نبت شارب صالح مبكراً فظل يعتنى به حتى أطلق عليه أصدقاؤه لقب «أبو شنب» ولازمه هذا اللقب وأصبح كلمة السر فى تجارته المحرمة التى مارسها فى قرى مركز كوم أمبو بأسوان حتى سقط مؤخرا فى قبضة رجال لا تعرف عيونهم النوم من أجل أن يعيش المواطنون فى أمن وأمان. نشأ صالح فى هذه بيئة خصبة مفعمة بعالم الإجرام، ومع خروجه للدنيا كان أبوه قد بلغ منتصف العقد الرابع من عمره وقد أرهقته مشاغل الحياة واحتياجات عائلته التى كانت تضم 5 أبناء، فحفرت الهموم على ملامح وجهه علامات تشير إلى أن عمره أكبر من ذلك بكثير. ومع انشغاله بتدبير نفقات كل يوم لم يعر الأب اهتماما بمولوده الجديد واستمر هذا الإهمال قائما بمرور السنوات بسرعة البرق حتى بدأ صالح يدخل فى سن المراهقة الخطرة، وفى هذه المرحلة انحرف نحو عالم الشر وارتمى فى أحضان مجموعة من قرناء السوء كانوا يجتمعون مساء كل يوم فى جلسات المزاج والدخان الأزرق، بينما الشيطان يستمتع بما يرتكبونه من خطايا وذنوب. ولأنه كان بلا عمل دائم فقد ضاقت الحياة بصالح الذى أصبح مطالبا كل يوم بالمشاركة ماليا فى جلسات المزاج، وبمرور الأيام شعر بأنه شخص غير مرغوب فيه من أصدقائه فخرج وبداخله إصرار على أن يعود وهو إمبراطور يمتلك المال والجاه، وكان أول الأبواب التى طرقها باب النشل الذى احترفه لسنوات وبعد أن أمسك بين يديه مبلغا من المال غير من بوصلته الإجرامية إلى عالم المخدرات الذى اشتهر فيه بلقب «أبو شنب». ومع توسع نشاطه وذياع صيته، فتح رجال مباحث كوم أمبو ملف «صالح » أبو شنب الذى كشفت معلومات ملفه أنه تحول بعد اختفاء دام سنوات من النشل إلى تجارة البانجو، فظل تحت الرقابة المشددة حتى سقط فى 12 قضية متنوعة، فتحت له أرشيفا جنائيا ضم القديم والجديد معا، ومع هذا لم تكن تلك القضايا رادعة لأبو شنب الذى ما أن يفلت من قضية حتى كان يعود أشد شراسة وعنفا. ومن خلال توجيهات اللواء نائل رشاد مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسوان بملاحقة المطلوبين السابق ضبطهم واتهامهم من أرباب السوابق والمسجلين جنائيا، لفت ملف صالح انتباه اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية، وعلى الفور كلف المقدم صالح عبد الحليم رئيس مباحث مركز كوم أمبو بإجراء التحريات المكثفة عن نشاطه. حيث قام فريق ضم النقباء مراد الليثى وأحمد الهجرسى وكريم محمود وأحمد مسعد بجمع المعلومات حول أبوشنب، وخلال يومين دلت التحريات على أن الصيد المستهدف لايزال يمارس نشاطه فى تجارة البانجو وأنه يقوم بممارسة ترويجه ليلا اعتقادا منه بأنه سيكون بمنأى عن عيون رجال المباحث، وبعد استصدار إذن النيابة وتقنين الإجراءات تم تحديد ساعة الصفر، حيث تحركت مأمورية أمنية تمكنت من القبض عليه وبحيازته 2 كيلو بانجو كان يتأهب لتسليمها لعملائه المدمنين.