أيدت النيابة العامة التابعة للمحكمة الوطنية في اسبانيا أمس الخميس تسليم رجل الأعمال الهارب حسين سالم, إلي مصر, موضحة أنه بالرغم من كونه يحمل الجنسية الإسبانية إلا أنه استخدم الجنسية المزدوجة في أكثر من مناسبة. ويواجه سالم تهما في إسبانيا بارتكاب جرائم غسل أموال بكميات ضخمة, تم تحويلها إليه من مصر, لصلته الوثيقة بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك, والذي يحاكم معه بتهم استغلال النفوذ والتربح وإهدار المال العام وتصدير الغاز إلي إسرائيل بأسعار متدنية. وخلال الجلسة التي عقدت أمس, وأعربت فيها النيابة العامة عن تأييدها لتسليم حسين سالم إلي مصر, رفضت النائبة العامة دولوريس ديلجادو دفاع رجل الأعمال الهارب, الذي أصر علي تمسكه بجنسيته الاسبانية, موضحة أنه جاب العالم من مشرقه إلي مغربه, وليس الأماكن المقدسة فقط, وهو يحمل جواز سفره المصري, وهو ما أكدته المستندات المقدمة من الجانب المصري. واستندت النيابة العامة في قرارها إلي قانون التسليم السلبي وإلي اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد, موضحة أنه بالرغم من عدم وجود اتفاقية تبادل تسليم مجرمين بين مصر وإسبانيا, إلا أن الأسانيد والحجج القانونية التي تقدمت بها مصر لمحاكمة سالم علي أراضيها, مرتبطة بشكل مباشر بالتحقيقات الجارية في إسبانيا حول جرائم الفساد الخطيرة المتورط بها والتي يجري التحقيق بشأنها في إسبانيا. وبالرغم من ذلك, أشار دفاع المتهم فلورنتينو أورتي, إلي أن موكله إسباني منذ عام2008 وأبناؤه إسبان, وأحفاده أيضا يحملون الجنسية, وأن هناك دوافع سياسية وراء مطالبة مصر بتسليمه إليها. ويخضع سالم للإفراج المشروط منذ القبض عليه في يوليو2011, وقام بدفع كفالة قدرها خمسة ملايين يورو, أقرتها المحكمة التي تنظر طلب تسليمه إلي مصر. كما استند محامي سالم إلي قانون التسليم السلبي الذي ينص في المادة3,1 علي أنه ليس من الممكن تسليم مواطنين في ظل حالة عدم وجود اتفاق مسبق لتسليم المجرمين بين البلدين محور القضية, مطالبا برفض الدعوي المرفوعة من مصر. وكانت النيابة العامة الإسبانية قد أيدت الشهر الماضي طلب مصر بتسليم نجلي حسين سالم خالد وماجدة المتورطين أيضا في نفس جرائم الفساد واستغلال النفوذ وتبييض الأموال المتورط بهاوالدهما. وتطالب السلطات المصرية بتسليم حسين سالم ونجليه علي خلفية اتهامه بقضايا رشوة واستغلال نفوذ وتربح وإهدار المال العام, بالاشتراك مع الرئيس المصري السابق, الذي تجري محاكمته الآن أمام القضاء.