لسنا في حاجة الي التذكير بأن اسرائيل تراقب عن كثب ما يجري علي أرض مصر من تطورات بالغة الاهمية والخطورة وسط ايقاع سريع للاحداث في مشهد تاريخي لن تقتصر آثاره علي ارض الكنانة وحدها وانما علي امتداد المنطقة وقضاياها المصيرية وفي المقدمة منها بطبيعة الحال القضية الفلسطينية. وخلال الأيام الماضية وتزامنا مع اقتراب وحسم انتخابات الرئاسة قامت الحكومة الاسرائيلية بتصعيد لهجتها تجاه سيناء والادعاء بانها باتت تمثل خطرا أمنيا عليها في مقارنة واضحة وساذجة لما تفعله مع قطاع غزة علي خلفية اطلاق صواريخ علي مناطق داخل اسرائيل. واذا كنا ندرك أن نتنياهو يعرف قبل غيره مخاطر العبث مع مصر في هذه المرحلة الفارقة والدقيقة لسبب بسيط وهو ان القوات المسلحة التي تتحمل الأمانة والمسئولية في المرحلة الانتقالية لن تتهاون بأي حال ازاء اية تهديدات مباشرة او غير مباشرة من شأنها أن تؤثر سلبا علي المصالح المصرية العليا والامن القومي وقبل هذا وبعده سلامة التراب المصري وكل حبة تراب في وطننا الحبيب, ولكن ذلك العهد والالتزام القاطع من جانب قواتنا المسلحة الباسلة لايعني انشغال الرأي العام عما يدور هناك من تطورات وادعاءات إسرائيلية كاذبة وان تبقي عيوننا مفتوحة( عن آخرها) لكل ما يجري داخل سيناء ولمساندة الجهود الرامية الي تحقيق الامن والاستقرار في هذه المنطقة الغالية والعزيزة علي قلوبنا. وبصرف النظر عن سخونة التطورات الداخلية واحتدام المنافسة في سباق الرئاسة وغيرها من قضايا تتعلق بوضع الدستور والمنافسة بين القوي السياسية وغيرها من مظاهر تبقي في النهاية علامات ايجابية علي قوة وتفاعل الساحة الداخلية تمهيدا لبناء الدولة المدنية الحديثة, فان ذلك كله يظل بعيدا عن القضية الأهم دائما وعلي مر التاريخ وهي حماية الحدود المصرية من الطامعين, وما اكثرهم هذه الأيام!