ذاق رجب لذة المال الحرام وأغرته الدنيا بعد أن منحه الله بسطة في الجسد والذكاء فكان محل حسد من أقرانه فسار في طريق الشر وأصبح من أباطرة الإجرام في مركز كوم أمبو إلي أن كانت نهايته في القضية رقم31. ذاق رجب لذة المال الحرام وأغرته الدنيا بعد أن منحه الله بسطة في الجسد والذكاء فكان محل حسد من أقرانه فسار في طريق الشر وأصبح من أباطرة الإجرام في مركز كوم أمبو إلي أن كانت نهايته في القضية رقم31. نشأ رجب الذي بلغ من العمر منتصف الخمسينيات في قرية من القري المعروفة بمركز كوم أمبو, حيث لا تخلو هذه القرية من المتعلمين وحفظة القرآن, لذا حرص أبوه علي أن يلحقه بكتاب قريته لعل التقوي والصلاح تغرسان فيه, لكن سرعان ما بدأت جيناته الشريرة تبدو علي تصرفاته التي كانت تشعل الصراعات والمشاجرات مع أقرانه بسبب وبدون سبب. مبكرا, بدت ملامح المراهقة تبدو علي جسده القوي الذي لم يكن ليعبر علي الإطلاق عن سنه الصغير, فلم يتعامل والده مع حالته كما ينبغي فالولد ظهرت عليه علامات الرجولة بينما كان الأب مصرا علي معاملته كصبي صغير الأمر الذي فجر العديد من الخلافات بينهما. بمرور الشهور والسنوات, لجأ الأب المهموم بمشكلات ولده إلي كبار العائلة لعلهم يردوه عن سلوكه حتي أعلن بعدها يأسه من تقويمه فتركه يلاطم أمواج الحياة بعيدا عن دوار العائلة. التصق رجب بمجموعة جديدة من أصدقاء الشيطان في سن العشرين فرسموا له طريقا آخر في الحياة مستغلين قوته البدنية وعقليته الشيطانية فاستغلوه في الترويع والإتجار في السموم البيضاء مقابل أن يتقاسم الجميع حصيلة المال الحرام. بعد سنوات اشتاق رجب إلي مهنته القديمة التي شغفها حبا كمزارع محترف لدي واحد من كبار مزارعي قصب السكر, ولكن لم يستقر طويلا في هذا العمل الذي لم يكن كافيا لتوفير ملذاته, ليقرر البدء في مرحلة الإجرام الحقيقي التي انطلقت من خلال اتصالاته وعلاقاته بكبار تجار البانجو بإحدي المحافظات المجاورة لأسوان. شيئا فشيئا, ذاع صيت رجب بين المدمنين وكان لا يرد طلبا لمن يحتاجه سيفا ودرعا له في مشاجرة أو عملية انتقام حتي حفل السجل الإجرامي لرجب بالعديد من القضايا التي تم ضبطه فيها بلغت ذروتها في أحداث يناير2011, وفي كل قضية مثل فيها أمام جهات التحقيق كان يخرج كالشعرة من العجين علي ذمة محاكمته فيما بعد, حتي تفنن في الهروب من القضايا الواحدة تلو الأخري ليبلغ عددها30 قضية. في غضون ذلك, لم يكن نشاط رجب الإجرامي وسجله الزاخر بعيدا عن عيون رجال المباحث التي ترصدته ولكن لصعوبة اختراق مزارع القصب التي كان يتخذها حصنا حصينا له للاختفاء نهارا وفشلت كل محاولات ضبطه, حتي دلت المعلومات التي توصل إليها المقدم صالح عبد الحليم رئيس مباحث مركز كوم أمبو علي تردده داخل إحدي القري القريبة من المركز لممارسة نشاطه في بيع المواد المخدرة, وعلي الفور وضع رئيس المباحث كل التحريات أمام اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان الذي أخطر اللواء نائل رشاد مدير الأمن, فتوجهت حملة مكبرة إلي حيث مقصد الهدف لإسقاطه وتقديمه إلي العدالة, وهناك وفي سرية تامة تمت مداهمة وكر رجب الذي فوجئ برجال المباحث وهم يلقون القبض عليه وبحيازته سلاح ناري عبارة عن فرد روسي و2 كيلو بانجو معدة للتوزيع, وفي ديوان المركز جلس رجب وحيدا وهو يستعيد ذاكرته وسيناريو ما ارتكبه من جرائم منتظرا مصيره الأسود في مشوار حياته الذي اختتمه بالقضية31 جنايات.