الهجوم علي ايلات يمنح طوق نجاة لرئيس الوزراء نتنياهو من الغضب العارم والاحتجاجات الداخلية التي كانت ستؤدي حتما لاسقاط الحكومة, وليس هناك مايجمع بين الاسرائيليين سوي وجود خطر واضح يتهددهم, ويستطيع نتنياهو الآن بعد سقوط قتلي وجرحي في عملية امس ان يستعيد عافيته السياسية لدي الرأي العام داخل اسرائيل وخارجها ليردد مزاعمه المعروفة عن بحور الكراهية في الدول المجاورة والتهديدات القادمة من غزة وقد اضاف لها أخيرا سيناء وغير ذلك من ادعاءات تعطيه الفرصة لمغامرات جديدة في المنطقة. ونستطيع بقليل من الجهد والرصد الصحيح لمغزي توقيت العملية ان ندرك استباقها لخطوات باتت وشيكة من السلطة الفلسطينية لطلب الاعتراف بالدولة المستقلة عبر الاممالمتحدة وهي الخطوة التي كان من شأنها ان تضع اسرائيل والولايات المتحدة امام مأزق حقيقي لحسم الموقف تجاه استحقاقات السلام وضرورة الامتثال للقرارات الدولية بخصوص الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ولايمكن تجاهل اعتبارات اخري لاتقل خطورة والمتعلقة بالاحداث المتلاحقة الجارية في مصر والتي تنظر اليها اسرائيل بالكثير من القلق الذي لم تخفه بل علي العكس فإنها تروج لصورة مغلوطة عن تسلل عناصر ارهابية لسيناء نتيجة تخفيف الحصار الخانق والتيسيرات الحالية في العبور من معبر رفح, وها هو هجوم ايلات يعطي الفرصة لقادة اسرائيل لوضع سيناريوهات حول كيفية دخول العناصر المسلحة وبما يخدم الادعاءات السابقة. وفي كل الاحوال فأن المحصلة النهائية لهذا الهجوم تصب تماما في نتنياهو والممارسات الاسرائيلية التي ستزداد تشددا وقد تتطور إلي مؤامرة جديدة ومحاولة توجيه ضربة عسكرية ضد غزة لتحقيق ماعجزت عنه في المرة الاولي. والامر المؤكد ان مايحدث علي الحدود مع اسرائيل يوما يجري في غزة لاينفصل عن التطورات البالغة الاهمية والتي تجري في سوريا والتداعيات المحتملة لها في لبنان وغيرها من معادلات تتحكم في موازين القوي والتدخلات الاقليمية والدولية فيما يدور من احداث متلاحقة قد تدفع بالمنطقة إلي انفجار وشيك لن يستطيع أحد ان يمنعه او يوقفه ومع العودة للغة العنف والتهديد بالحروب ترتفع اسهم نتنياهو داخل اسرائيل وتختفي الاحتجاجات التي كانت تهدد حكومته ولا يبقي سوي ان يوجه الشكر لمن قام بعملية ايلات