تنسيق الثانوية العامة 2025.. التعليم العالي: هؤلاء الطلاب ممنوعون من تسجيل الرغبات    باحثة في قضايا المرأة: الفتيات المراهقات الأكثر عرضة للعنف الرقمي    الجبهة الوطنية يندد بدعوات التظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج "لها أهداف تحريضية"    جوتيريش: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي    «اللي خايف يروح».. رسالة مثيرة من رئيس قناة الأهلي السابق بعد الفوز على البنزرتي    لا مزيد من القمصان الممزقة.. هالك هوجان أسطورة المصارعة يسقط خارج الحلبة    حمادة عبداللطيف: عبدالله السعيد مكسب للزمالك.. ومن الصعب الحكم على الصفقات الجديدة    بطاقة طرد توقف مباراة الأهلي بنغازي والأهلي طرابلس وتتسبب في دخول الشرطة    موجة حارة جدًا.. بيان مهم يكشف طقس الساعات المقبلة وموعد انخفاض درجات الحرارة    الشامى يشيد بالجمهور المصرى: "شرف كبير أغنى بينكم"    الذهب يهبط وسط تفاؤل بشأن مفاوضات التجارة وتعافي الدولار    روما يوافق على رحيل سعود عبدالحميد إلى الدوري الفرنسي    نادين الحمامي تضرب موعدًا مع أمينة عرفي في نهائي بطولة العالم لناشئي الإسكواش    وزير الخارجية يختتم جولته الإفريقية بعد زيارة 6 دول    رئيسة المفوضية الأوروبية تلتقي ترامب في أسكتلندا الأحد المقبل لبحث العلاقات التجارية عبر الأطلسي    قصور الثقافة تواصل تقديم فعاليات جودة حياة دعما للوعي المجتمعي بالمناطق الجديدة الآمنة    بعد أزمة القبلات.. راغب علامة يعلن عن حفل غنائي رفقة نانسي عجرم    مشروبات طبيعية تخفض ارتفاع ضغط الدم    الجلوكوما أو المياه الزرقاء: سارق البصر الصامت.. والكشف المبكر قد يساهم في تجنب العمى الدائم    التحالف الوطني: جاهزون لاستئناف قوافل دعم الأشقاء في غزة فور عودة حركة المعابر لطبيعتها    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء.. والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من التمويل لمواصلة الحرب ضد روسيا    محافظ شمال سيناء: مين يقدر يقول لأمريكا لأ؟ مصر قالت لأمريكا لأ (فيديو)    الشيوخ اختبار الأحزاب    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    بالأسماء.. إصابة 8 عمال زراعيين في انقلاب سيارة على صحراوي البحيرة    هل يستطيع مجلس الزمالك الاعتراض على قرارات جون إدوارد؟.. سليمان يرد    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    وزير العمل عن دمج وتوظيف ذوي الهمم: قضية تحتاج تكاتف المؤسسات    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    إيزاك يتصدر الصحف العالمية بعد طلبه الرحيل عن نيوكاسل يونايتد (صور)    شرطة النقل تضبط 1411 قضية متنوعة في 24 ساعة    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هويدى : شرف رجل ثورة وليس رجل دولة والمرشحون للرئاسة أصدقائى .. ولكنهم لا يصلحون

يصعب كثيرا على رجل الثورة أن يصبح رجل دولة.. فماذا إذا وجد نفسه رئيسا لحكومة شاء قدرها أن تكون بين السندان والمطرقة..؟ نتحدث إليكم عن الدكتور عصام شرف.. بل يتحدث إلينا الأستاذ فهمى هويدى.. وهو يضع حكومة تسيير الأعمال على طاولة التشريح. ربما يختلف هواة انصاف الحلول مع هذا التشريح خاصة وأن رئيس حكومتنا «راجل طيب».. يقول فى جنوب إفريقيا كلاما يناقض كلامه الذى أعلنه فى مصر عن الدستور والانتخابات..
وها هو فهمى هويدى الغارق فى تفاصيل الحالة المصرية يعلمنا ألا نمسك بسكاكين النقد دون أن يكون لدينا الحل البديل.. بل عدة حلول بديلة..
