سيطرت حالة من التضارب والتشكيك على النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى جرت فى عموم تركيا أمس وشابتها اتهامات بالتزوير. وأظهرت النتائج المعلنة من جانب وسائل الإعلام التركية الرسمية فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالرئاسة من الجولة الأولى على عكس التوقعات، إلى جانب حصول «تحالف الشعب» على الأغلبية البرلمانية. وكشفت وسائل الإعلام الرسمية عن حصول أردوغان على نسبة 54.39%، يليه محرم إنجه مرشح حزب الشعب بنسبة 29.83%، فى الوقت الذى حصلت فيه ميرال إكشنار زعيمة حزب الخير على 7.49%، والزعيم الكردى صلاح الدين دميرطاش على 7.18%، بعد فرز 78.63% من صناديق الاقتراع. كما أظهرت النتائج الخاصة بالانتخابات البرلمانية حصول «تحالف الشعب» الذى يجمع بين حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحزب «الحركة القومية» على أكثر من 55.81%، يليه تحالف «الأمة» المكون من أحزاب الشعب الجمهورى والخير وحزب السعادات بنسبة 32.8%، فيما حصل حزب الشعوب الكردى على نسبة 10.09%، بعد فرز 72.18% من الأصوات. ووفقا لوسائل الإعلام الرسمية فإن نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بلغت نحو 86% من مجموع الناخبين المدعوين والبالغ عددهم 56 مليونا و322 ألف ناخب. وفى أولى ردود الأفعال الداخلية، أعلن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم أنه يتوقع فوز الرئيس رجب طيب أردوغان ب 51% من الأصوات على الأقل. من جهته، شكك حزب الشعب الجمهورى فى النتائج الأولية التى أعلنتها وسائل الإعلام الرسمية، مؤكدا أن الأرقام التى تصله تقول إن أردوغان حصل على 46.5% من الأصوات حتى الآن، مقابل حصول مرشحه إنجه على 40%. واتهم الحزب وسائل الإعلام الحكومية بشن حرب نفسية والتلاعب بنتائج الانتخابات، داعيا مؤيديه إلى عدم الوثوق فى الأرقام المعلنة وانتظار النتائج الرسمية. من جانبها، طالبت ميرال أكشنار زعيمة «حزب الخير» فى تغريدة لها على «تويتر» أنصارها بعدم ترك دوائرهم الانتخابية، مؤكدة أن ما أعلنته وكالة أنباء «الأناضول» غير صحيح، فيما أعلن حزب الشعوب الديمقراطية الكردى أن البيانات التى توصل اليها أكدت حصول مرشحه دميرطاش على 11% حتى الآن. وحملت الأجواء الانتخابية اتهامات عدة من جانب المعارضة التركية تجاه حكومة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، خاصة حدوث خروقات فى عملية التصويت جنوب شرق البلاد من بينها التصويت الجماعى وتعرض مواطنين أكراد لمضايقات لإجبارهم على التصويت لصالح أردوغان وحزبه. وفى السياق نفسه، أعرب حزب «الشعب الجمهوري» عن قلقه جراء عدد الشكاوى بشأن حدوث مخالفات فى عملية التصويت فى جنوب شرق البلاد. وأوضح الحزب الذى ينتمى له إنجه المنافس الرئيسى للرئيس أردوغان، أن قيادات فى الحزب أكدت وقوع مخالفات فى شانلى أورفا. وعرض تيزجان تسجيلا مصورا من منطقة سروج فى شانلى أورفا تأكد الحزب من صحته، تحدث فيه شخص عن وجود أصوات فى صندوق الاقتراع يتجاوز عددها الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم. وندد تيزجان بوجود مسلحين فى شوارع سروج قال إنهم يشكلون أجواء تهديد خلال الانتخابات. وحذر من أنهم «يحاولون الضغط على الناخبين فى سروج.. ويحاولون خلق ما يشبه أجواء تهديد للناخبين يوم الاقتراع». وفى مدينة أرزروم شمالى شرق تركيا، اغتيل رئيس فرع حزب الخير القومى المعارض فى البلدة وشخص آخر، خلال اشتباكات اندلعت فى مركز الاقتراع، عقب وصول مرشح حزب العدالة والتنمية إلى المركز للإدلاء بصوته، بحسب موقع «حزب الخير». وفى مدينة إسطنبول، اعتدى أعضاء فى الحزب الحاكم بالضرب على نائب رئيس حزب الخير أيضا أوميت أوزداج ومرشح الحزب فيدات ينيرير فى مركز اقتراع بمنطقة كاتاني. كما أشارت مزاعم إلى أن حزب «العدالة والتنمية»الحاكم قام بجلب أصوات إلى صندوق اقتراع ليلا لصالح «تحالف الشعب» الذى يجمع بين الحزب وحزب الحركة القومية، فى منطقة شانلى أورفا. من جهتها، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن نحو 10 أوروبيين واجهوا إجراء قانونيا بينهم 3 فرنسيين و3 ألمان و4 إيطاليين لاتهامهم بالتصرف على أنهم مراقبين دون أوراق اعتماد فى مناطق جنوب شرق البلاد.