أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس, أن مشروع الاتفاق حول البريكست هو الأفضل مستبعدة إجراء استفتاء ثان علي خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي, وذلك وسط استقالة عدد من وزرائها وتخطيط أعضاء من حزبها للإطاحة بها. وقالت زعيمة حزب المحافظين في مؤتمر صحفي أعتقد تماما أن المسار الذي بدأته هو الأفضل لبلادي, وذلك بعد ساعات من مواجهتها برلمانا عدائيا واستقالة أربعة من وزرائها بينهم وزير البريكست دومينيك راب. وحذرها نواب من جميع الأحزاب بأنها لن تحصل علي الموافقة علي مشروع الاتفاق, إلا أنها رفضت الدعوات لها بالاستقالة, وقالت هل سأكمل المسيرة؟ نعم. وقالت رئيسة الوزراء إنها مدركة للمخاوف بشأن حل مسألة أيرلندا الشمالية الذي يتضمنه مشروع الاتفاق ويقول مؤيدو البريكست إنه سيبقي بريطانيا مرتبطة إلي ما لا نهاية بالاتحاد الجمركي. واستبعدت ماي إجراء استفتاء ثان علي البريكست. ويهدف مشروع الاتفاق المؤلف من585 صفحة إلي طلاق سلس من الاتحاد الأوروبي بعد أكثر من أربعة عقود من العضوية, ويحدد مرحلة انتقالية للجانبين للتأقلم علي الخروج من الاتحاد. وتسعي البنود الرئيسية لمشروع الاتفاق إلي تجنب وجود حدود فعلية بين أيرلندا, العضو في الاتحاد الأوروبي, ومقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية, وحماية حقوق المدنيين وتسوية المدفوعات المترتبة علي بريطانيا. ووسط هذا الاضطراب السياسي خسر الجنيه اثنين بالمائة من قيمته مقابل الدولار لينخفض إلي أدني مستوي منذ شهر, كما خسر بنفس القدر مقابل اليورو. يأتي ذلك في الوقت الذي التقت فيه مجموعة الأبحاث الأوروبية التي تضم عددا من المتشددين المؤيدين للبريكست أمس للتخطيط للإطاحة برئيسة الوزراء. وقدم رئيس المجموعة جاكوب ريس موج, رسالة لحجب الثقة عن رئيسة الوزراء قائلا: إن استقالتها ستكون في صالح الحزب والبلاد. ويستلزم الحصول علي48 رسالة مماثلة من النواب المحافظين للتصويت بسحب الثقة من زعيمة الحزب, لكن يتعين علي غالبية أعضاء الحزب وعددهم315 التصويت ضد ماي للإطاحة بها. ورغم أن نواب آخرين أرسلوا رسائل, فإن جميع الأعين مسلطة علي ريس موج, نظرا لنفوذه علي النواب المؤيدين للبريكست. وصرح ريس موج للصحافيين بأنه من الممكن إطلاق طعن في رئيسة الوزراء خلال أسابيع. وقال العمليات البرلمانية يمكن أن يتم تسريعها مشيرا إلي أسابيع وليس أشهرا.