في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان فوزه بشكل غير رسمي في نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت أمس وصوت فيها نحو56 مليونا و322 ألف ناخب في18 ألفا و64 صندوقا انتخابيا, سلطت الصحف العالمية الضوء علي الخروقات التي شهدتها اللجان وإجبار الناخبين علي التصويت لأردوغان بالقوة. فقد أعلن مساء أمس تصدر أردوغان, وحصوله علي53,7%, بعد فرز87,2% من الأصوات, وفوز تحالفه بالبرلمان بالأغلبية ليصبح بعد ذلك رئيسا للجمهورية والحكومة. وتحت عنوان أردوغان يلجأ إلي الحيل للفوز نشرت مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية تقريرا أكدت فيه رصد المعارضة لكثير من حالات التزوير وهو أمر ليس بالغريب عليه وهو الذي زور نتائج الاستفتاء علي الدستور في أبريل الماضي, ورغم الرفض الشعبي الكبير لهذا الاستفتاء فانه حظي بتأييد كبير في الانتخابات التي دفعت الآلاف إلي النزول إلي الشوارع للاحتجاج علي التزوير. وتحت عنوان السلطان البلطجي خطر علي تركيا والعالم نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا أشارت فيه إلي أن فوز أردوغان يهدد بلاده والعالم أجمع, بل ويقود بلاده نحو الحرب الأهلية بعد حالة الانقسام التي بدت علي الشارع التركي, مؤكدة أن سياساته التي تعرف بالبلطجة لم تعد تقتصر علي الداخل فقط بل تحولت إلي تهديد جيوسياسي لجيرانه. أما خارجيا فأكدت الصحيفة أن فوزه من المؤكد أن يثير المزيد من الأزمات والمشكلات وعدم الاستقرار لسوريا وجميع أنحاء الشرق الأوسط. وشهدت الانتخابات التشريعية والرئاسية أمس, أعمال عنف أسفرت عن قتيلين علي الأقل وعدد من الجرحي, فيما تحقق الهيئة العليا للانتخابات في عمليات تزوير. وأعرب حزب الشعب الجمهوري عن قلقه جراء عدد الشكاوي بشأن حدوث مخالفات في عملية التصويت في جنوب شرق البلاد مع إدلاء الأتراك بأصواتهم. وقال الناطق باسم الحزب بولنت تيزجان للصحفيين في أنقرة: إنه ورد الكثير من الشكاوي من شانلي أورفا, وخلال مؤتمر صحفي, عرض تيزجان تسجيلا مصورا من منطقة سروج في شانلي أورفا أفاد الحزب أنه تأكد من صحته, تحدث فيه شخص عن وجود أصوات في صندوق الاقتراع يتجاوز عددها الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم. وقالت المرشحة للرئاسة التركية عن حزب الخير المعارض ميرال أكشنار: إنها تابعت عن كثب ما ورد من تقارير عن اعتداء علي بعض الناخبين وإجبارهم علي التصويت لحزب العدالة والتنمية, وأعلنت السلطات الأمنية في المحافظة ضبط ثلاثة أجولة مملوءة بأوراق انتخابية ممهورة في سيارة تم تفتيشها بالقرب من أحد مراكز الاقتراع في المدينة, وذكرت أنها احتجزت ثلاثة أشخاص للتحقيق في الأمر. من جانبه, قال رئيس هيئة الانتخابات التركية في بيان: إن تحقيقا قانونيا وإداريا عاجلا يجري بعد الخروقات في المراكز الانتخابية في شانلي أورفا ذات الأغلبية الكردية بجنوب شرق البلاد, بينما قال بولنت تيزكان المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري: إنه تم إقصاء المراقبين عن مراكز الاقتراع في شانلي أورفا باللكمات والتهديدات والهجمات.