لم يكتف السائق بسجله الحافل ب 16 قضية واتهام في جرائم مختلفة.. ولم تردعه السنوات الطويلة التي قضاها داخل زنزانته وحيداً يعاني برودة لياليها وظلمتها الحالكة.. ويقاسي شقاء أيامها الطويلة.. وراح يتاجر في العملات المزيفة وترويج الأوراق المالية المضروبة ليضيف إلي سجله الحافل بقضايا المخدرات والسرقات وأعمال البلطجة جريمة جديدة يعود بها إلي زنزانته من جديد. الصدفة وحدها كشفت نشاط "السائق" في الاتجار وترويج العملات المضروبة.. عندما توجه معاون مباحث مركز شرطة نقادة إلي مسكن السائق لضبطه وإحضاره لتنفيذ الحكم الصادر ضده في قضية تبديد بالحبس شهر غيابياً وكفالة 20 جنيهاً.. بعد أن أكدت تحرياته تردد "السائق" علي مسكنه في أوقات متأخرة من الليل. عند مداهمة مسكن "السائق" المسجل خطر مخدرات استشعر المتهم حركة غريبة علي باب مسكنه.. فأسرع بالهروب من إحدي شرفاته الخلفية.. لكن معاون المباحث والقوة المرافقة له تمكنت من ملاحقته وضبطه وعند القبض عليه ألقي لفافة علي الأرض.. قام رجال المباحث بالتقاطها ظناً منهم أنها لفافة من مخدر الحشيش الذي تخصص السائق في تجارته.. لكن معاون مباحث المركز فوجيء أن بها مبلغ مالي عبارة عن 12 ورقة مالية من فئة ال 100 جنيه. بفحص العملات المالية ظاهرياً تبين أنها أوراق مالية مزيفة فتم تحريزها وتحرير محضر بالواقعة.. واصطحاب السائق إلي النيابة في واقعة هروبه من الحكم بحبسه في قضية التبديد.. والتحقيق في واقعة اتهامه بحيازة وترويج العملات المزيفة.. والتي أمرت النيابة بعرضها علي مصلحة التزييف والتزوير بالطب الشرعي.. وحبس المتهم 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيق. عاد السائق إلي زنزانته مرة أخري.. وراح يستعيد ذكرياته في عالم الإجرام.. وجولاته في دنيا الشيطان وسقطته الأولي خلف القضبان.. تذكر بدايته علي طريق الشر عندما أغراه أحد الأصدقاء بالعمل معه في ترويج المخدرات وأعطاه كمية صغيرة من مخدر "البانجو" لتوزيعها بين زملاء المهنة ورفقاء سهرات المزاج والفرفشة.. وقام بتجزئتها وإعدادها في لفافات لترويجها. نجح "السائق" في جولته الأولي علي طريق الشيطان وقام بتصريف بضاعته وحصل علي ثمنها وتعدت أرباحه منها أكثر من 200%.. أعجبته اللعبة وأغرته أرباحه بالاستمرار في تجارته وعقد العديد من الصفقات ونجح في احتلال مكانة مرموقة في سوق المزاج حتي ذاع صيته وانتشرت شهرته سريعاً بين تجار الصنف وأصحاب المزاج.. وتخطت هذا إلي مسامع رجال المباحث الذين أوقعوا به متلبساً بحيازة المخدرات واعترافه بالاتجار فيها ليتم الزج به خلف القضبان للمرة الأولي. هناك تعلم أصول المهنة ودرس فنونها وعرف أسرارها.. وتعرف علي العديد من كبار التجار أصحاب الخبرة والأسماء المعروفة في عالم تجارة المخدرات.. وبعد الإفراج عنه عاد مرة أخري لممارسة نشاطه الإجرامي في تجارة الصنف واتخذ من مخدر الحشيش بضاعة تخصص في ترويجها.. وتعدد جولاته في عالم الإجرام.. واتخذ من أعمال البلطجة وسيلة لحماية نشاطه.. والسلاح أسلوباً لفرض نفوذه وسيطرته علي السوق.. واتسعت تجارته وزاد نشاطه في تجارته المحرومة. كما تعددت جولاته في عالم الإجرام.. أيضاً تعددت سقطاته خلف القضبان.. وتم تسجيله بمركز الشرطة كأحد كبار التجار الخطرين في نشاط تجارة المخدرات.. وأعمال البلطجة والسرقات.. وتم ضبطه واتهامه في العديد من القضايا بلغت 16 قضية علي مدي عمره البالغ 42 عاماً. فجأة أفاق السائق علي صوت الحارس الذي أحضر له الطعام.. وقطع عليه شريط ذكرياته في عالم الإجرام.. وينظر حوله ليجد نفسه داخل نفس الزنزانة وفي عالمه المظلم كما كان منذ 25 عاماً.. وكأن كل هذه السنوات مرت عليه في لحظة لم يحقق فيها شيئاً.. وأنها راحت هباءً وأن ما عاش يسعي إليه من مال وثراء بعيد المنال.. وأن ما كان يحلم به ما هو إلا سراب أضاع عمره وحطم مستقبله.