ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    بالصور.. إحلال وتجديد 3 كبارى بالبحيرة بتكلفة 11 مليون جنيه    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ    النواب يرسل تهنئة رئيس الجمهورية بذكرى تحرير سيناء    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    الدماطي يطمئن على ترتيبات افتتاح بطولة إفريقيا للكرة الطائرة سيدات    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    تحطم سيارتين انهارت عليهما شرفة عقار في الإبراهيمية بالإسكندرية    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    مياه الشرقية تنفذ أنشطة ثقافية وتوعوية لطلبة مدارس أبو كبير    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    سكاي: سن محمد صلاح قد يكون عائقًا أمام انتقاله للدوري السعودي    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    محامية حليمة بولند تكشف كواليس حبسها    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    مساعدو ترامب يناقشون معاقبة الدول التي تتخلى عن الدولار    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    منة تيسير : "العتاولة" نقلة كبيرة في مشواري الفني    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هجوم على ازدياد مظاهر التدين في المجتمع واعتباره عودة للعصور الوسطى .. وصحفي مقرب من النظام يدعو للقبول بالرقابة الدولية على الانتخابات .. والوفد تهاجم الأحزاب التي قاطعت انتخابات الرئاسة .. وقس مسيحي يصف خطاب ترشيح مبارك بالثورة السياسية
نشر في المصريون يوم 03 - 08 - 2005

استمرت صحف القاهرة في التعليق انتخابات الرئاسة المقبلة ، حيث عادت قضية الرقابة الدولية على الانتخابات لواجهة الأحداث مرة أخرى ، إذ لفت أحد الصحفيين المقربين من النظام إلى أن مساحة التأييد لهذه الرقابة قد اتسعت بين المثقفين الوطنيين ، مشيرا إلى انه ربما يكون قبول الحكومة لهذا النوع من الرقابة أمرا مفيدا لتصحيح صورة قديمة سيئة السمعة رسخت في أذهان المصريين ويعتقد في صحتها العالم أجمع عن تزييف الانتخابات في مصر . صحف اليوم ، واصلت أيضا التعليق على قرار حزب الوفد المفاجئ بترشيح رئيسه الدكتور نعمان جمعة لمنافسة الرئيس مبارك ، وقد ذهبت صحيفة " الوفد" إلى أن ترشيح جمعة قد قلب الموازين وجعل للانتخابات طعم مختلف ، بل أن "الوفد " وجهت انتقادات عنيفة للأحزاب التي قررت مقاطعة الانتخابات ، مع أن الحزب نفسه كان قاب قوسين أو أقرب من المقاطعة . وبعيدا عن انتخابات الرئاسة ، فان صحافة القاهرة حملت أيضا العديد من وجهات النظر حول كيفية معالجة قضية الإرهاب التي باتت تطل برأسها من جديد بعد تفجيرات شرم الشيخ وطابا ، حيث كان التركيز منصبا على ضرورة البحث عن علاج يأخذ في الاعتبار الجذور الحقيقية للمشكلة ، بمختلف جوانبها السياسية والاجتماعية والثقافية . وفي الوقت الذي اقترح البعض ضرورة إنشاء قناة تلفزيونية دينية لتأمين " مصدر آمن " للثقافة الدينية ، فان البعض الآخر شن هجوما عنيفا على ترسخ مظاهر التدين في مظاهر أوجه الحياة المصرية ، معتبرا أن ذلك بمثابة عودة للعصور الوسطى . