلاميين, علها تكون جيدة, ثم أنه قد استقال من الجماعة حتي يؤكد استقلاليته وانه لن يؤتمر بأمر أحد ربما يكون لدي محمد مرسي مشروع فعلي من أجل مصر, وان كان سيحقق الشريعة فما المانع؟ وهنا تبدي السيدة الجالسة علي الكرسي المقابل استغرابها من كل هذا الحوار فعندما نسألها تقول انا لن انتخب أحدا فليأتي من يأتي ولن أعترض, لكنني لا أفهم في السياسة وان أذهب للانتخابات.وتضيف الفتاتان اللتان ركبتا المترو توا: كنا سننتخب حمدين صباحي لكننا تراجعنا عنه بسبب بعض الشائعات التي سمعناها وسننتخب عمرو موسي لاننا لا نحبذ مشروع الاسلاميين, فنحن نخاف من دعواتهم التي يقولونها عن تطبيقهم للشريعة, خاصة علي غير المسلمين, ولكن يبدو ان موسي سيحافظ علي التوازن بين فئات الشعب, ومن المحتمل ان تزور الانتخابات, ومن المحتمل أن يأتي من يحطم مصر, فلا نملك أن نصلي حتي نخرج من تلك المحنة. جلست السيدة الباسمة بجانبي فسألتها فقالت بلهجة مازحة جميعهم جيدون لدرجة انني لن انتخب احدا واستطردت بجدية:لكن حقيقة لن انتخب احدا فالجميع يعطي وعودا وأنا لا أعلم ما الحقيقة منه, ربما إن نظرنا إلي تاريخ كل منهم لكني اميل إلي انتخاب حمدين صباحي فهو متوازن ولا خوف من دعواه بإقامة الدولة المصرية دون أي تمييز بين أحد ولكنني اتمني أن يحقق ما يقول. وقالت احداهن بصوت خافت أنا سأنتخب احمد شفيق لانني لا أريد أحدا من الاسلاميين ان يحكم مصر, رغم أن والدتي وأبي سينتخبان محمد مرسي وأخي سينتخب حمدين صباحي ولأن هناك العديد من صديقاتي يحاولن الا إثنائي عن قراري فربما انتخب حمدين صباحي لأنه سياسي ويدعو للدولة الحديثة ولكن في اعتقادي أن الأنتخابات ستزور ولكنني سأذهب لانتخب من سأستقر عليه بأي حال. أضافت أخري: أيا كان من سيأتي فلن يستطع أن يفعل شيئا خاطئا, فهو يعلم أن الشعب الآن يعلم الطريق إلي الشارع ولن يثنيه خوف من أي قوة او بطش, نحن نستطيع ان نجعل الشيطان ملاكا بأجنحة بقوتنا..