لكن الرجل لم يمنحنا أى حل حين بحثنا معه عن رئيس مصر المقبل بين اسماء المرشحين المحتملين للرئاسة.. فعلى كثرة مزاياهم «إذا ضربت جميعها فى الخلاط» .. يصعب أن تسلم دفة مصر إلى أحدهم.. فهل تحمل الأيام المقبلة اسما جديدا لايجعلنا نحلم ب«الخلاط»؟..
ومن رئيس محتمل لايراه هويدى على الساحة إلى ثلاثة رؤساء سابقين.. كتب فى عهدهم, لكنه لم يكتب لأحدهم حيث اختار القارئ لكى يكون قبلته الوحيدة.. وهكذا لم يحلم يوما بأن يكون «كاتب الرئيس» مفضلا عليه لقب كاتب الشعب..
مع ذلك فلا يهوى فهمى هويدى حكاية الألقاب.. وأعلن رفضه لمن يسبقون اسمه حينا بالمفكر الإسلامى، وحينا بالمفكر السياسى.. حيث يرى أن الفاشل وحده هو الذى يسعى وراء الألقاب.
وإذا كان لكل حوار محطة وصول.. فلا نحسب أننا وصلنا مع رجل بهذا الحجم إلى تلك المحطة، فنحن «طماعون» .. نريد المزيد، والمزيد، فهل يسمح لنا فهمى هويدى كى نبحر معه.. دون أن نبحث عن شاطئ..؟
احتفلت حكومة شرف بمرور مائة يوم.. هل هناك إنجاز تراه يستحق الاحتفال..؟
الحكومة «ضعيفة» وهى بين نارين، ضعفها، وضغوط المجلس العسكري، فأحيانا تحدث أشياء تبدو أخطاء، أو مزالق للحكومة، وهى ليست عملها ولكن عمل المجلس العسكري.
على الرغم من أن الدكتور شرف جاء لمنصبه من ميدان التحرير، إلا أن هناك ملاحظات للكثيرين على أدائه، وأنه ليس رجل المرحلة، ما رأيك؟!
هناك فرق بين رجل الثورة ورجل الدولة، هو رجل الثورة، وليس رجل الدولة، من الجيد أن يحصل إرضاء لجماهير الثورة الذين طرحوه، ولكن فى الاخر رجل الدولة له حسابات أخري، فلا يصلح أن يقول رئيس الوزراء فى جنوب افريقيا، أنا مع الدستور أولا، هذا لا يصَح، وأنا قلتها بقسوة، وقلت يجب أن نفرق بين من يجلس على كرسى رئيس الوزراء، ومن يجلس على «القهوة»، فعندما تجلس على القهوة تقول ماتريد، ولكن عندما تجلس على كرسى رئيس مجلس الوزراء، فكلامك هو كلام الحكومة، فلغة الدولة مختلفة.. فعندما تتعامل مع الناس تعاملا سياسيا ناجحا، يجب أن تعرف كيف تستخلص منهم فضائلهم، كلنا لنا رذائل، ولكن الكفاءة كيف تستخلص منهم فضائلهم، وهذا يحدث أيضا فى الصحافة، وأنتم تعلمون ذلك؟!
لماذا لم تتعامل الحكومة مع ملف الأمن بجدية حتى الآن؟!