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتحليلات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " الأهرام " الحكومية ، وتلك الملاحظة الهامة التي لفت إليها مكرم محمد أحمد ، قائلا " علينا أن نسأل أنفسنا‏,‏ لماذا يزداد حجم الذين يعتقدون في أهمية وجود نوع من الرقابة الخارجية علي الانتخابات المصرية‏ ، سواء كانت هذه الرقابة محلية تقوم بها جمعيات أهلية مدنية ، أم رقابة ذات طبيعة دولية‏,‏ تتم عن طريق دعوة شخوص عالميين أو منظمات دولية متخصصة في هذا الأمر‏,‏ تأكيدا علي شفافية الانتخابات ونزاهتها‏,‏ وعلينا أن نسأل أنفسنا‏,‏ لماذا تغيرت مواقف كثيرين كانوا يرون أن الرقابة الخارجية علي الانتخابات‏,‏ خصوصا إذا ما تم فرضها من الخارج‏,‏ تمثل نوعا من التدخل الخارجي في قضايا تتعلق بالكرامة والسيادة الوطنية‏,‏ ليصبحوا اليوم من أكثر الداعين لوجود رقابة دولية تشرف علي نزاهة الانتخابات‏,‏ بدعوى أن قبول الإشراف الدولي يؤكد من حيث المبدأ‏,‏ تصميم الحكم علي إجراء انتخابات نزيهة‏,‏ كما أنه يمثل نوعا من الإشهار العلني لانضمام مصر إلي الديمقراطيات العالمية‏,‏ ويقطع دابر الاتهامات التي تصف نظام الحكم بأنه ديكتاتوري"‏.‏ وأوضح مكرم أن " التغيير الجوهري في مواقف هؤلاء يكمن في اعتقادهم بأن رفض الرقابة علي الانتخابات بدعوى أنها تمثل خرقا للسيادة الوطنية‏,‏ أمر مبالغ فيه في عصر العولمة‏,‏ الذي تغير فيه مفهوم السيادة الوطنية‏,‏ وجعل الرقابة علي الانتخابات جزءا من المعايير الدولية لتقييم مدي تمثيل الحكومات المنتخبة لشعوبها‏,‏ بعد أن أصبحت الديمقراطية المصدر الأساسي والوحيد لشرعية الحكم‏,‏ وأن الأمر في جوهره لا يمثل خرقا للكرامة الوطنية‏,‏ لأن التزام الدولة‏,‏ في المجال السياسي‏,‏ بمعايير الانتخابات النزيهة يعادل التزامها في المجال الاقتصادي بقوانين الجات‏,‏ التي تفرض علي الاقتصاديات الوطنية القبول بمعايير عالمية للتجارة الدولية تؤهلها لأن تكون عضوا في منظمة التجارة العالمية‏.‏ لقد أدهشني في ندوة بحثية جرت أخيرا في القاهرة حول الديمقراطية في العالم العربي حجم الانحياز المتزايد من جانب عديد من المثقفين الوطنيين المعنيين بالشأن العام الذين لا يرون الآن بأسا في وجود نوع من الرقابة الدولية علي الانتخابات‏,‏ رغم تأكيدات الحكومة بأنها عازمة علي إجراء انتخابات نزيهة ونظيفة‏,‏ وربما يكون قبول الحكومة لهذا النوع من الرقابة أمرا مفيدا لتصحيح صورة قديمة سيئة السمعة رسخت في أذهان المصريين ويعتقد في صحتها العالم أجمع عن تزييف الانتخابات في مصر منذ أن صدر دستور‏1923,‏ وعرفت مصر الحياة النيابية‏,‏ لأنه منذ هذا التاريخ تكاد الانتخابات النظيفة في مصر تعد علي أصابع اليد الواحدة‏..‏ وفضلا عن ذلك فإن الظروف الدولية والاهتمام العالمي المتزايد بقضية الديمقراطية في مصر تفرض معايير جديدة‏,‏ تصحح صورة الانتخابات المصرية خصوصا بعد أن أصبح اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب‏ " . نتحول إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، التي واصلت اليوم التبرير للتحول المفاجئ في موقف حزبها تجاه انتخابات الرئاسة ، والدفع برئيس الحزب الدكتور نعمان جمعة لخوض لمنافسة الرئيس مبارك ، حيث قال رئيس تحريرها عباس الطرابيلي " ها هو الوفد