اتخذ "المواطن" من عمله ستاراً لنشاطه الإجرامي في تجارة المخدرات عقد العديد من الصفقات ونجح في ترويج سمومه بين عملائه من أصحاب المزاج مدمني الصنف وحقق ارباحاً كبيرة دفعته للاستمرار في تجارته من أجل الأموال التي يجنيها واختار أن يتخصص في تجارة مخدر الصفوة "الهيرويين" لما يحققه من أرباح ومكاسب كبيرة يحقق بها أحلامه في الهروب من قاع المدينة التي يسكنها مع الفقراء.. لينتقل إلي الحياة مع أهل القمة من رجال الأعمال وأصحاب الثروة والجاه. أدمن "الموظف" عمله في تجارة المخدرات التي رأي فيها انقاذا له من حياة الكفاف التي يعيشها علي راتبه الصغير الذي لا يكفي نفقات أسرته أو حتي مصاريفه الشخصية وأصبح لا يستطيع الابتعاد عن طريق الشيطان الذي سلكه لأنه أصبح لا يتحمل حياته السابقة ولا يرضي هجر حياته الجديدة وعالمه الذي صنعه بنفسه. فرغم ضبطه واتهامه في إحدي القضايا وصدور حكم جنائي ضده بالمؤبد إلا أنه تمكن من الهروب لكنه لم يبتعد عن عالم الإجرام فقد استمر في ممارسة نشاطه الاجرامي وتجارة الصنف الذي تخصص فيه وهو مخدر "الهيروين" لكنه حاول اخفاء نشاطه بالابتعاد بتجارته عن محل اقامته أو ممارسة نشاطه فيه بل راح يبحث عن تجار التجزئة ليوزع بضاعته بينهم. وتعددت جولاته بين الوكر الذي يختبئ فيه بمنطقة سيدي جابر وبين حي مينا البصل حيث يحصل علي بضاعته من بعض التجار الذين يتعامل معهم ويوفرون له بضاعته المفضلة ليقوم بالانتقال إلي المنطقة التي يختبئ فيها ليروج سمومه بين صغار التجار بها مستغلاً عدم معرفة الجيران بنشاطه أو بهروبه من السجن المؤبد. نجح "الطائر" في الهروب من رجال المباحث وتنفيذ الأحكام لفترة طويلة.. ونجح أيضاً في ممارسة نشاطه بعيداً عن عيون رجال المباحث كما نجح في عقد العديد من الصفقات حقق معها مكاسب كبيرة جعلته واحداً من كبار التجار واحتل مكانا في سوق المزاج بجودة بضاعته ورخص أسعارها بالإضافة لجهده في توصيلها إلي عملائه في محل اقامتهم أو مكانهم لممارسة تجارتهم. ظن أنه بعيداً عن الشبهات وأنه نجح في اخفاء نشاطه عن أجهزة الأمن وأن جولاته في عالم الإجرام تأتي بعيداً عن رقابة رجال الشرطة فزاد نشاطه واتسعت تجارته مع زيادة مكاسبه وتعددت جولاته الإجرامية وهو مطمئن إلي عمله راكناً إلي حيلته في اخفاء نشاطه ولم يدر أن نهايته ستكون في إحدي هذه الجولات التي يقوم بها وبحوزته مخدر "الهيرويين" الذي يتاجر فيه. بالفعل كما شاء حظه العاثر يسقط "الطائر" بالصدفة في "كمين المحور" بأحد منافذ مينا البصل وبحوزته كمية كبيرة من مخدر الهيرويين كان يخفيها في حقيبة ملابسه.. فتم ضبطه وبالكشف الفني عليه تبين هروبه من حكم جنائي صادر ضده بالحبس 25 عاماً غيابياً ليتم عرضه علي النيابة وتقرر حبسه 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيق بتهمة حيازة المخدرات والاتجار فيها كما اعترف بذلك في محضر الشرطة. ويتم الزج به خلف القضبان انتظاراً لمحاكمة جديدة بالإضافة إلي جريمته التي اقترفها في أيام هروبه ويقضي "الطائر" أياماً قاسية خلف القضبان وليال طويلة يعيشها وحيداً بين ظلمات زنزانته يتذكر فيها مشواره في عالم الإجرام وأحلام الثراء التي اكتشف أنها مجرد سراب قاده إلي الزنزانة ليجد أحلامه تنهار بين أقدامه ومستقبله يتحطم بين جدران زنزانته. ويتذكر أيضاً بدايته في طريق الإجرام.. وأصدقاء السوء الذين أغروه بالعمل معهم في توصيل الصنف إلي الزبائن مقابل نسبة من الأرباح.. وأيضاً يتذكر الطمع الذي دفعه للاستمرار علي درب الشيطان طمعاً في مكاسب تجارته ويستقل عن أصدقاء السوء ليعمل لحسابه ويجمع ما اكتسبه خلال عمله كصبي مع أحد التجار ويشتري كمية من المزاج يروجها لحسابه ليحصل علي مكاسبها لنفسه. ويتذكر أن ضبطه واتهامه في القضية السابقة والتي صدر فيها ضده حكم بالمؤبد لم يردعه ولم يبعده عن طريق الشيطان أو عالم الإجرام بل دفعه للهروب والاستمرار علي درب الشيطان والاصرار علي ممارسة نشاطه في تجارة المزاج.. وتخصصه في ترويج "الهيرويين" ذو المكاسب الكبيرة التي ارضت نفسه المريضة واشبع جشعه للمال الحرام.. وفي النهاية يتذكر أن كل هذا دفعه إلي عالم الإجرام.. وقاده إلي الزنزانة مرة أخري.