هذا سؤال مهم، فالأمن مازال مخترقا، فرئيس مجلس الوزراء قال فى «الأهرام» منذ أيام: إن الانفلات الأمنى كان بفعل فاعل، وضباط الأمن الذين يحاكمون فى التعذيب حاليا يذهبون للمحكمة صباحا، ويجلسون على مكاتبهم فى الأقسام مساء، فكيف يتم ذلك، وقد كلمنى أحد الأشخاص فى بنى سويف ليخبرنى بأنهم عرضوا 05 ألف جنيه لكى يغير الشاهد أقواله، فهؤلاء الضباط قانونا متهمون فى جرائم قتل، ويجب حجزهم، فمن يقدر خاصة من أهل القرى على رفض هذا المبلغ، خاصة فى ظل أن الضباط مازالوا يمارسون عملهم.. توجد الآن مشكلات، ولا سبيل إلى حلها إلا بتحرك المجتمع، أين نقابة المحامين؟.. أنا أحتاجها الآن، وأين نقابات الصحفيين، والأطباء، والتجاريين، أين اتحاد العمال؟.. هذا هو المجتمع الذى نريده أن يتحرك، حتى إن المجلس العسكرى عندما يقول نعم أولا، يستطيع أن يرد بأن عنده رأيا عاما ويعبر عنه، بدلا من أن يقول هناك برنامج «توك شو» فى آخر اليوم أيد أو عارض، فالإعلام الخاص مثلا الآن يعمل لحساب رجال الأعمال، ومشروع «ساويرس» اليوم فى «المصرى اليوم» فمنذ أيام تقرأ عنوانا عندهم «قوى الثورة ....» وتقرأ الخبر فتجد أن حزب ساويرس هو الذى يريد ذلك، ثم تجد قناة (ON T.V) فى آخر النهار، تقول نفس الكلام.
عدد كبير أعلن عن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، هل هذا يثير اندهاشك أم هو شيء إيجابي، لأننا خرجنا من 03 سنة سجنا، وماذا سيسفر عنه هذا العدد، خاصة أن لا أحد فيهم مميز بمسافة عن الآخرين؟!
أنا لا يزعجنى هذا العدد، فاليابان بعد الحرب العالمية الثانية خرج منها 004 حزب، وأصبحت الآن أربعة أحزاب، والبرتغال، خرج منها 09 حزبا، وتونس التى بها 01 ملايين مواطن بها 18 حزبا، فبعد الكبت يكون الاندفاع، وعلى المجتمع أن «يغربل» وبالنسبة للانتخابات الرئاسية الشروط لم تعلن، فكل واحد يريد تطبيق ما فى رأسه، واحد يريد تطبيق الشريعة، ومواطن آخر أهل بلده يحبونه فقرر ترشيح نفسه للرئاسة، وهكذا، ولكن المهم، على المجتمع أن يقرر هذا ينبغى أن يستمر، وهذا ينبغى أن يغادر.
وهل رئيس مصر الذى يريده فهمى هويدى من ضمن هولاء المرشحين؟!
هذا سؤال صعب، فالصورة لم تكتمل، هناك شخصيات عظيمة، وبعضهم أصدقاء، ولكن أظن اننا سنحتاج وقتا لأننا من الممكن أن نجد أفضل منهم، لماذا نستبق الأحداث، أليس من الجائز، بعد انتخابات البرلمان ان يخرج أكثر من مرشح لا نعرفهم، نحن لا نعلم خريطة البلد جيدا، ألا ترون النخب، «شكلها إيه» عندنا نخب كانت مفروضة علينا طول الوقت، وهى الموجودة الآن فى الساحة، وليس من الممكن أن تكون هذه النخب هى الواجهات الحقيقية للشعب المصري، هذه ليست «فاترينة» الشعب المصري.
هل يعنى هذا أنه لايصلح أى من هذه الأسماء من وجهة نظرك لحمل مسئولية رئاسة مصر؟!
يمكن لو دمجت اثنين أو ثلاثة فى الخلاط تخرج بمكون جيد يصلح. فكل واحد لا شك به بعض الفضل، ولكن أنا أريد الآن تأجيل الفرعون، أنا أهتم بالمجتمع، فأحيانا الفرعون يأتى لمن يستحقون، ونحن نستحق أفضل من الموجود، فلا يصلح أن يكون الأشخاص الموجودون الآن، هم أنفسهم الموجودين من قبل، ما هذا العقم؟!
أشرت أكثر من مرة أخيرا الى ماسميته «التدليس الإعلامي» فما رأيك فى أداء بعض الصحف الخاصة، وهل هى مستقلة، كما تسمى نفسها؟!