يؤكد دوره الحقيقي كقاعدة للنضال من أجل مصر. مصر الحاضر.. ومصر المستقبل. ويؤكد انه يواصل معاركه من أجل الإصلاح.. بل من أجل إنقاذ الوطن مما وصل إليه.. وليعود الشعب المالك الحقيقي لمصيره.. ولا سلطة لأي سلطان فوق إرادة الأمة. وعندما يخوض الوفد انتخابات رئاسة الجمهورية فإنه يؤكد أن العمل السياسي هو في التصدي. وفي الدخول في المعارك.. ولا يهم يكسب الوفد أو يخسر.. ولكن المهم أن يحرك الماء الراكد من أجل التغيير الذي تحلم به الأمة.. وهذا هو ما يسعى الوفد إلي إقراره.. أي حق التغيير بإرادة شعبية. وبدخول الوفد معركة الانتخابات تغيرت موازين المعركة السياسية، وليس سرا ما يقال: الآن أصبحت هناك معركة انتخابية.. وأصبح للانتخابات مغزى ومعني.. ونتيجة.. وأصبح للصامتين صوت يعبر عنهم.. وقد كانوا يتساءلون لمن نعطي أصواتنا.. وهؤلاء نسبة لا يستهان بها من شعب مصر. وكان الرافضون تائهين فيمن يثقون فيه من المرشحين ليعطوه صوتهم، بدلا من أن يفقدوه.. أو يذهب هباء.. أو لا يصوتوا بالمرة.. الآن أصبح للمصريين صوت يعرفون أين يذهب. وأضاف الطرابيلي " ورغم كل السلبيات التي تصاحب هذه المعركة الانتخابية ورغم كل المآخذ التي يعرفها الشعب كله أصبح واجبا علي الوفد ألا يخذل الأمة.. وأن عليه أن يدخل المعركة مهما كانت النتيجة.. لأن المحارب يدخل المعركة دون أن يعلم نهايتها.. ودون أن يعرف هل سينتصر أم يكون مصيره مجهولا. هذا هو المنطق الذي دفع الوفد بل أقنعه لكي يدخل انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو يقدم فيها كل تاريخه الوطني، وكل نضاله وكفاحه السياسي علي مر السنين. ولم يفكر الوفد علي مدي تاريخه كله في انه سوف يخسر المعركة.. ولهذا كان يخوض المعارك.. واحدة وراء أخري من أجل الوطن، ومن أجل كل المصريين ". سبحان الله يا طرابيلي .. قبل يومين كنت تروج لمقاطعة الانتخابات باعتباره مسرحية هزلية نتائجها محسومة مقدمة .. والآن تتهم المقاطعين بأنهم يخذلون الشعب المصري ، بل وتزايد على موقف الحزب الذي برر الترشيح بأنه نوع من الدعاية لبرنامج الحزب تمهيدا للانتخابات البرلمانية المقبلة ، وهو منطق مفهوم وحتى مبرر ، ولكن أن تتخيل أن جمعة سيخوض معركة حقيقة أمام الحزب الوطني ، فذلك هو الوهم بعينه . على العموم ، نبقى مع صحيفة " الوفد " ، حيث جاء مقال محمد أمين أكثر تواضعا وموضوعية مما ذهب إليه الطرابيلي ، حيث لفت إلى أن " الناس فريقان لا ثالث لهما في أمر ترشيح الدكتور نعمان جمعة لرئاسة الجمهورية.. الأول يشعر بحقيقة المفاجأة والدهشة، والثاني يقول هذا هو الوفد.. المكانة والتاريخ والمشاركة في الأحداث السياسية، والرغبة في إحداث حراك في الحياة العامة.. والتأكيد علي أن المبدأ الأصيل هو التعددية.. وأن يكون رئيس الجمهورية بالانتخاب وليس بالاستفتاء، المندهشون كانوا يتصورون أن الوفد سيقاطع مثلما فعلت أحزاب التوافق الوطني، وهي التجمع والناصري، وأنه سيذهب نفس المذهب بحجة عدم تكافؤ المعركة.. ولاشك أن الوفد أيضاً كان يعلم قبل أن يصدر قراره بأغلبية أعضاء الهيئة العليا، أن المعركة صعبة، وأن المنافسة شبه مستحيلة.. ومع هذا فقد رضخ زعيم الوفد للأغلبية المطالبة بترشيحه.. وأعلن في نفس الوقت عن حجم الأصوات المعارضة داخل الهيئة