من الواضح أن المستقبل القريب يحمل لنا كثيرًا من المفاجآت فى ظل الاعتماد العالمى المتزايد على الذكاء الاصطناعى، والاستثمار فيه وأصبح فى حكم المؤكد أن هناك الكثير من الوظائف سوف تختفى فى الأجل القريب، ويتم «أتمتتها» والأرقام تبشرنا بأن 60% من الوظائف مؤهلة لأن تتم بتقنيات الذكاء الاصطناعى، وهو ما يعنى مثلًا أن 44% من ساعات العمل فى دولة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تتم أتمتتها. هذا الكابوس المرعب يهددنا جميعا بأن نجلس فى بيوتنا، بما يعنى تغيرات اجتماعية واقتصادية حادة، فمنذ الثورة الصناعية والإنسانية تعزز من قيم المهارات والخبرات التى يجب أن يتسلح بها الشخص، فهى التى تحدد موقعه الاجتماعى والمالى فى محيطه، هذه الصورة النمطية التى استقرت وتعززت فى المائتى عام الأخيرة، اهتزت وأصبحت محل مراجعة وتشكيك بسبب ما نحن مقدمون عليه وبأسرع مما نتخيل.. ففى الوقت الذى أصبح حديث ال (AI) يتردد على ألسنة العامة فى عالمنا العربى، أصبح هناك حديث أوسع فى الغرب عن الغول الأقوى والأكثر خطورة وهو (AGI)، ففى الذكاء الاصطناعى التوليدى تقوم الآلة التى يتم تدريبها وتوجيهها بعمل مهام بشرية، أما فى (AGI) فالوضع أكثر خطورة، حيث تتحدث آلة تدار بالذكاء مع أخرى تدار بالذكاء وتتخذان القرار، من دون الرجوع إلى بشر، فقط نحن نتفرج على النتائج، تخيل مثلًا أن تقوم حرب بين بلدين لأن برامج ارتأت فى سلوك برامج من دولة أخرى سلوكيات اعتبرتها عدوانية، فكان القرار بإطلاق صواريخ مرتبطة بالمنظومة. الصورة ليست بهذه القتامة، فالذكاء الاصطناعى يحمل فى طياته أملا فى المستقبل ولكن غير القريب، حيث تتحدث الأرقام عن 170 مليون وظيفة قد يخلقها هذا الغول، وسوف يضيف ما بين 15٫5 الى 22٫5 تريليون دولار للاقتصاد العالمى، شريطة أن نؤمن بالواقع الجديد ونتقن لغته وأدواته، وإلا فلا تلومن إلا نفسك.. المجال لم يعد حكرًا على الكبار، يكفى أن تعلم أن هناك أطفالًا، أكرر أطفالًا، أسسوا شركات وأصبحوا أصحاب رؤوس أموال بملايين الدولارات بسبب ال(AI) للأمانة من الأشياء التى تستحق أن نرفع لها القبعة، ما تقدمه وزارة الاتصالات من برامج فى هذا المجال أغلبها مجانى لكل الشرائح العمرية، ولكافة التخصصات .