اقتصادي: ثورة 30 يونيو أنقذت الوطن.. والرئيس السيسي سبق العاصفة    غدًا بجامعة أسيوط.. ندوة حول التمكين الاقتصادي والاجتماعي بمشاركة نيفين القباج    وزيرا العمل والأوقاف يتفقدان مسجدًا عمره 85 سنة برأس غارب وتوجيهات بتطويره    السيسي يوافق على قرض بقيمة 35 مليون يورو لإنشاء خط سكة حديد الروبيكي    ضمن استراتيجية إحلال «التوك توك».. «الإنتاج الحربي»: تجميع 911 سيارة «كيوت» خلال 2024    قبل الموافقة عليه بيومين.. مشروع قانون جديد "للإيجارات القديمة" يتيح شقة بديلة    وزير البترول يتفقد تجهيزات ميناء سونكر لاستقبال سفينة التغييز «Energos Power»    ترامب: اتفاق قريب لإنهاء حرب غزة واحتفال مرتقب في البيت الأبيض    بنفيكا يخطط لإنقاذ جواو فيليكس من دكة تشيلسي    موعد مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في دور الستة عشر من كأس العالم للأندية    محمد الشناوي يودع شيفو: كلنا بنتشرف بيك يا حبيبى ونتعلم منك الأخلاق    "صبحي" و"حبشي" يتفقدان نادي بورسعيد الرياضي    الاعترافات الأولى لسائق التريلا المتسبب في حادث الطريق الإقليمي    خلال احتفالية بذكرى 30 يونيو.. «الثقافة» تطلق مشروع توثيق تراث فرقة رضا    تحت عنوان «عودة الغايب».. فضل شاكر يحيي حفلا غنائيا لأول مرة في قطر يوليو المقبل    إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة    فوائد مشروب الكركم وأفضل طرق لعمله والاستفادة منه    بحضور محافظ القاهرة.. «الطرق الصوفية» تنتخب المجلس الأعلى لدورة 2025- 2028 (صور)    موعد مباراة بالميراس ضد بوتافوجو في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    أيامه أصبحت معدودة.. تفاصيل العروض الخارجية لضم وسام أبو علي من الأهلي    «عايزين يفجروا أزمة ويضربوا استقرار الأهلي».. إبراهيم المنيسي يفتح النار على عضو مجلس الزمالك    التقديم للصف الأول الثانوي 2025.. رابط التسجيل والأوراق المطلوبة    رئيس المنطقة الأزهرية يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية ويطمئن على دعم الطلاب    غلق وتشميع 35 محلا وكافيه غير مرخص فى أسوان    طقس شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا اليوم السبت 28 يونيو 2025 بكفر الشيخ    «الهلال الأحمر»: دراسة حالات أسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية لتقديم الدعم اللازم    وكيل السلام الأممى يرفض انتهاك إسرائيل بالتواجد فى المنطقة العازلة مع سوريا    الجيش الروسي يحرر بلدة تشيرفونا زيركا في دونيتسك    فى ذكرى ميلاده.. أبرز مؤلفات عباس العقاد    انطلاق التحضيرات لمهرجان أكاديمية الفنون للعرائس وتعيين إدارة تنفيذية جديدة    أسفار الحج (6)..الصفا والمروة وزهرة اللوتس    عيبك أولى بالإصلاح من عيوب الآخرين    توجيه عاجل من الرئيس السيسي بشأن ضحايا حادث المنوفية    سعر الذهب اليوم السبت 28 يونيو 2025 بعد تحقيق أدنى مستوياته عالميا خلال 29 يوما وتوقعات الفترة المقبلة    محاضرات وجولات توعية خلال حملة التبرع بالدم في المنيا    بينها «500 ألف طوارئ و100 ألف عملية».. عميد قصر العيني: نستقبل سنويًا 2 مليون مريض    عودة الهضبة وعمرو مصطفى للتعاون الفني.. أبرز ملامح ألبوم عمرو دياب الجديد    شيماء عبد الحميد.. من