العليا.. وهذه هي الديمقراطية التي نريدها، ونحرص عليها، ونتمنى أن تعم البلاد والعباد ". وأوضح أمين أن " الانسحاب من المعركة يضر الأحزاب السياسية، ويهدد بنيتها التحتية، ويسحب من رصيدها لدي الرأي العام.. ومن هنا أتصور أنها خطوة تستحق التقدير.. أن يرشح د. نعمان نفسه لرئاسة الجمهورية، ليطرح اسم الوفد أولاً وأخيراً.. خاصة ونحن مقبلون بعدها مباشرة علي الانتخابات البرلمانية.. وبالتالي فهي فرصة ذهبية، ما كان يجب علي الوفد أن يفوتها ويؤثر السلامة، أو يجلس في مقاعد المتفرجين.. ثم يسوق المبررات والحجج، فهذه مسائل لم تعد مقبولة، والرأي العام أذكي مما يتصوره البعض، لذلك كان القرار، وهو بالمناسبة ليس وليد لحظة انفعالية، أو مجرد رغبة عادية في المشاركة! الآن تزول أسباب الدهشة، ونعرف لماذا نزل الوفد ساحة المعركة.. ليس لكي يكون »محللا« كما قد يذهب خيال البعض.. ولكن الوفد تعلم الدرس من مقاطعة الانتخابات في عام ،1990 لذلك كان قراره دائماً بالمشاركة ولو حتى في انتخابات اتحادات الطلبة.. فالأصل في السياسة المشاركة لتعميق المبادئ التي آمنا بها وتربينا عليها.. أما الجديد فإن الدكتور نعمان يخوض الانتخابات لكي يفوز، وهذه نقرة أخري.. فالمشاركة وحدها لا تكفي، ولا "التمثيل المشرف" أيضاً.. وإنما الفوز، وهذا هو حق الأحزاب في الوصول للحكم، وتشكيل الحكومة، والتمثيل داخل المجالس النيابية، وهذه هي التعددية السياسية.. وإن كان الدكتور نعمان نفسه يقول في كل مناسبة أنه لا يختلف علي شخص الرئيس مبارك. فنزول الانتخابات ليس عنداً في أحد، ولا كيداً وإنما هو حق مشروع، ونزول الوفد تحديداً يعطي المعركة مذاقاً خاصاً.. في ظل فوضي مرشحي الرئاسة!! " . نعود مجددا إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث تقمص القس الدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر دور أحد خطباء الحزب الوطني المفوهين "، قائلا " من كفر المصيلحة‏,‏ ومن مدرسة المساعي المشكورة‏,‏ من مسقط رأسه وعلي قطعة من أرض مصر وبين عمالها وفلاحيها‏,‏ أعلن الرئيس محمد حسني مبارك عزمه خوض معركة الانتخابات الأولي في تاريخ مصر‏,‏ فمنذ ثورة يوليو وانتهاء عصر الملكية وقيام الجمهورية‏,‏ لم تعرف مصر انتخابا حرا ديمقراطيا إلا في عهد مبارك‏,‏ وبعد مرور أكثر من نصف قرن علي الجمهورية المصرية ومهما قيل عن المادة‏76‏ وتعديلاتها فسيظل التاريخ يشهد بهذه الثورة الجديدة في تاريخ مصر السياسي‏,‏ ثورة الانتقال من الاستفتاء إلي الانتخاب ومن المرشح الوحيد إلي العديد من المرشحين‏,‏ ومهما قيل عن المنافسين لحسني مبارك‏,‏ فأقل ما يمكن قوله إن كل واحد منهم سيضيف شهادة تأييد وتأكيد في الصندوق الانتخابي لحسني مبارك‏,‏ ليس من الجانب المقارن وحده ولكن من نقطة الانفتاح الديمقراطي‏,‏ ومن بوابة الحريات التي يعلن الرئيس مبارك إزالة العوائق التي تقف أمامها أو خلفها‏.‏ لقد قدم الرئيس برنامجه الانتخابي في وثيقة وعهد من واقع الاختبار والتجربة والممارسة‏,‏ قدم خطة عمل مدروسة شملت احتياجات مصر من جميع الجوانب‏,‏ من منطلق خبرته ورؤيته ومعرفته بإمكانات مصر واحتياجاتها الأساسية‏,‏ وكأنه الطبيب العارف بالمرض والقادر علي تشخيصه وكتابة تذكرة العلاج الصحيح‏.