جاءت الي الدنيا منذ ولادتها لتتألم لأنها تعاني من عيب خلقي في الغشاء البريتوني, حتي أن أمعاءها كانت تخرج من جسدها.. وكان أبواها فقيرين وجهلهما أكبر من فقرهما.. وكانت أسرة دنيا تعيش في منطقة القلج وعمل والداها بائعي صحف مع الجد والجدة بجوار محطة المترو بالمطرية. أجري الأب لابنته دنيا عملية جراحية بمستشفي المطرية وهي في الثالثة من عمرها, حيث تحسنت حالتها الصحية نسبيا.. إلا أنها كانت دائما تثير عطف كل من يراها فيتصدق البعض عليها. وفي يوم من الأيام أصيب الأب بإصابة في ظهره بعد تعرضه لحريق وأقعدته إصابته عن العمل, ولما ضاقت به سبل العيش عرضت عليه زوجته أن ينتقلوا لمحافظة بني سويف, حيث تقيم أسرتها لعلهم يجدون عندهم ما يسترهم في فقرهم. وافق الأب علي الفور واستأذن والديه في الرحيل, إلا أنهما رفضا أن ترحل الحفيدة معهما وطلبا من إبنهما أن يترك الطفلة معهما لتساعدهما في المنزل, وفي بيع الصحف عند محطة المترو. وافق والد دنيا علي عرض الجدين وحملا أمتعتهما الي منشية عبدالصمد بمركز إهناسيا بمحافظة بني سويف ليعيشا هناك, لكن الجديد لم يكونا علي قدر المسئولية.. بل أنهما خانا الأمانة فيدلا من رعايتهما للطفلة راحا يستغلانها في عمليات التسول لتجمع لهما المال من أصحاب القلوب الرحيمة.. وعملت دنيا ما لا تقوي عليه طفلة في مثل سنها, حيث كانت مسئولة عن تنظيف المسكن وشراء جميع الطلبات بالاضافة لبيع الصحف والتسول.. وكانت كلما تألمت من الأعباء الملقاة عليها تتعرض للضرب المبرح من جديها, كما أنهما كانا يكويانها بالنار قبل ثلاثة أشهر حضرت الأم من بني سويف, ولاحظت علامات الأذي علي جسد دنيا.. ولما سألت الجد والجدة أخبراها بأنهما يؤدبانها بعد أن امتدت يداها الصغيرتان للسرقة.. فطلبت منهما اصطحابها لبلدتها إلا أنهما رفضا رفضا شديدا مما دعا الأم لوداعها وتركها مرة أخري, وهي لا تعلم أنه الوداع الأخير. واستمر إيذاء الجدة والجد ل دنيا حتي شاهدها الجيران بعد ارتطام رأسها بجدار الشقة وهي محمولة علي موتوسيكل والدماء تسيل علي وجهها في طريقها لأحد الأطباء بعزبة معروف التابعة لحي المطرية.. وعادت بعد ذلك مضمدة الجراح.. وما هي إلا أيام وتلاحظ للجيران تسلل الجدين في ساعة مبكرة وقد حملا الطفلة ملفوفة ببطانية بمساعدة أحد أقارب الجد ووضعاها في سيارة وهي في حالة إغماء وإعياء شديدين واختفي الجميع. وبعد مرور أيام تشكك الجيران في مصير دنيا وأسرعوا بالاتصال بخط نجدة الطفل بوزارة الدولة للأسرة والسكان الذي أخطر الإدارة العامة لمباحث الأحداث. تلقي اللواء هشام الوكيل البلاغ وأشرف نائبه اللواء إسماعيل فايد علي خطة بحث بقيادة العقيد محمد أبوالفتوح مدير العمليات, حيث تبين أن الجد وأحد حراس العقارات توجها بالطفلة لطبيب بشارع ترعة الجبل لعلاجها من إصابات بالرأس وأنحاء متفرقة من جسدها.. وأضافت تحريات المقدم ممدوح أبوحماده أن حالة الطفلة زادت تدهورا فأتصل الجد بوالدها الذي حضر واصطحبهم الي بني سويف حيث تم دفنها هناك دون استخراج تصريح بالدفن بمنطقة مقابر الجبل دون توقيع الكشف الطبي عليها. ثم ضبط جميع الأطراف وبعرضهم علي النيابة أمرت بحبس الجد والجده علي ذمة التحقيقات وإخلاء سبيل الأب والأم وإرسال أوراق القضية لنيابة بني سويف الكلية لاستكمال إجراءات التحقيق بندب الطب الشرعي واستخراج جثة دنيا لبيان أسباب الوفاة.