مدرسة الصنايع إلى كلية الهندسة ثم وداع لا يُحتمل    مدرب بالميراس: لن نُغيّر أسلوبنا أمام بوتافوجو وسنسعى لإيقافهم    نجم مانشستر سيتي يكشف خطة بيب جوارديولا للفوز على يوفنتوس    تحذيرات من عواصف وأمطار رعدية في الصين    منظمة أكشن إيد: مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى فخ مميت لأهالي غزة    مصدر فلسطيني مسئول لسكاي نيوز عربية: حماس تضع 4 شروط لقبول صفقة التبادل    نقيب المحامين ينعي ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    محافظ أسيوط يتفقد المنطقة التكنولوجية وواحة سيليكون بأسيوط الجديدة    12 أكتوبر.. روبي تحيي حفلا في فرنسا    ضحى همام.. رحلت قبل أن تفرح بنجاحها في الإعدادية    تعليم المنوفية: إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية اليوم عقب اعتمادها من المحافظ    "كانت بتنشر الغسيل".. مصرع سيدة سقطت من الرابع في قنا    السبت 28 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    قصة كفاح مهندسي مصر من أجل تحقيق حلم.. 8 سنوات تلخص رحلة إنشاء مصيف مطروح.. 25 مليون جنيه تكلفة المشروع    مصر ترحب باتفاق السلام بين الكونجو الديموقراطية ورواندا    الإسماعيلية تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم (صور)    ممثلون يتنافسون للعب دور جيمس بوند في الفيلم القادم    مع شروق الشمس.. أفضل الأدعية لبداية يوم جديد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 28-6-2025 في محافظة قنا    رسميًا.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة لمحو ذنوب عام كامل    حزب الجبهة الوطنية يعلن تشكيل أمانة البيئة والتنمية المستدامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة هيكل يكشف الحقائق في حوار لالأهرام المسائي‏:‏
نشر في الأهرام المسائي يوم 21 - 04 - 2012

بدأ حياته العملية في بلاط صاحبة الجلالة عام‏1987,‏ التحق فور تخرجه بقسم التحقيقات بجريدة الوفد‏,‏ ثم بقسم الاخبار ليترأسه بعد ذلك بسنوات قليلة ويترأس بعده القسم السياسي ثم الدسك المركزي للجريدة‏..‏
كما عمل محررا عسكريا لمدة‏14‏ عاما بدأت مع بداية التسعينيات وأيضا محررا لشئون الرئاسة لما يقرب من‏10‏ سنوات انتهت في‏2006,‏ وكانت له مقالات سياسية معارضة بارزة كان بعضها سببا في استبعاد النظام السابق له من عمله كمحرر رئاسة‏,‏ واختير رئيسا لتحرير الوفد اليومية بالانتخاب في تجربة كانت الأولي من نوعها في مصر‏..‏ أما أبرز محطات حياته فكانت بلا شك توليه وزارة الاعلام في يوليو‏2011‏ في حكومة الدكتور عصام شرف‏.‏
وخلال فترة الوزارة خاض أسامة هيكل معارك عديدة من أجل إعادة هيكلة الإعلام الرسمي للدولة الذي كان قد انهار أثناء ثورة‏25‏ يناير‏,‏ ودخل في مواجهة مع قناة الجزيرة مباشر مصر لعملها بدون ترخيص‏,‏ وكان وراء نقل محاكمات مبارك ورموز النظام السابق علي الهواء‏,‏ ونجح في وضع سقف للأجور في ماسبيرو‏..‏ ولكن علي الجانب الآخر كان يواجه بانتقادات صحفية شرسة وهو أول وزير إعلام بعد الثورة‏,‏ بينما لم يتعرض لها وزراء إعلام النظام السابق‏.‏
الأهرام المسائي التقت بأسامة هيكل وزير الإعلام السابق‏,‏ وخلال الحوار تحدث عن كواليس دخول الوزارة وعن أحوال الصحافة والوسط الصحفي الذي ينتمي إليه وعن المشهد الاعلامي الحالي وطبيعة الحال عن الظروف السياسية الحالية‏.‏