‏ لقد بدأ برنامجه بالعلاج الجراحي لإزالة ورم قديم اسمه قانون الطواريء‏,‏ ومع أنه قد أعلن مرارا وتكرارا أن هذا القانون لا يطبق إلا في أضيق الحدود‏,‏ ولحماية أمن مصر واستقرارها‏,‏ إلا أنه ظل هذا القانون مبررا للانتقاد والشكوى وبصدور قانون مكافحة الإرهاب يغلق كل باب للشكوى والتذمر وسد الثغرات أمام من يسيء استخدام قانون الطواريء ويحمي من يستخدم ضدهم في غير استحقاق " .‏ وأضاف البياضي " ويستكمل الرئيس برنامجه الانتخابي وثورته السياسية‏,‏ بإعلانه عن رغبته الصادقة والجادة لتفعيل دور الأحزاب حتى لا تصبح أرقاما علي ورق‏,‏ فغالبية الشعب لا يعرف حتى أسماء تلك الأحزاب التي وصلت إلي سبعة عشر حزبا وكأننا ننفتخر بالأرقام ونعيش في أوهامها دون برامج حقيقية لغالبيتها‏,‏ وان وجدت فهي لمجرد استيفاء الشكل بهدف الحصول علي موافقة لجنة
الأحزاب‏,‏ ويتوقف الأمر عند صدورها وكتابة عناوينها ولافتاتها‏,‏ إننا لا نلوم كل اللوم هذه الأحزاب‏,‏ فربما كان المناخ السياسي لا يسمح كثيرا بالحراك السياسي لاسيما وإمكانات معظم الأحزاب محدودة ومقارها غير موجودة إلا في أماكن محدودة‏,‏ وها هو الرئيس يعلن صفارة بدء المنافسة الحقيقية بتفعيل دور الأحزاب حتى يثبت القادر منها ويسقط غير الجاد والشعب هو الحكم والفيصل لقبول السمين وعزل الغث منها‏,‏ حتى لا يظل شعارا دون فاعلية وخيالا دون وجود حقيقي‏.‏ وانتقل الرئيس من برنامجه السياسي إلي احتياجات شعبه‏,‏وكأنه قد زار كل بيت من بيوت الشعب واستمع إلي أنين العاطلين والمساكين والفقراء ومحدودي الدخل‏,‏ الذين انحنت ظهورهم أمام الأسعار الشرسة التي تلتهم دخولهم المحدودة‏,‏ فالمساكن أصبحت أحلاما للشباب المقبل علي الزواج‏,‏ وأسعار مواد البناء ترتفع ولا يجد أصحاب البيوت بدا من رفع أسعار الوحدات السكنية‏,‏ وصحيح أن مشروعات أسكان الدولة وخاصة مشروع الشباب قد قلل من حجم الأزمة‏,‏ إلا أنها مازالت باقية ومؤلمة‏,‏ وها هو الرئيس يشارك الشباب آلامهم ويعمل لتحقيق آمالهم‏,‏ ناهيك عن ارتفاع أسعار الدواء وفقر وقصور مستشفيات الدولة في أماكن كثيرة وخاصة الريفية منها‏,‏ وعن الدروس الخصوصية التي أصبحت أنين كل بيت مصري وتدني معاشات المسنين والأرامل‏,‏ نعم لقد وضعت يا سيادة الرئيس يدك علي موضع الداء‏,‏ وكتبت بيدك سبل الدواء بقصد الشفاء‏,‏ ولم تكتف بالدعاء مع أهميته‏,‏ بل تعهدت أمام شعبك بأن تكون الدورة المقبلة فترة إصلاح حقيقي مؤثر يحقق الأمن والأمان ويفتح أبواب الحرية ويرسخ قواعد بنيان الديمقراطية‏.‏ وفي عهدك يا مبارك ننتظر مولد فجر جديد يضاف إلي تاريخ مصر المجيد‏,‏ ومهما تكن زوابع الحقد تحاول طمس المسيرة قبل انطلاقها‏,‏ لكننا نؤمن بأن الله قادر أن يحفظ مصر حرة أبية في وحدة شعبية تحت علم مصر وبقيادتكم‏,‏ فسر علي بركة الله‏,‏ وفي السابع من سبتمبر ستري شعبك مؤيدا وواثقا ومقتنعا بكل جزء من برنامجك وعلي بركة الله تسير‏,‏ فما خاب من اتكل عليه وترجي رضاه وعمل خيرا لصالح شعبه ووطنه‏,‏ بل والإنسانية جمعاء‏ ".‏ نتحول إلى صحيفة " الأهرام " ، حيث اعتبر عاطف الغمري " أن اخطر ما أظهرته جريمة الارهاب أخيرا هو قدرتها علي جذب عناصر جديدة بإقناعها بأفكار تنظيم القاعدة‏,‏ وخلاياه النائمة‏,‏ ومنها ما هو مرتبط بها عضويا‏,‏ ومنها ما افرزه مناخ من الإحباط شكلته ظروف محلية‏,‏ وظروف خارجية‏.