لاحظ أننى أعمل الآن فى صحيفة خاصة، ولكن ما أريد أن أقوله هو أنه فى الماضى كانوا يقولون هناك تحالف للسلطة مع الثروة، والآن هناك تحالف لرجال الأعمال مع الإعلام، فأنا أرى أن رجال الأعمال الآن يتطلعون الى تأثير ونفوذ قوي، خاصة من خلال الإعلام المكتوب والمشاهد، ولقد سمعت أخيرا أن هناك 25 قناة سيتم بثها، ولضعف المجتمع أصبحت بعض الصحف الخاصة تتبنى أجندات خاصة، وهناك مثال ضربته لكم منذ قليل فى الصحافة، وآخر فى التليفزيون قرأته عن المذيع يسرى فودة لديه مشاكل لأن صاحب المحطة التليفزيونية يريد أن يشغل برنامجه لمصلحة فى الانتخابات القادمة.
وبماذا تشخص أمراض الصحافة القومية؟
أمراض الصحافة القومية دائما أقول هى أمراض السياسة، فالصحافة القومية بها طاقات مهنية محترمة، والسياسة تأتى بأناس تفرضهم على الصحف، ثم يتحولون الى مثل عليا، ويكون بيدهم القرار، وتوجيه التحرير، لم يكونوا اختيار المجتمع، أو المهنة، ولكن كانوا باختيار الحكومة وأمن الدولة، ولهذا لم يكن ولاؤهم للقارئ، وإنما ولاؤهم لمن اختارهم.
فى فترة السبعينيات والثمانينيات كان يصنفك الكثيرون على أنك الكاتب الإسلامي، وفى التسعينيات تحول التصنيف الى الكاتب والمفكر السياسي، بغض النظر عن خطأ أو صواب هذه التصنيفات، أين يستريح قلم فهمى هويدي؟!
أنا عندى ملاحظة، لا أحد يصنف نفسه على أنه مفكر، عندما يقول لى أحد إنه مفكر يسقط من عينى على الفور، الناس هى التى تصنفك، ولا أحد يعرف: مفكر يعنى إيه، «يفكر فى إيه» ثم مرة كنا فى ندوة، وقالوا هذا مفكر إسلامي، وجاء من يتكلم بعدى فقلت «وهل هذا مفكر غير إسلامي»، وفى هذا البلد هناك أختام تظل تلاحقك، أنا تم حبسى وأنا سنى 61 سنة، سنة 4591، لأن أبى كان من الاخوان، ومكثت عامين فى السجن، وسجلت فى أمن الدولة منذ ذلك الحين، وحتى هذه اللحظة على أننى إخوان، وأنا كنت من أسرة مصرية متدينة عادية، يعنى مثلا، أنا لم أكن يوما عضوا فى تنظيم للإخوان، وقد تأثرت بهذه التربية والبيئة ثقافيا، وكل كاتب يمر بأطوار، ومما أعيبه على بعض من بالمهنة مثلا، أن يظل الصحفى محررا مثلا للتعليم طوال عمره، دون أن يطور نفسه، وأولا أن رحلتى كلها رحلة مصادفات، أنا لم أكن أنوى العمل بالصحافة، وأهلى كانوا يريدون أن أعمل طبيبا، والسنة التى دخلت بها الجامعة بدأ بها قسم الصحافة، ورفضت دخوله، ودخل به زملائى سمير صبحى ومحمود المراغى وغيرهما، وكنت أحرر مجلة كلية الحقوق، أنا عملت بالمصادفة!
وما هى هذه المصادفة؟!
أولا أنا فى عائلتى كان يوجد قريب لنا اسمه الدكتور فهمي، فظنوا أن أى فهمى لازم يكون «دكتورا» ولهذا دخلت القسم العلمي، ومجموعى أدخلنى كلية الطب البيطري، فرفضت، ودخلت كلية الحقوق، وكان يخرج منها الوزراء والسفراء، وكبار رجال الدولة، وبعدما خرجت من السجن كان زوج أختى يعمل فى مجلة آخر ساعة، فقال لى إن الأهرام يعمل الآن مركزا للأبحاث هل تعمل به، فوافقت، ومن هنا بدأت العمل بالمهنة.
ولكن البعض قد يضعك فى صف كتاب الإخوان؟!
أنا لا أنفى أننى لدى عاطفة دينية، نظرا لأهلى وأبى، ولكننى وجدت فى ال 03 سنة الماضية أنه ليس من المروءة، والاخوان يعذبون ويسجنون أن تهاجمهم وهم فى هذا الوضع، ولكن الآن عندما ينشيء الإخوان حزبا، والجو مفتوح، أقدر أتكلم وأنا مرتاح.. وفى وقت من الأوقات دافعت عن الليبراليين والديمقراطيين أكثر ممادافعت عن الإخوان.. ولكن الخطأ الذي كنت أراه منهم كنت اكتب عنه، فعندما اجتمعوا مع عمر سليمان هاجمتهم وزعلوا منى وقتها أنا لم أفعل شيئين: الأول، لم اشتمهم ثانيا كان عندى تقدير ان هؤلاء طاقة يجب عدم اهدارها خاصة اننى رأيت ان هناك بيئة ظلمتهم، وماداموا فى السجن ليس من الشهامة أو الفروسية ان تتشطر عليهم!
الذين تربوا على مقالاتك الشهرية فى العربى الكويتية والذين دأبوا على مقالاتك الاسبوعية فى الاهرام والذين يلهثون وراءك فى مقالاتك اليومية بالشروق يؤكدون ان هناك اختلافا فهل تدرك هذا الاختلاف بين فهمى الشهرى وفهمى الاسبوعى وفهمى اليومي؟
هناك اختلاف فى المقالات الشهرية كنت خارج مصر ولم أكن أرى ما يحدث يوميا وكان تفاعلى فى الحالة المصرية بطيئا فطبيعتها أى المجلة الشهرية وطبيعة المكان الذى كنت فيه حكمت على بذلك، ولهذا كان اهتمامى أوسع، وتجاوزت الشأن المصرى وبالنسبة للأسبوعى واليومي، فأنا أعتبر المقال الأسبوعى «مائدة» واليومى «طبق» أنا اتعب على المقال الأسبوعي.
هل أحد يساعدك؟!
إطلاقا أنا اجمع موادى من الصحف وهناك من يتطوع ويرسل لى المعلومات فمثلا مقال «كنز استراتيجي» هناك من ارسل لى من الضفة الغربية كلمة النائب «اليعازر» التى قال فيها ان مبارك كان كنزا استراتيجيا لاسرائيل.
المقال اليومى به ايقاع الحدث ولكن هناك بعض الحرفية فمثلا فى المقال الاسبوعى الذى ينشر فى أكثر من عشرين دولة عربية لا أقدر أن اغرق القارئ فى تفاصيل الحياة المصرية ولكن منذ قامت الثورة اصبحت تفاصيل الحياة المصرية مهمة فأصبحت اضع فى المقال الاسبوعى هذه الجرعة.
فى زمن عبدالناصر كان الأستاذ هيكل كاتب الرئيس هو الكاتب الأوحد، وزمن السادات كان الأستاذ أنيس منصور هو الكاتب الأول، وفى زمن مبارك كان لايهتم لا بالقراءة أو الكتابة فهل كان فهمى هويدى يهتم بآراء هؤلاء الرؤساء فى كتاباته أم ان قبلته فقط كانت القارئ؟!
بصراحة لم يكن لى علاقة بالرؤساء ولا أعرفهم ولايعرفوننى ولكن باختصار طوال هذه السنوات الماضية عندما كانوا يجتمعون بالصحفيين لم أكن ادعى وعندما يجتمعون بالكتاب لم أكن أيضا ادعي، ولم تتم دعوتى على الإطلاق والحمد لله على اننى من الصحفيين أو الكتاب، والحقيقة اننى تعلمت من الدكتور زكى نجيب محمود رحمه الله ان تكون مستغنيا لن تحتاج شيئا من رئيس أو مدير، وليس معنى أننى مستغن أى أن معى أموالا كثيرة ولكن ليس لدى طموحات وأرى ان تكبر بقلمك وموقفك أفضل من ان تكبر بالكرسى والوجاهة وغيرها.