بادرته بالسؤال‏:‏
‏*‏ تم تصنيفك كصحفي معارض علي الرغم من عملك محررا لشئون الرئاسة‏..‏ ألا تري هذا شيئا غريبا؟
‏**‏ أنا في الاساس ضد تصنيف الصحافة إلي معارضة وحكومية لأن أي صحفي في الأساس باحث عن المعلومات والحقائق‏,‏ وهذا يستلزم ان تكون له علاقات بمصادر كثيرة ومتنوعة حتي يستطيع الحصول علي المعلومات الموثقة التي يقدمها للقاريء كما يجب عليه أن يحلل الأمور بمنطقية وحيادية فيعارض ما يستحق المعارضة‏,‏ والعبرة ليست بالموقع الذي يشغله لكن بمدي الاستفادة المهنية التي حققها من موقعه‏,‏ ولا يخفي علي أحد انني تركت شئون الرئاسة في‏2006‏ بسبب مقالات معارضة شديدة اللهجة ضد مبارك‏,‏ لذلك انا لا أري غرابة في ان أكون محررا للشئون الرئاسية ومعارضا لما يستوجب المعارضة في أي وقت‏..‏ وبهذا المعني أكون صحفيا معارضا و سأظل كذلك‏.‏
‏*‏ سؤال من الطبيعي أن يتبادر إلي الذهن‏:‏ لماذا قبلت وزارة الاعلام في الوقت الذي كنت أول من نادي بضرورة إلغائها؟‏!‏
‏**‏ أنا فعلا ناديت بإلغائها‏,‏ لكنني قلت ان الغاءها لا يمكن ان يكون فجائيا أو بمجرد قرار‏,‏ لانها وزارة استراتيجية وتضم عدة مؤسسات كبيرة مثل هيئة الاستعلامات و اتحاد الاذاعة والتليفزيون‏...‏ لذلك كان من الضروري وضع نظام لسير العمل بكل من هذه المؤسسات قبل حل الوزارة حتي لا تنفرط التروس وتتساقط المؤسسات‏.‏
وكان هذا في رأيي يحتاج إلي عام ونصف العام أو عامين تتم فيهما اعادة الهيكلة ثم إلغاء الوزارة‏,‏ وكنت أخطط لأن أكون اخر وزير اعلام في مصر‏.‏
‏*‏ هل توقعت ترشيحك لها في ذلك الوقت؟
‏**‏ أبدا ولم أسع إليها‏..‏ فأنا صحفي ولم أفكر سوي في أن أكون صحفيا وأقصي طموح أي صحفي أن يصبح رئيسا للتحرير وهو ما كنت قد وصلت إليه بالفعل وقتها‏..‏ وقد عرض رئيس الوزراء علي رئاسة اتحاد الاذاعة والتليفزيون في وقت سابق ورفضته لأنه عمل اداري ومالي لا شأن لي به‏..‏ ولكنني فوجئت باتصال تليفوني بعد ذلك من الدكتور عصام شرف يعرض فيه منصب وزير الإعلام‏..‏ وقبلت مبدئيا حتي التقينا في اليوم التالي بمكتبه ووافقت بصفة نهائية خلال اللقاء‏.‏
‏*‏ بالتأكيد سألته عن أسباب اختيارك؟
‏**‏ لا لم أسأله‏!!‏ فقد كان يعرفني ويعرف تاريخي الصحفي والاعلامي والثقافي‏,‏ خاصة انني كنت كثيرا ما أحل ضيفا علي التليفزيون وأعرف الكثير عن كواليسه و دهاليزه ومشاكله وتربطني علاقات بكثيرين ممن يعملون به وبالحقل الاعلامي بالاضافة إلي انني حاصل علي الزمالة في الاستراتيجية من كلية الدفاع الوطني‏.‏ كما أن الدكتور شرف كان ضيفا يحضر فعاليات كثيرة لصالون الأوبرا الثقافي الذي كنت أديره لسنوات‏,‏ ويعلم جيدا وجهة نظري في أمور كثيرة منها الإعلام‏.‏
‏*‏ هل قبلت فورا أم ترددت خاصة انه كان توقيتا حرجا؟
‏**‏ كنت أعلم أن قبولي معناه دخولي معركة تقطيع هدوم‏!‏ لأن وزارة الاعلام وزارة ملغومة نظرا لنمط إدارتها علي مدي عقود‏.‏ لكنني لم أتردد ربما لأن طبيعتي تحب التحدي ولانني أيضا شعرت بأنه واجب ومسئولية وأن لدي ما أستطيع تقديمه و علقت موافقتي علي اجابة سؤال واحد سألته للدكتور عصام شرف‏:‏ ما هي الصلاحيات الممنوحة لي؟ فأجابني انه سيكون لي جميع الصلاحيات فأعلنت قبولي فورا‏!‏
