خلع "المدرس" رداء العلم والفضيلة وارتدي زي الشيطان الذي سار علي دربه وسلم له زمام أموره.. فقاده الي عالم الإجرام وراح يوزع المخدرات بين أصحاب المزاج ومدمني الصنف طمعا في الأموال ورغبة في زيادة دخله بالاتجار في السموم. لم يك هذا طريق مربي الأجيال.. ولم يك هذا هو المستقبل الذي يسعي اليه ويحلم بتحقيقه لكنه الطمع الذي ملأ قلبه ورغبته في تحقيق الثراء السريع وبأسهل طريقة أوقعته في أحضان أصدقاء السوء الذين أغرقوه بترويج بضاعتهم والمكاسب التي تحققها تجارتهم.. فانصاع لهم وحصل علي المخدرات لتوزيعها مقابل حصة من الأرباح.. وطمعا في مكاسب واستغل علاقاته بكبار التجار وحصل علي كمية من بضاعتهم لترويجها لحسابه بين عملائه لتوفير الكيف لهم وارضاء مزاجهم. في الوقت الذي راح يبحث لنفسه عن مكان في سوق المزاج.. ومكانة بين كبار التجار.. كانت نهايته عندما وصلت المعلومات الي رئيس مباحث مركز مطاي بالمنيل لانحراف "المدرس" وقيامه بالاتجار في المخدرات خاصة نبات "البانجو" المخدر فتم اتخاذ الاجراءات القانونية وإعداد كمين لضبط "المدرس" متلبسا بحيازة المخدرات والاتجار فيها.. ويتم الزج به خلف القضبان للمرة الأولي بتهمة حيازة المخدرات والاتجار فيها.. لتكون هذه السقطة هي نهاية مستقبله المهني. جلس "المدرس" بين ظلمات زنزانته يستعيد شريط حياته وتعب أسرته ومعاناتها لاكمال تعليمه وتوفير نفقات دراسته ولو كان علي حساب راحتهم واحتياجاتهم.. وسعيا لتوفير مستقبل آمن له وحياة كريمة يستقل بها في مستقبله.. وكيفية استقبالهم خبر القبض عليه بتهمة الاتجار في المخدرات.. وصورته أمام زملائه وتلاميذه. راح "المدرس" يعض أصابع الندم علي ضعفه أمام طمعه واستسلامه لشيطانه.. واغراءاته بالأموال والمكاسب واصطحابه الي دنيا الإجرام ليحترف تجارة المخدرات رغم علمه بمخاطرها ومعرفته بأضرارها ونهايتها المؤلمة.. ليجد حياته تضيع داخل زنزانته المظلمة ومستقبله ينهار بين جدرانها الباردة. تبدأ فصول أحداث القبض علي "المدرس" عندما تلقي العميد سامي سنوسي مأمور مركز مطاي معلومات عن قيام "مدرس" بالاتجار في المواد المخدرة.. فاخطر اللواء ممدوح مقلد مدير الأمن بالمنيا فكلف مدير ادارة البحث الجنائي بجمع التحريات وتقنين الاجراءات لضبط المدرس متلبسا بحيازة المخدرات.. فأعد فريق بحث بقيادة الرائد أحمد فاروق رئيس مباحث المركز.. دلت تحرياته أن "المدرس" اتجه حديثا لترويج المخدرات.. وانه تخصص في توزيع "البانجو" المخدر علي عملائه الذين يتردد عليهم لتسليمهم البضاعة. كما تبين انه لا يتخذ مكانا محددا لممارسة نشاطه محاولا إخفاء تجارته لإبعاد الشبهات عنه وهروبا من السقوط في قبضة الأمن.. وأنه يحصل علي بضاعته من أحد التجار خارج المركز.. ويتخذ من عمله ستارا لتجارته المحرمة. بعد توافر المعلومات تم اعداد كمين ضم النقباء أحمد الصفطي ومحمود عبدالكريم وأحمد عبدالرازق معاوني مباحث المركز والقي القبض علي "المدرس" وبحوزته 11 كيلو من نبات البانجو المخدر ومبلغ مالي وهاتف محمول.. وباصطحابه الي مركز الشرطة لتحرير محضر بأقواله أقر "المدرس" فيه بحيازته المضبوطات بقصد الاتجار فيها وان المبلغ كان من حصيلة البيع وهاتفه المحمول للاتصال بعملائه. وعن ظروف انحرافه ودخوله عالم الإجرام رغم كونه يعمل مدرسا ويعتبر قدوة لتلاميذه قال انه وقع ضحية مجموعة من أصدقاء السوء استغلوا رغبته في الثراء السريع وطمعه في الحصول علي الأموال بأي وسيلة واغروه بمكاسب تجارة المخدرات.. وأوهموه ان أحدا لن يشك في اتجاهه لتجارة المخدرات لسمعته الحسنة بالمدرسة وعمله كمدرس سيحميه من الشبهات. أشار أيضا الي أنه مسئول عن سقطته التي دمرت مستقبله وأساءت لسمعته.. مضيفا انه يتقدم باعتذاره لأفراد أسرته.. وأيضا لتلاميذه نتيجة فعلته.. مؤكدا انه لن يعود الي هذا الطريق مرة أخري.