‏ لهذا ينبغي ان تبدأ وسائل مواجهة الإرهاب إطفاء شعلة جاذبية فكر الإرهاب‏,‏ في نظر الأجيال اللاحقة التي يتم استقطابها وتجنيدها‏.‏ ان بناء الاساس للتكوين العقلي والوجداني للفرد يتم خلال الفترة من ست سنوات الي ثماني عشرة سنة‏,‏ وهو بناء تشارك فيه المدرسة‏,‏ والأسرة‏,‏ والدولة‏.‏ ولما كان تدهور العملية التعليمية في مصر‏,‏ أصبح أمرا لا يخفي علي أحد‏,‏ فإنه من هنا تكون البداية‏,‏ بثورة تعليمية جريئة يقودها فكر خلاق وشجاع‏,‏ وليس مجرد خطوات إصلاح‏,‏ فلا صلاح لما فسد‏.‏ لقد انكمشت الحركة التعليمية التنويرية وحوصرت في العملية التلقينية داخل جدران الفصول وسلخت عنها بقية مكوناتها اللازمة من النشاطات الثقافية والأدبية والفنية التي تطلق الطاقات‏,‏ وتشكل الشخصية الاستقلالية‏,‏ وليست الشخصية الخاوية التي يسهل التلاعب بعقلها‏,‏ وشحن فراغه التي عملت العملية التعليمية علي جعله فراغا‏.‏ ثم حين ينهي الفرد مرحلة التعليم‏,‏ فهو ينتقل إلي بيئة من الإحباط المكثف‏,‏ فلا مستقبل ولا وظيفة‏,‏ ولا فرصة طبيعية لتكوين أسرة‏,‏ ولا دور له في هذا المجتمع‏,‏ وهنا يسهل لمن اهتز توازنهم أن يقعوا في يد من يقدمون له دورا‏..‏ حتى ولو كان دور التدمير والقتل وإزهاق الأرواح‏.‏ ثم أنه لا يتحرك إلا في دوائر محبطة‏,‏ فأسرته ذاتها في حالة إحباط سواء تأثرا بظروفه‏,‏ أو بظروفها‏,‏ وكل يغذي الآخر من إحباط إلي إحباط‏.‏ ولا حصار لهذه الحالة وتجفيف منابعها‏,‏ إلا باستئصال الجذور التي أنبتت ما هو ظاهر علي السطح‏,‏ وجعل المجتمع بكل فئاته وأفراده يشعر أن الفرص متاحة للجميع بالتساوي‏,‏ الفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية‏.‏ وأوضح الغمري أن ما سبق " يرتبط بالتأصيل الحقيقي للديمقراطية والحريات‏,‏ التي تجعل المجتمع ككل شريكا فعليا في صناعة القرار‏,‏ والتأثير عليه‏,‏ والأخذ بمطالبه كرأي عام له مطالب جماعية‏,‏ تعبر عنه‏,‏ وليس التنكر لها‏,‏ أو التصرف عكس ما يرضاه‏.‏ ومن المهم الإيضاح بأن هذا لا يعني أن الإحباط يقود كل المحبطين ليتحولوا إلي إرهابيين‏,‏ إنما الإحباط مناخ ينعكس أثره بأشكال متفاوتة علي الخاضعين له‏,‏ فقط أفراد أو قلة تفقد في ظله اتزانها الإنساني‏,‏ فتتقطع روابطها بالناس والمجتمع وبنفسها وبكل ما هو إنساني‏.‏ عندئذ يكون السؤال‏:‏ من أين نبدأ؟ وكيف نبدأ؟ وأي بداية لا يجب أن تكون في فرع أو قطاع دون آخر‏,‏ بل أن تكون حركة جماعية شاملة في كل القطاعات‏,‏ لا تترك خللا أصيلا‏,‏ أو أي عوارض مرضية مزمنة‏,‏ دون أن تكتسحها في إطار مشروع شامل اقتصادي سياسي أمني ثقافي‏.‏ يبقي عدم إغفال الوجه الآخر للظاهرة‏,‏ وهو أن الإرهاب ليس صناعة محلية‏,‏ وأن كانت أسباب إنباته كذلك‏,‏ لكنه نتاج هذا بالمشاركة مع أسباب خارجية‏,‏ تعمل علي تغذيته بمكونات الحياة والانتشار والشراسة‏,‏ لكن هذا موضوع آخر " .