‏*‏ ما هو تفسيرك للهجوم الشديد الذي تعرضت له بعد قبولك للوزارة؟
‏**‏ لقد هوجمت بمجرد ترشيحي وحتي قبل ان أحلف اليمين‏!!‏ علي الرغم من انني أول صحفي يحتل هذا الموقع من السبعينيات وكان من المفترض ان يؤيد الوسط الصحفي ذلك ويقوم بدعمي‏,‏ ولكن لمعرفتي التامة بحال هذا الوسط توقعت النقد والهجوم ولم أتوقع المدح والثناء‏..‏ الا انني لا أنكر صدمتي في الكثيرين‏,‏ وتجربة الوزارة كشفت لي عن معدن وحقيقة الكثيرين في مهنة الصحافة‏.‏
‏*‏ ماذا تعني ب حال الوسط الصحفي؟
‏**‏ اعني انه تحول إلي مجموعة شلل‏..‏ شلة ناصرية وشلة اخوانية وغيرهما‏,‏ وكل تيار أو توجه سياسي أصبحت له شلة صحفية تتناحر مع الشلة الاخري لدرجة تدعوني إلي القلق علي الوسط كله‏,‏ خاصة ان نقابة الصحفيين كانت حتي سنوات قليلة مضت بوتقة تنصهر فيها كل التيارات والاتجاهات وكانت توحد الجميع وهو ما لم تعد عليه الان‏.‏
‏*‏ كنت تعلم ان وقتك في الوزارة محدود لانها وزارة انتقالية‏...‏ ماذا كنت تتوقع ان تنجز فيه؟
‏**‏ كنت أضع خطة للاصلاح بما يضمن إلغاء الوزارة بعدها بأمان‏,‏ وكنت أري أن تطبيقها يحتاج إلي عامين لكنني ضغطها إلي عام ونصف العام وهي المدة التي اعتقدت انني سأمكثها في الوزارة‏,‏ لذلك وضعت في أولوياتي انشاء جهاز لتنظيم البث المرئي والمسموع خاصة انه كانت هناك أربع جهات تمنح تراخيص البث هي هيئة الاستثمار وهيئة الاستعلامات واتحاد الاذاعة والتليفزيون وجهاز تنظيم الاتصالات‏!‏ وقمت بدراسة النماذج المشابهة في الدول المتقدمة ووجدت ان النموذج الأقرب هو النموذج الفرنسي‏..‏ وان يتحول اتحاد الاذاعة والتليفزيون إلي شركة قابضة يتم استثمار امكاناته الجبارة التي تعتبر الأضخم في الشرق الأوسط ولا يضاهيها امكانات الفضائيات الخاصة‏,‏ فمثلا حينما تم تأجير معدات الاذاعة الخارجية للقنوات الخاصة اثناء تغطية الانتخابات حققت أرباحا تقترب من مليون جنيه خلال يوم واحد‏..‏ كما كنت أول من وضع وطبق الحد الأقصي للأجور في اتحاد الإذاعة والتليفزيون اعتبارا من شهر أغسطس‏2011,‏ أي في الشهر التالي مباشرة لتولي المسئولية‏,‏ وبذلك قضيت علي فوضي الأجور هناك حيث كان بعض رؤساء القطاعات يتقاضون أكثر من‏100‏ ألف جنيه شهريا‏,‏ بينما يتقاضي بعض العاملين في المبني‏500‏ جنيه فقمت بتقليل الفجوة إلي درجة كبيرة مما أسهم في تهدئة الموظفين والقضاء علي المظاهرات والاعتصامات‏.‏ وشعر العاملون بأن درجة من درجات العدالة بدأت تتحقق لأول مرة منذ سنوات‏.‏ وكان لايزال أمامنا الكثير لضبط الأجور البرامجية إلا أن الوقت لم يمهلنا لذلك‏.‏
‏*‏ لكنك اتخذت بعض القرارات التي زادت من حدة الهجوم عليك مثل قرارك بعدم بيع حقوق بث محاكمة مبارك ونقلها مجانا مما أضاع الملايين علي التليفزيون المصري‏!!!‏
‏**‏ هذا القرار اعتبره من القرارات المهمة لي أثناء تولي الوزارة وأنا فخور به‏,‏ فقد كنت الجندي المجهول وراء بث هذه المحاكمات‏..