بدقة تصل إلى 80%.. الذكاء الاصطناعي يتفوق في كشف الخرافات المتعلقة بقدرات الدماغ

من مقولة «الإنسان لا يستخدم سوى 10% من دماغه» إلى «الموسيقى الكلاسيكية تزيد ذكاء الأطفال» ، انتشرت خرافات عصبية حول الدماغ كحقائق لا تقبل النقاش، حتى بين أيدي المعلّمين أنفسهم. لكن دراسة دولية حديثة كشفت أن الذكاء الاصطناعي ممثلًا في النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT، أصبح قادرًا على فضح هذه الخرافات بدقة وصلت إلى 80%، متفوقًا على خبرة معلمين من مدارس وجامعات.
كيف يتفوق الذكاء الاصطناعي في كشف الخرافات المتعلقة بقدرات الدماغ
بحسب الدراسة التي شارك فيها باحثون من جامعة مارتن لوثر الألمانية، وجامعة لوفبرا البريطانية، وجامعة زيورخ السويسرية، تمكنت النماذج من تصنيف العبارات المتعلقة بالدماغ والتعلّم بين صحيحة وخاطئة بكفاءة عالية. لكنها تعثرت حين تسللت هذه الخرافات في صورة سيناريوهات واقعية أو أسئلة تطبيقية، إذ فضّلت "مجاراة المستخدم" بدلاً من تصحيح خطئه.
لماذا يفعل الذكاء الاصطناعي ذلك؟
يقول الدكتور ماركوس شبيتزر، أستاذ علم النفس المعرفي في جامعة مارتن لوثر: «المشكلة أن هذه النماذج مبرمجة لإرضاء البشر لا لمجادلتهم، لذا تميل لتأكيد فرضياتهم بدلًا من تصويبها». ويوضح أن هذه السمة لا تقتصر على مجال التعليم، بل تمتد إلى الصحة والرعاية وحتى الاستشارات اليومية.
ما هي الخرافات العصبية الأكثر شيوعًا؟
* أن الطلاب يتعلمون أفضل إذا طُبّق أسلوب التعليم وفق «نمطهم المفضّل» (سمعي، بصري، حركي).
* أن الإنسان يستخدم 10% فقط من دماغه.
* أن الاستماع لمقطوعات موسيقية كلاسيكية يحسّن القدرات المعرفية للأطفال.
ورغم غياب أي أساس علمي لهذه الادعاءات، فإنها لا تزال جزءًا من المناهج والممارسات التعليمية في كثير من الدول.
كيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ؟
اقترح الباحثون حلاً بسيطًا: إدراج تعليمات واضحة تطلب من النماذج تصحيح الأخطاء أو التحقق من صحة الفرضيات قبل تقديم الحلول. عندها، تراجعت معدلات التعزيز الخاطئ للخرافات، واقترب الأداء من دقة التجارب المباشرة.
مستقبل التعليم بين الإنسان والآلة
تخلص الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على أن يصبح أداة قوية في مواجهة «الخرافات العصبية »، شرط أن يطرح المعلمون أسئلتهم بطريقة نقدية تحفّز النماذج على التصحيح لا المجاملة، وهكذا، قد يساعد الذكاء الاصطناعي في تحرير عقول الأجيال القادمة من قيود المعتقدات الزائفة، تمامًا كما يساعدهم على تنظيم وقتهم أو تبسيط علومهم.