‏ نبقى في إطار نفس الموضوع ، لكن ننتقل إلى صحيفة " الأخبار " الحكومية ، إذ اعتبر عصام حشيش أن " ما جري في شرم الشيخ وقبلها في الأزهر وميدان التحرير يؤكد أننا نفتقر إلي "مصدر آمن" يعرض علينا الدين الصحيح بكل ما فيه من سماحة ورحمة، ويبين لنا الحلال والحرام، والصواب والخطأ في علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين.. فالدين غائب في الشارع والمدرسة والنادي ولا يكفي "حديث الروح" خمس دقائق علي الشاشة الصغيرة قبل أذان العشاء لتعديل الأفكار الفاسدة وتوجيهها إلي طريق السلامة. لذلك أعتقد أن الوقت جاء لإنشاء "قناة تليفزيون دينية مصرية" متخصصة مثل قناة "اقرأ" التي يتابعها الناس بشغف ويقبلون عليها بحرص شديد.. لدينا قنوات متخصصة في كل شيء.. الدراما والرياضة والأغاني والمنوعات والثقافة والأسرة والأخبار وقناة متخصصة بالعبري والإنجليزي والفرنساوي وقنوات إقليمية لا أعرف عددها أنشأناها في ظل "الريادة الإعلامية".. لكننا نسينا في غمرة الانشغال أن نضيف قناة للدين تضبط إيقاع حياتنا وتخفف شدة ارتباطنا بالدنيا، لحساب الآخرة.. وأوضح حشيش " أننا لو أجرينا استبيانا بين الناس نسألهم هل تريدون قناة دينية تستثمر وجود الأزهر بكل علمائه وشيوخه الأجلاء وتستفيد من علم مفكرينا، وتغطي حاجات مجتمعنا.. لقال الناس جميعا: نعم.. ونريدها قوية متفتحة.. تناقش قضايانا بلا خجل، وتأخذ بأيدي شبابنا، إلي الدين الصحيح دون تشدد ولا مغالاة.. نريدها عصرية تأخذ بعين الاعتبار مكتسبات العلم والمعرفة وتراعي خصوصية المجتمع المصري وما طرأ عليه من ظواهر صحيحة أو فاسدة.. تناقش دور البيت والمسجد والنادي والمدرسة لإقامة مجتمع سليم متماسك قادر علي مواجهة الأزمات وعلي نبذ التطرف.. فمشكلتنا أننا صرنا نعيش بدون سقف.. انكشف أفق الطموح أمام معظم الناس.. كل واحد يريد أن يعيش دنيا كبيرة واسعة مليئة بالمتع والرفاهية دون أن تكون في أيدينا أدوات لتحقيق ذلك.. فأصبحت الحياة صراعا متواصلا بين المتاح والطموح.. ولم يعد الإنسان يجد فرصة لالتقاط الأنفاس ومراجعة الذات والتماس الشعور بالراحة أو السعادة " . ما طرحه عصام حشيش ، قوبل بمعارضة عنيفة وحادة من أحمد عبد المعطي حجازي في صحيفة " الأهرام " ، الذي تهكم قائلا " إذا كان لنا أن نتحدث عن مشروع قومي أنجزناه خلال العقود الثلاثة الماضية فهذا المشروع ليس مضاعفة الدخل القومي‏,‏ وليس محو الأمية‏,‏ وليس تحديد النسل‏,‏ وليس إصلاح التعليم أو امتلاك تكنولوجيا العصر‏,‏ وإنما هو تديين الحياة في كل مجالاتها العامة والخاصة‏,‏ وكل شئونها الجليلة وتفاصيلها الصغيرة‏.‏ نحن لا نأكل الآن إلا بفتوى‏,‏ ولا نشرب إلا بفتوى‏,‏ لا نلبس إلا بتصريح من رجال الدين ولا نخلع إلا بتصريح منهم‏,‏ لا ننطق ولا نسكت‏,‏ لا نشتري ولا نبيع‏,‏ لا نحب ولا نكره‏,‏ لا نضحك ولا نبكي‏,‏ لا نرحل ولا نقيم إلا بفتوى‏,‏ كأنما لم يعد لشئ في الحياة إلا هذان الوجهان‏:‏ الحلال‏,‏ والحرام‏,‏ وكأن هذا الأساس الديني هو الأساس الوحيد الذي نميز به بين الأشياء والأعمال والصفات‏,‏ فليس من حقنا الآن أن نقول عن تصرف إنه لائق وعن تصرف آخر إنه معيب‏,‏ وليس من حقنا أن نفرق بين صالح وطالح‏,‏ وبين نافع وضار‏,‏ وأن نصف شيئا بالجودة وآخر بالرداءة‏,‏ ووجها بالقبح ووجها بالجمال‏,‏ وسياسة بالحمق وأخري بالحكمة‏,‏ ونظاما بالديمقراطية ونظاما بالطغيان‏!