‏ وقد كان لنجاح جهود بثها عبر التليفزيون المصري تأثير إيجابي في اعادة المصداقية للتليفزيون المصري واستعادة مشاهديه الذين كان قد خسرهم تماما‏,‏ وهو مكسب معنوي كان أهم في تلك المرحلة من المكاسب المادية والتجارية‏,‏ بالاضافة إلي أن بيع المحاكمات كان غير جائز بحكم قرارات المجلس الأعلي للقضاء لانها ليست ملكا للتليفزيون ولا للقاضي نفسه بل هي ملك للشعب‏,‏ وهي مشكلة قانونية بل ان تصوير المحاكمات كان ممنوعا أيضا مما اضطرني لمقابلة عصام شرف واقنعته بأهمية تصوير تلك المحاكمة وبثها حتي يهدأ الشارع المصري الذي كان يشكك في اجراء هذه المحاكمة كما اقتنع بذلك المستشار عبد العزيز الجندي فقابلا رئيس المجلس الأعلي للقضاء واتفقنا علي أن يبثها التليفزيون المصري وتنقلها عنه باقي القنوات ليس اختصاصا له ولكن لعدم امكانية دخول عشرات الكاميرات داخل المحكمة‏..‏ ولم أقرر بثها للقنوات الأخري إلا بعد وضع الضوابط القانونية المحكمة بواسطة المستشار القانوني لاتحاد الاذاعة والتليفزيون‏.‏ وأول قراراتي بالوزارة كان إلغاء البطاقة الصفراء التي كان الحصول عليها شرطا أساسيا لسفر أي موظف بوزارة الاعلام للخارج‏.‏
‏*‏ معني كلامك انه لم يكن من حقك قانونا بيع هذه المحاكمات فلماذا لم تعلن هذا بدلا من الحديث عن المكسب المعنوي الذي اثار ضدك الاتهامات؟
‏**‏ أعلنت هذا الكلام أكثر من مرة لكن احدا لم ينشره كما قلته بل تم تشويهه عمدا لاثارة الرأي العام ضدي وقيل انني اهدرت الملايين بقرار عدم البيع وهو مخالف للحقيقة بدليل ان عشرات القضايا التي اقيمت ضدي حول عدم بيع المحاكمات تم حفظها جميعا ولو كان الاتهام صحيحا لتمت محاكمتي‏.‏
‏*‏ ماالذي خسرته في فترة توليك للوزارة؟
‏**‏ خسرت ثقتي في الصحافة‏,‏وتجسد امام عيني خلط الرأي بالخبر حيث اكتشفت ان عددا كبيرا من الصحف تنشر الاكاذيب فقد كنت في غرفة صناعة القرار وكنت شاهدا علي مايحدث وافاجأ في اليوم التالي بنشر وقائع لاتمت للحقيقة بصلة وخضعت الصحافة لديكتاتورية الشارع بدلا من خضوعها لديكتاتورية النظام السابق‏.‏
‏*‏ ديكتاتورية الشارع كلمة قد توحي بعدم رضائك عن الثورة‏..‏ هل هذا صحيح؟
‏**‏ ظللت اكتب‏25‏ سنة ضد النظام السابق الذي افسد الحياة ومازلنا نعاني من تبعات افعاله حتي الان‏..‏وكنت سعيدا بالثورة ومتفائلا بها بل واشعر بحالة من النشوة عندما كنت اري سلوكيات المصريين تتغير وهم ينظفون الشوارع ويتوقفون عن السلبيات‏..‏وعشت هذه الحالة حتي يوم‏18‏ فبراير يوم دخول القرضاوي ميدان التحرير‏!!‏ وتحولت الثورة منذ هذا التاريخ الي صراع علي السلطة‏,‏وتأكدت من هذه الحقيقة بعد تولي الوزارة حينما قمت في الايام الاولي بدعوة بعض شباب ثوار التحرير للتحاور معهم ففوجئت بأحدهم يقول لي في بداية اللقاء نحن نرفض وجودك ونطالبك بالاستقالة ثم تركنا غاضبا وبعد مغادرته قال لي زملاؤه انه ليس من الثوار‏!‏ وبعد قليل تظاهر المئات امام المبني‏,‏ وعلمت ان هذا الثائر هو الذي قادهم للتظاهر ضد زملائه الذين يجلسون معي‏!!‏
‏*‏ ألم تخسر أيضا علاقتك ببعض الاعلاميين مثل حمدي قنديل؟
‏**‏ حمدي قنديل من الناس الذين تغير مفهومي عنهم بعد الوزارة‏..‏فقد كنا اصدقاء لسنوات طويلة جدا وكنت استضيفه في صالون الاوبرا رغم انف الجميع وقت ان كان غير مرغوب فيه وعندما اصبحت وزيرا كنت ابحث عن الكفاءات لاعادتها الي التليفزيون المصري وكنت ارغب في التعاون معه فوضعت اسمه في مجلس الامناء وفوجئت به يقول في الاعلام انه معترض ومستقيل ولا اعلم علي اي شيء يعترض ونحن لم نبدأ بعد ولم افهم سبب غضبه‏!!‏ ورغم ذلك لم أتلق منه استقالة مكتوبة وكأنه فقط يسعي الي شو اعلامي‏...‏وبعد ذلك كتب عني مقالا بعنوان عودة انس الفقي لانني اغلقت قناة الجزيرة مباشر مصر التي كانت تعمل بلا ترخيص وهو مالايمكن قبوله وبعد ذلك حدثني اللواء اسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة يخبرني برغبة حمدي قنديل في تقديم برنامج علي التليفزيون المصري‏,‏ واستغربت لانه لم يحدثني بنفسه رغم علاقتي الممتدة به‏,‏ ورفضت الأسلوب الذي انتهجه ويبدو ان حكمي عليه كان خاطئا من البداية‏.‏
