انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية بهذا المستوي الرفيع من الأداء والتنظيم بالاضافة الي الإقبال الجماهيري الذي لم يقل عن المرحلة الأولي كل هذا يفرض علي الجميع الاحترام الواجب للارادة الشعبية التي قالت كلمتها وحسمت امرها واختارت من يمثلها من القوائم والاسماء المتنافسة. الديمقراطية الصحيحة تعني القبول بنتائج صناديق الاقتراع طالما ان العملية الانتخابية قد جرت في اجواء من النزاهة والشفافية بشهادة الجميع ليس في الداخل فحسب وانما من المؤسسات والشخصيات الدولية المرموقة.. نريد عند الانتهاء من الجولات الثلاث ان تبادر الاحزاب والقوي السياسية الخاسرة بتهنئة الطرف الفائز في تقليد يجب ان يظل راسخا في المستقبل وأن تبدأ تلك الاحزاب والقوي التي فشلت في تحقيق الحد الأدني من التنافس بمراجعة اوضاعها الداخلية حتي تبدأ وعلي الفور في اجراء اصلاحات حقيقية تعيدها الي الساحة وهي اكثر قدرة علي التجاوب والتفاعل مع الشارع المصري.. لانريد تبريرات معروفة مسبقا ولم تعد تجذب الانتباه والاهتمام ومثل هذه الأعذار الوهمية من شأنها فقط تأخير خطوات العلاج, مما يهدد مستقبل هذه الأحزاب التي نحرص عليها كل الحرص لاننا في نهاية المطاف نتطلع لساحة سياسية نشطة لا تسمح بتكرار احتكار السلطة وانما تفتح الطريق للتداول السلمي لها من خلال الممارسة الديمقراطية الصحيحة.. ولعلنا نلمح بعض التشنج المبكر تجاه اية انتقادات توجه للاحزاب الخاسرة وهي علامة سلبية لان النقد مباح مالم يتضمن التربص والتشويه المتعمد.. وصدقا نقول ان الطريق للاصلاح داخل الاحزاب الخاسرة اسهل بكثير من إلقاء اللوم علي الآخرين بل واللجوء الي الطعن في الوعي الشعبي بالتركيز علي نسبة الأمية, كما يفعل البعض ويكفي للرد بأن هذه النسبة لم تحول دون اتمام الثورة وبأن الشارع المصري بكل عفويته يسبق الجميع وخاصة من النخبة والمثقفين.. العيب ليس ابدا في الشعب وعليكم بالبحث عنه..