الاسم مصطفي والفعل بقرة... هكذا أطلق أهل إحدي قري مركز كوم أمبو في أسوان هذا اللقب علي الشيطان الصغير الذي ورغم أن سنه قد تجاوز الثانية والثلاثين بأيام إلا أنه فعل ما لا يفعله أعتي المجرمين, بارتكابه جرائم علي كل شكل ولون, حتي وصل عدد القضايا المطلوب علي ذمتها إلي29 قضية وكأنه كان يرتكب جريمة مع كل عام منذ ولادته الشيطانية. حكاية بقرة مع عالم الإجرام حكاية طويلة, حيث نشأ في نبت إجرامي محاط بأوكار الشياطين داخل قرية لا تعرف الهدوء, فأتبع من الشر منهجا وسار علي درب محفوف بالمخاطر حتي سقط غير مأسوفا عليه بين يدي العدالة. بدايته كانت مثل بداية كل مجرم, عنوانها غياب القدوة الطيبة واستعدادات جيناته الوراثية لتقبل أي فعل شيطاني والهروب بالطبع من مدرسته التي التحق بها في سنوات عمره الأولي, فلم يكمل تعليمه الأساسي وكان بعبعا لأقرانه في القرية حتي ظهرت ملامح الرجولة علي وجهه ليتجه بعد ذلك للعمل في الزراعة تارة وفي الأعمال اليدوية تارة أخري, حتي ساقه قدره الأسود وهو في مرحلة المراهقة إلي شلة فاسدة قادته إلي المخدرات والسرقات وما شابه ذلك مستغلة قوة بنيانه التي منها اكتسب شهرته تحت مسماه الجديد بقرة. ومع ضيق ذات اليد وعزوف الأهالي عن طلبه للعمل في أي مكان خوفا ورعبا منه كان ولابد وأن يبحث عن البديل الذي يوفر من خلاله لزوم الكيف والمزاج, فعاد لاستشارة شلة السوء التي لم تسد له النصيحة السوية ليبدأ معها أولي خطواته الإجرامية. ومع كل صباح داخل القرية كان بقرة اسما تلوكه ألسنة أهلها, فمنهم من كان يتوجس خيفة في الإبلاغ عنه خوفا من انتقامه, ومنهم من كان كافيا خيره علي شره, خاصة في الفترة التي كان الأمن يتعافي فيها رويدا رويدا حتي حانت ساعة الصفر التي سقط معها. جرائم مصطفي. أ الشهير ببقرة كان البعض يعتقد أنها خافية عن عيون لا تنام من رجال الشرطة إلا إنها لم تكن كذلك, فكل جريمة وكل خطوة يقدم عليها كانت تحت رادار الأجهزة الأمنية التي كثيرا ما طاردته وكثيرا ما استطاع الإفلات منها, باتخاذه العديد من المخابيء سواء في دروب الجبال المحيطة بمركزي كوم أمبو و نصر النوبة أو داخل زراعات القصب التي تعد أحد أخطر ما يأوي عتاة الإجرام في الصعيد. ومع استمرار الملاحقات الأمنية والمحاولات المتواصلة من بقرة للهروب, وضع مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد خطة محكمة لإسقاطه, خاصة بعد أن نجحت مديرية أمن أسوان في نشر العديد من رجال المباحث السريين حول محيط القرية والمناطق دائم التردد عليها وفور وصول المعلومة الأكيدة عن تواجد بقرة في قرية مجاورة لقريته توجهت قوة أمنية تحت إشراف اللواء عمر ناصر مدير أمن أسوان مدعمة بتشكيل من الأمن المركزي إلي وكره, ورغم إبلاغه بقرب السقوط من ناضورجيته, إلا أنه فقد اتزانه في لحظة وفكر بتفكير البقر ليصبح اسما علي مسمي محاولا الهروب مرة عاشرة, ولكن في هذه المرة لم يسعفه الوقت لينقض عليه رجال الأمن ويتم اقتياده إلي ديوان مركز كوم أمبو وبحيازته سلاحا ناريا عبارة عن فرد خرطوش ومايقرب من ربع كيلو حشيش. وفي داخل المركز وفي المحضر533 إداري كوم أمبو تم مواجهته بالمضبوطات التي أقر بحيازتها بقصد الإتجار والدفاع عن النفس, ليسوقه بعد ذلك رجال المباحث إلي بيت العدالة لمواجهة مصيره في29 قضية مطلوب علي ذمتها آخرها القضية رقم1462 لسنة2015 لتنتهي حكاية بقرة التي لم تعرف سوي الإجرام.