‏ . والأزياء لم يعد لنا الحق في تصميمها واختيار ما يعجبنا منها‏,‏ لانها ليست مجالا للاختيار‏,‏ وليس من حقنا أن نفضل زيا علي زي لانه أجمل أو أخف أو أنسب لنشاط دون نشاط وظرف دون ظرف آخر‏,‏ فما نلبسه في حمام السباحة أو ملعب التنس لا نظهر به في الشارع أو في سرادق العزاء‏,‏ وما نقابل به الوزير لا نقابل به الخفير‏,‏ وما نطلبه في ساعة التحفظ نهجره في ساعة الانطلاق‏.‏ هذه الاعتبارات لم يعد لها دخل أو تأثير في اختيار الزي‏,‏ وإنما علينا أن نلتزم الفتوى في حدها الادني الذي نتعرف فيه علي وجوهنا‏,‏ أو في حدها الأقصى الذي لا نري فيه إلا سوادا في سواد‏!‏ وأضاف حجازي أنه " حتى العلم الذي نعرف انه عمل العقل الإنساني‏,‏ وأنه لا وطن له ولا دين‏,‏ وأن علينا أن نطلبه ولو في الصين حتى هذا النشاط العقلي الذي يتفق فيه كل البشر يدعو بعضهم لأسلمته أي تحويله إلي علم مسلم أو علم إسلامي‏,‏ وبما أن المسلمين أغلقوا منذ قرون باب الاجتهاد‏,‏ وكفوا عن ممارسة النشاط العلمي الذي انكب عليه الأوروبيون منذ عصر النهضة إلي الآن فحققوا فيه ما لم يتحقق من قبل‏,‏ وأقاموا عليه الحضارة الحديثة التي نعيش فيها متطفلين مستهلكين بما أن العلم لا يزال حتى اليوم نشاطا مقصورا علي غير المسلمين فالعلم كله كافر‏,‏ إلا إذا رأي بعضهم أن يطلق لحية الفلك‏,‏ أو يضع علي رأس الفيزياء عمامة‏!‏ لقد استبعدنا إذن من حياتنا كل ما حصلناه فيها من خبرات‏,‏ وما أدركناه من حقائق‏,‏ وما استخلصناه من دروس‏,‏ ولم نعد نحتكم إلا للنص الديني أو لمن يؤولونه بالحق أو بالباطل ليوسعوا معناه ويبسطوا سلطانه والحقيقة أنهم يبسطون سلطانهم هم علي الحياة كلها‏,‏ فهو المرجع الوحيد الذي لا نحتاج معه إلي القانون الطبيعي وهو الفطرة المركبة في كل مخلوق‏,‏ ولا إلي القانون الوضعي الذي تطمئن له العقول الراجحة والأذواق السليمة‏.‏ وأضاف حجازي أنه " من الطبيعي وقد أصبح الدين مرجعنا الوحيد أن تظهر هذه الجماعات المتطرفة التي لا تعرف معني للوطنية أو الديمقراطية أو العلم أو حقوق الإنسان‏,‏ وتريد أن تجعل الدين دولة وسياسة وقانونا واقتصادا‏,‏ فلا مفر من أن تتصارع مع العصر الذي يرجع في معظم شئونه للعلم والعقل والمصلحة والتجربة‏.‏ وفي هذا الصراع غير المتكافيء تلجأ هذه الجماعات للعنف والإرهاب‏!.‏ ولاشك أننا نحتاج للنص الديني حتى نؤدي واجباتنا الدينية علي الوجه الصحيح‏,‏ لكن واجباتنا الأخرى كثيرة وإذا كان الإنسان لا يحيا بالخبز وحده‏,‏ كما يقول المسيح عليه السلام فهو لا يحيا أيضا بالصلاة وحدها‏.‏ والاعتدال فضيلة من فضائل الإسلام الذي يأمر أتباعه بألا ينسوا نصيبهم من الدنيا وأن يعملوا لدنياهم كأنهم يعيشون أبدا‏.‏ لم نعد نعيش في العصور الوسطي‏,‏ ولم تعد ثقافتنا محصورة في علوم الدين‏,‏ فكيف نفسر هذه العودة لتديين الحياة هل هو الشعور بالعجز والترفع معا إزاء القوي الاستعمارية الغربية التي امتلكت كل شيء ماعدا الضمير‏,‏ بينما فقد المسلمون كل شيء ماعدا إيمانهم بأنهم أصحاب حق مهضوم؟ وهل نبرأ من هذا الشعور ونسترد ثقتنا في أنفسنا وفي المستقبل‏,‏ أم أننا قررنا العودة إلي العصور الوسطي؟‏.‏ وهل هذه العودة ممكنة؟ هل نجد أبواب العصور الوسطي مفتوحة علي مصاريعها‏,‏ أم نجدها مغلقة في وجوهنا فلا مفر من أن نعود إلي العصور الحديثة من جديد؟ " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة