وصلت الانتخابات الرئاسية إلي محطة جديدة فارقة وهي تختم اليوم تلقي الترشيحات استعدادا لحسم خريطة التنافس النهائية في ضوء ما ستعلنه اللجنة المسئولة عن التدقيق في أوراق المرشحين والتأكد من سلامتها. لقد حملت الساعات والأيام الأخيرة مفاجآت من العيار الثقيل وسط تسارع الأحداث وسخونتها وألا نبالغ في القول بأن المنافسة ستكون علي أشدها وإن كنا نتمني أن تأتي في صورة حضارية تليق بمصر ومكانتها وثورتها الفريدة من نوعها وهذا أمر قد ينساه البعض نتيجة التفاعل والانفعال بما يجري, ولكن الأمر المؤكد الذي نشير إليه دائما أن الثورة المصرية تتميز بأنها لم تلجأ للعنف أو الإجراءات الاستثنائية, بل قبلت بالمحاكمات العادلة ولم تعلق المشانق في الميادين والشوارع ولم نسمع عن محاكم للتفتيش وغيرها من أمور وأوضاع نتابعها في البلدان من حولنا, وتبقي الساحة المصرية رغم تفاعلاتها بعيدة كل البعد عن تصفية الحسابات من أي نوع. وبنفس هذا السياق تأتي الانتخابات الرئاسية وهي تفسح المجال أمام كل الاتجاهات السياسية ودون تحفظات ما لم تكن هناك أدلة ثابتة لا تقبل التأويل. والمعني أن مصر قد اختارت الطريق الصعب للديمقراطية دون إقصاء أو حرمان لأي تيار سياسي وبذلك تكون صناديق الاقتراع هي الحاسمة لمعركة شرسة ستظل علامة فارقة ليس في تاريخ مصر وحدها وإنما للمنطقة بأسرها. الشعب وحده هو صاحب القرار, والصناديق وحدها هي التي تتحدث باسم الشعب وغير ذلك باطل باطل. [email protected]