‏*‏ لماذا جاء خروجك من الوزارة بتلك السرعة؟ وهل توقعت هذا الخروج المبكر؟
‏**‏ علي العكس من ترشيحي الذي جاء مفاجئا‏..‏ كنت اتوقع الخروج من الوزارة في اي وقت خاصة بعد استقالة حكومة شرف‏,‏ وكانت الصحافة في حالة هجوم دائم علي شخصي لدرجة ان يكتب ابراهيم عيسي مانشيتا عني يقول فيه وزير الاعلام الجديد‏..‏عدو الثورة وللاسف فان بعض من كتبوا عني لم يكونوا فوق مستوي الشبهات وكانت تربطهم علاقات وثيقة بالنظام السابق‏..‏بالاضافة الي أن البعض كانوا يتبرعون بالاتصال بصناع القرار لابلاغهم بالوشايات ضدي‏.‏
وعموما كان وجودي يتعارض مع مصالح ورغبات كثيرين‏,‏ ولذلك كان من الطبيعي الا استمر في وزارة الجنزوري علي الرغم من علاقتي الطيبة به التي استمرت لسنوات طويلة‏,‏ ولكنه كان يريد أن يرضي أصحاب الصوت العالي‏,‏ بغض النظر هل تحقق شيء أم لا‏..‏عموما انا لم اسأله عن السبب‏,‏ فقد كنت مستعدا وكنت قد أخليت مكتبي فور إستقالة الدكتور عصام شرف‏.‏
‏*‏ بخبرتك الاعلامية‏..‏كيف تري المشهد الاعلامي الحالي؟
‏**‏ أكثر من‏50%‏ من الاعلاميين الحاليين متحولون منهم من كان عضوا بامانة الاعلام بالحزب الوطني ثم اصبح بتاع ثورة ومنهم من كان في حملة مبارك في انتخابات‏2005‏ ثم حصل علي برنامج في التليفزيون المصري حصد منه الملايين كمكافأة له ثم اصبح الان اعلاميا ثوريا‏..‏وهؤلاء سبب رئيسي لما يعانيه المجتمع‏,‏ فهؤلاء يريدون أن يثبتوا أنهم ثوريون فيلجأون للمزايدات والتسخين بغض النظر عن المضمون‏,‏ ولكن المشاهد يعلم حقيقة هؤلاء‏..‏والاداء الاعلامي سيئ يعتمد علي ضيوف مكررين يرددون نفس الكلام كل ليلة بصورة تدعو للاكتئاب وهناك انتقائية للضيوف تضمن ان يقولوا ما يتفق مع توجه القناة والمشهد بأكمله يحتاج الي ثورة تضع تنظيما للقنوات التي يمتلكها رجال الاعمال لتخدم توجهاتهم كما أن الإعلام يمر بمرحلة فوضي حيث لايوجد تنظيم لعلاقة الإعلام بالمجتمع‏,‏ والمستفيدون من هذه الفوضي يصورون كل محاولات التنظيم تقييدا لحرية الإعلام‏.‏
‏*‏ ماالذي تحرص علي متابعته؟
‏**‏ الحياة اليوم من اكثر البرامج التي مازالت تحافظ علي الاتزان والحيادية ولكنني مثل كثيرين انصرفت كثيرا عن برامج التوك شو‏.‏
‏*‏ قدمت برنامج قضايا ساخنة منذ مايقرب من‏10‏ سنوات‏...‏هل من الممكن ان تعود حاليا لتقديم برنامج؟
‏**‏ ذلك البرنامج كان علي قناة المحور التي كانت لاتزال في بدايتها ولم يستمر اكثر من شهرين اختلفت بعدها مع إدارة القناة وتركتها‏..‏ومازال يعرض علي حتي الان تقديم بعض البرامج والفكرة مطروحة بشرط ان اقدم الجديد‏.‏
‏*‏ لماذا توقفت عن الكتابة الصحفية ولم تعد اليها حتي الان؟
‏**‏ كان اخر مقال لي بالوفد بتاريخ‏6‏ يوليو‏2011‏ اي قبل تولي الوزارة مباشرة ووقتها تعمدت التوقف عن الكتابة منعا للحرج والخلط وبعد خروجي من الوزارة شعرت بأن المناخ الصحفي غير صحي واصبحت الكتابة الصحفية تشبه العدوي اذا كتب احدهم مقالا قلده الباقون حتي اصبحت مقالات الكتاب كأنها نسخة واحدة ولم يعد احد يأتي بجديد‏..‏ناهيك عن الذين يجمعون من كل مقال كلمة ويصيغون بها مقالاتهم‏!!‏ بالاضافة الي اننا اصبحنا في مرحلة ريبة افضل اثناءها الترقب من بعيد
‏*‏ معني كلامك انك لن تعود للكتابة قريبا؟‏!!‏
‏**‏ انا لااستطيع الاستغناء عن الكتابة لذلك تفرغت لتأليف كتاب أروي فيه كواليس تولي الوزارة حيث كنت في قلب صناعة القرار وشاهدا علي احداث فترة مهمة من تاريخ الوطن وأعتقد ان مسئولية توثيق الحدث في كتاب هي أهم حاليا من مسئوليتي كصحفي‏..‏ لكن هذا لايمنع ان أكتب مقالا في اي وقت لو استفزني حدث ودفعني للكتابة‏.‏
‏*‏ هل انت مع انتخاب رؤساء التحرير ومجالس الادارات بدلا من تعيينهم؟
انا ضد الانتخاب في بعض المناصب ومنها رئاسة التحرير علي الرغم من انني كنت اول رئيس تحرير يتم انتخابه وذلك لانني اري ان الانتخاب يدعم مفهوم الشللية والتربيطات وفقا للمصالح‏..‏ لكنني في نفس الوقت اجد ان من مساويء التعيين هو تبعية وولاء الرئيس لمن قام بتعيينه والحل في رأيي هو فصل الصحف القومية عن تبعيتها للحكومة عن طريق تحويلها الي شركات تقوم فيها الجمعية العمومية بتعيين رئيس مجلس الادارة الذي يقوم بدوره باختيار أكفأ رئيس تحرير لضمان النجاح وإلافقد الاثنان موقعيهما‏..‏اما اذا ظل الوضع علي ماهو عليه فتصبح التغييرات مجرد ترقيع لافرق فيه بين تعيين او انتخاب وتركيبة الصحف القومية الحالية تجعل الصحافة تتجه الي الاسوأ وبدلا من نفاق النظام اصبحت تنافق الاخوان‏.‏
‏*‏ كنت رئيسا لتحرير الوفد في تجربةمشتركة مع رئيس تحرير آخر‏...‏كيف وجدت تلك التجربة؟
‏**‏ تجربة فاشلة وسيئة‏!‏ فقد تم انتخابي في ظروف نادرة بعد وفاة سعيد عبد الخالق حيث كنا موجودين في الجريدة دون ان نعلم اي شيء عن انتخابات ثم طرح الدكتور السيد البدوي فكرة ان نقوم بانتخاب رئيس للتحرير وشارك الموجودون في الانتخاب فحصلت علي اعلي الاصوات للإصدار اليومي‏,‏ واصبحت رئيسا للتحرير وبعد ايام قليلة فوجئت بالبدوي ينصب جودة رئيسا للتحرير معي لانه يبدو انه كان يريده من البداية إلا ان الانتخابات اخلفت ظنه‏...‏ومع انني اكن للزميل سليمان جودة كل الاحترام والمشاعر الطيبة الا انني ادركت ان التجربة لن تنجح لأن مركب الادارة لا تسير برئيسين وفكرت جديا في الانسحاب لكنني تراجعت لأنني أنا الرئيس المنتخب الذي جاء بناء علي ارادة الزملاء فاستمررت في موقعي واستمرت التجربة التي كانت قد اثبتت فشلها في الماضي في الوفد وفي عدد من الصحف الاخري‏.‏
‏*‏ هل تري ان الصحافة والاعلام لايزالان يملكان نفس التأثير علي توجيه الرأي العام حاليا؟
‏**‏ لا اطلاقا‏..‏فقد اصبحت المزايدة هي سمتهما فكشفهما الناس‏,‏ وهربوا منهما بينما تضخم تأثير الصحافة الالكترونية علي الرأي العام خاصة للشريحة العمرية تحت الخامسة والثلاثين لذلك يجب البدء فورا في وضع تنظيم لهذا النوع من الصحافة التي اصبحت تشكل الوعي العام بما يضمن مصداقيتها ليس لتقييدها لكن لوضع الضوابط فأنا مثلا باتشتم بالاب والام في الصحافة الالكترونية وتكال لي الاتهامات الباطلة التي لا اساس لها من الصحة‏.‏
‏*‏ هل تعتقد ان الاخوان قد وصلوا الي الحكم بانتخابات نزيهة؟
‏**‏ نعم بل اثق في ذلك‏..‏فغالبية الشعب المصري لايفرق بين الاخوان و السلفيين وبالنسبة له كل هؤلاء هم تيار اسلامي وكل من هو بلحية ويرتدي جلابية شخص صالح‏..‏ونحن لم نعتد بعد علي الديموقراطية التي تتطلب قدرا من الوعي والثقافة التي تؤهل الناس لاختيار من يمثلهم وفقا للبرنامج الانتخابي وهذه وظيفة المثقفين الذين يتوجب عليهم قيادة الرأي العام نحو الافضل لكن للاسف فان معظم المثقفين الان اصبحوا مدعي ثقافة‏..‏لكن الانتخابات كانت نزيهة لاول مرة في تاريخ مصر وازعم ان انتخابات الرئاسة ستكون نزيهة ايضا‏..‏وقد كنت أطالب دائما بوقف إقصاء الإخوان رغم اختلافي الفكري معهم‏,‏ لكن الاهم بعدما جاء الاخوان لمواقع الحكم ألا يقوموا هم بإقصاء الآخرين‏,‏ ولايجب السماح لهم بالاستحواذ علي صناديق الانتخاب للدرجة التي تجعلنا لانستطيع ان نستبدلهم بغيرهم اذا فشلوا في الحكم‏.‏
‏*‏ ما الذي قد يدعونا لان نستبدلهم بغيرهم؟‏!‏
‏**‏ في رأيي أنهم أخطأوا خطأ تاريخيا وهو انهم اظهروا انهم غير صادقين‏..‏ ففي البداية قالوا انهم لا يسعون سوي إلي‏20%‏ من مقاعد الشعب والشوري فحصلوا علي اكثر من‏40%‏ ثم قالوا انهم في التأسيسية سيعملون علي‏30%‏ فرفعوها الي‏50%‏ وانتهوا بتعهدهم بالا يخوضوا سباق الرئاسة ثم رشحوا لها اثنين‏..‏كل هذا يدل علي حالة مراوغة انا شخصيا لا اطمئن لهذا الاتجاه خاصة ان مصر طوال عمرها دولة وسطية ولابد ان تعود للوسطية حتي لو بعد خمسين سنة لكن علي كل حال هم أخطأوا باحكام قبضتهم بهذا الشكل المتعجل علي كل مناحي الحياة السياسية‏.‏
‏*‏ من تنوي انتخابه رئيسا؟
‏**‏ كنت سأنتخب منصور حسن لكن بعد انسحابه سأنتخب من يعجبني برنامجه الانتخابي‏.‏
‏*‏هذا كلام نظري لان كل المرشحين يضعون برامج وردية متشابهة وهم حتي لايضعونها بأنفسهم‏!!!‏
‏**‏ لكن المدقق في هذه البرامج سيكتشف سريعا ايها قابل للتحقيق وايها مجرد كلام فاضي‏..‏بالاضافة الي الاولويات في كل برنامج فأي مرشح لايضع الامن والاقتصاد علي اولوياته لايستحق الالتفات اليه‏...‏يأتي بعد ذلك المواصفات الشخصية للمرشح لان رئيس مصر لابد ان يعبر عن دولة لها اهمية وثقل مصر وهذا لن يتحقق الا بوضع دستور قوي يكون غايته القومية هي ان تصبح مصر دولة اقليمية عظمي وتكون بنوده ومواده هي التي توصل الي تلك الغاية مثلما وضعت اسرائيل غايتها القومية هي اقامة دولة اسرائيل الكبري من النيل للفرات ويستبعدون كل من وما يؤثر علي هذه الغاية‏.‏
‏*‏ من الذي يضع هذا الدستور؟
‏**‏ يجب ان يضعه فقهاء الدستور من جميع الاتجاهات‏..‏ اما في تقديري حاليا فانه كان من الممكن الاكتفاء بالتسع مواد التي استفتينا عليها وتركيبها علي الدستور الحالي ولم تكن المسألة تحتاج كل وجع الدماغ الذي حدث علي اللجنة التأسيسية‏!!‏
‏*‏ في النهاية‏..‏هل تشعر بالتفاؤل للمستقبل؟
‏**‏ كما قلت نحن في مرحلة ريبة لكنني شخص متفائل بطبعه وادعو الله ان يحمي مصر ويختار لها الافضل‏..‏ كانت هذه اراء كاتب وصحفي ومثقف مصري أتاحت له الظروف ان يعترك الحياة السياسية‏...‏قد يكون ماقاله كثيرا لكن بلا شك ان الاكثر سيكون بين دفتي كتابه الذي سيروي فيه تفاصيل وكواليس شهوره القليلة في وزارة الاعلام‏..‏ ونحن في الانتظار


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.