كما كان شهر مارس شهر عطاء فني أنجب أعظم الفنانين المصريين في عالم الغناء والتلحين مثل فنان الشعب سيد درويش وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كما أوضحنا في المقال السابق. فإن نفس الشهر كان شهر رحيل أكثر من فنان كبير ترك علامة واضحة وبصمة رائعة علي خريطة الفن المصري خاصة والعربي عامة.. كان هذا الشهر هو شهر الألم المريع الذي انتاب كل عشاق العندليب الأسمر المطرب الفذ عبد الحليم حافظ الذي كان معجزة الطرب العربي الأصيل الذي ظل متوجا علي قمته إلي أن وافته المنية. والمتابع لهذا المطرب الجميل يجد أنه عاني في بداية مشواره معاناة رهيبة مثل أي رائد في مجاله.. كان من أكثر المطربين الذين تحملوا غضب وازدراء الجماهير حتي انه قوبل بعاصفة من الاستنكار والهجوم وصلت إلي حد قذفه بالمخلفات والقاذورات وهو يقف علي مسرح بالاسكندرية وذلك لأنه تجرأ وغني لغير مشاهير الطرب في ذلك الوقت.. اذكر أن أول أغنية حظيت بسماعها وتعرفت بها علي هذا المطرب الشاب كانت أغنية صافيني مرة من ألحان الملحن الموهوب محمد الموجي ثم لايق عليك الخال.. وبدأت الناس تستشعر حلاوة صوته وقربه من مشاعرها فكانت انطلاقته التي لم تحدها حدود وأصبح المطرب الأول علي المستوي العربي.. غني لثورة يوليو أجمل ألحانها حتي لقب بمغني الثورة وكون مع الراحلين العظيمين صلاح جاهين وكمال الطويل الثالوث الوطني للأغنية الثورية فقدموا أغنيات صورة صورة و بالأحضان و حكاية شعب وغيرها من الأغنيات التي مازالت تتردد داخل كل مصري عايش تلك الحقبة من تاريخ بلده.. كما قدم في مجال السينما أفلاما تعد من أحلي الأفلام الغنائية بدأها بفيلم لحن الوفاء مع شادية وانهاها بفيلم أبي فوق الشجرة مع ميرفت أمين مرورا بأفلام الخطايا مع نادية لطفي و أيامنا الحلوة مع فاتن حمامة وعمر الشريف و موعد غرام مع فاتن حمامة أيضا. أما الشخصية الثانية التي فارقتنا في هذا الشهر فهو الفنان الممثل عبد الله غيث الذي واكب ظهوره في مسلسل هارب من الأيام ضجة كبيرة وكان عمله في فيلم أدهم الشرقاوي نقلة كبيرة في مشواره الفني.. استبقيت رحيل الفنان أحمد زكي إلي الاسبوع القادم لأنه كان من العلامات البارزة في فن التمثيل والذي حظي بمكانة رفيعة في قلوب معجبيه. [email protected]