تمرد علي أهله ورفع راية العصيان ضد كل من استنكر تصرفاته الشريرة وكأنه يصر علي الانتقام من نفسه حتي قاده سلوكه الإجرامي للسقوط متلبسا بحيازة كمية من البانجو أثناء قيامه بتوزيعها داخل مركز كوم أمبو بأسوان. سيناريو مشوار أحمد الذي بلغ عامه السادس والعشرين منذ أيام كان حافلا بالمطبات, فلم تكن ظروف الولد الشقي الذي خرج إلي الدنيا في ليلة من ليالي شتاء عام1993 مثل ظروف أقرانه,والده العامل البسيط بإحدي قري مركز كوم أمبو كان يخرج كل صباح ملقيا همومه علي الرزاق العليم لعله يعود في نهاية اليوم بما يكاد يسد أفواه أسرته بينما الولد الصغير كان ناقما علي أقرانه ممن في مثل سنه الذين يعيشون حياة الرفاهية. وبسبب هذه الظروف الصعبة تولد لدي أحمد الضغينة والحقد والكراهية للمجتمع وبدأت جينات الشر تنمو وتظهر علي ملامحه, فصار مصدر قلق لأهله الذين لا يكاد يمر يوم إلا ويتلقون شكوي من الجيران حول سلوكه العنيف. وبمرور الشهور والسنون كبر الولد وأصبح في مرحلة المراهقة التي إما أن تنقله خطوة جديدة نحو بناء إنسان صالح أو طالح, ومع إهمال أبيه وعدم وعيه اختار الشاب الطريق الثاني حتي يثبت للجميع قوته وقدرته علي الوصول إلي عالم الأثرياء, فانحرف عن مساره التعليمي واضعا قدمه علي أول طريق الحرام. ومع بداية المشوار وبلوغه سن التاسعة عشرة كان لشلة السوء التي ارتمي في أحضانها مفعول السحر في تغيير مساره تماما, حيث بدأت في الربط بينه وبين أحد تجار السموم البيضاء المعروفين بترويج البانجو والحشيش والأفيون, وبقلب من حجر لا يعرف الخوف استهل أحمد مشواره بكل هذه الأصناف التي كان يضعها في كرتونة ويبيعها للمدمنين جهارا نهارا حتي اكتسب صيتا وشهرة لتصبح أبو كرتونة هي كلمة السر في معاملاته واتصالاته مع تجار الكيف والعملاء حتي رصدته عيون رجال المباحث. ومن خلال المعلومات التي توصل لها رجال مباحث مركز كوم أمبو بقيادة المقدم صالح عبد الحليم, تم رصد تحركات أحمد وبؤر اختبائه, ومن خلال التحريات التي قام بها رجال الشرطة السريين تبين أن أبو كرتونة يقوم مابين حين وأخر بزيارة أهله في جنح الليل التحريات للواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان, تم تكليف فريق من رجال المباحث ضم كلا من الرائد وليد كمال معاون مباحث مركز كوم أمبو والنقباء مراد الليثي وأحمد هجرس ومحمد سعد, وفي توقيت محدد تم مداهمة المتهم الذي فوجيء برجال الشرطة وهم يلقون القبض عليه متلبسا ب2 كيلو بانجو وسلاح ناري فرد خرطوش, وأمام النيابة العامة لم يستطع أبو كرتونة الإنكار ليقرر المحقق حبسه4 أيام علي ذمة التحقيقات.