أسلوبك وفكرك وشخصيتك اهلتك لأن تكون لك مدرسة فى الصحافة، ولكن شخصيتك المستغنية عن المناصب وغيرها، جعلتنا لانجد تلاميذ كثيرين لهذه المدرسة. وهذه كانت مشكلة أجيال، عدم وجود مدرسة صحفية؟!
لم يخطر ببالى هذا الموضوع، كنت مشغولا فقط حقيقة بما كنت اعتقد أنه تحد حقيقي، وهو «تجويد الشغل»، كنت اعرف حجمي، وان قيمتى الحقيقية فيما أكتبه، وانا رجل اذاكر، ليس لى فى حياتى غير عملي، ولا أرى سوى القارئ.
ألا ترى أحدا من الكتاب الشباب تجد فيه بدايتك، وتعجبك طريقته فى الكتابة؟
هذه اسئلة صعبة، هناك موهبة وبيئة أى مناخ، يستخلص منك أفضل مافيك، فمن الممكن ان تكون موهوبا، ولكن فى بيئة معطلة، أنا أرى الآن كتابا جيدين، ولكن يحتاجون إلى بيئة صالحة مهنيا وسياسيا.
أنت عملت مع قامتين مهنيتين كبيرتين، هما الأستاذ هيكل، والأستاذ أحمد بهاء الدين، كيف ترى الاثنين؟
الأستاذ هيكل، هناك مسافة بينه، وبين الجميع، الشخصية المهنية تصنع المسافة، فديجول عندما كان رئيسا للوزراء لم يسمع احد عن رئيس الجمهورية؟
وعندما اصبح رئيسا للجمهورية، لم يسمع احد عن رئيس الوزراء، هناك شخصية هكذا، لها مهابة، ومسافة، أما الأستاذ بهاء فمختلف، من الممكن ان تخرج معه، وتأكل معه فى المطعم، كان فى منتهى البساطة، وكان يعرف الناس الصغار فى السن، أما الأستاذ هيكل فمن الممكن ان وضعه وعلاقته مع رئيس الجمهورية المباشرة، هى التى أسهمت فى ذلك، فظروف كل منهما كانت مختلفة..
هل كانت كتابة كل منهما تكشف عن شخصيته؟
بالطبع، فكل منهما كان ذا ثقافة عالية، فالأستاذ هيكل كان مهتما بالثقافة الأوروبية والغربية، والتاريخ، أما الأستاذ بهاء فكان اهتمامه بالثقافة والاحوال العربية أكثر.
إلى أى مدى زمنى ممكن سنظل فى هذه الحالة من الفوضى والانفلات، من وجهة نظرك؟
هناك فرق بين الفوضي، والوعى بالفوضي، فالآن أصبحت المسألة «بدأت تتلم»، ولاأظن ان هذا الوضع سيطول، الناس لاتعلم ماتمثله مصر فى العالم العربي، أنا كنت اقول فى المقارنة بين مصر وتركيا وإيران، ان مصر ليست دولة، ولكنها «أمة»، فهل تتخيل ان أول تليفون وصلنى لتهنئتى بالثورة كان من موريتانيا.
نحن نسأل القارئ من هو كاتبك المفضل، ولكن نسألك: من هو قارئك المفضل؟
ان تكون مخلصا لمن لاتراه فهذا ارقى درجات الاخلاص، وأنا اعرف ان القارئ شديد الذكاء، وأكثر ثقافة ووعيا ممن يكتبون، والقارئ يستحق ان تتعب له وتحترمه، وكلما احترمته يزداد احترامه لك.
سؤال أخير، ياأستاذ فهمي، ألا تشعر بالشوق للعودة إلى كتابة مقالك ب «الأهرام»، وإلى قارئ «الأهرام»؟
طبعا، «الأهرام» بيتى وعائلتى وأهلى ومحيطي، ولكن احيانا يحدث كما يحدث فى كل العائلات، يكبر الأولاد، ثم يخرجون فى بيوت مستقلة ولكن ولاءهم يظل للأسرة كما هو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.