رغم ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان الكريم والتي تتعدي ال40 درجة مئوية في بعض الأيام بمحافظة سوهاج, إلا أن هناك الكثير من المهن التي تحتاج الي عزيمة الرجال حتي يستطيع أصحابها أن يكملوا يومهم لإصرارهم علي الصوم لكسب الرزق فعمال البناء, ورغم التعب الشديد إلا أنهم يظلوا صامدين, كذلك مهنة الفران التي تعد من المهن المهمة التي لاغني عنها فعلي الرغم من حرارة الجو وحرارة الفرن يقف الفران أمام نار الفرن لساعات طويلة حتي يتمكن المواطن من شراء احتياجاته من الخبز. علي سطح أحد المساجد بقرية الحما بمركز طما ورغم شدة حرارة الجو والشمس الحارقة يقف حمادة أبو الفضل من مركز أخميم الذي يعمل عامل بناء وخاصة بناء المآذن علي الطراز الإسلامي يضع علي رأسه طاقية تحمي رأسه من حرارة الشمس يمسك ماسترين في إحدي يديه وباليد الأخري قالبا من الطوب, يقول حمادة الحاصل علي دبلوم ويبلغ من العمر40 عاما أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من28 سنة, حيث إنني ورثتها عن أبي وجدي وعمي حسن الذين كانوا يعملون في هذا المهنة بمدينة أخميم وهي محل ميلاده, مشيرا إلي أنه بدأ العمل في أخميم ثم انتقل إلي العمل في باقي قري ومدن سوهاج بعد أن ذاع صيته بالمحافظة, مضيفا أول يومية تقاضيتها كانت جنيها فقط ودلوقتي وصلت إلي120 جنيها في اليوم بس الزمن اتغير والمعيشة بقت صعبة وما بقناش عارفين نعيش بيهم واستطرد حمادة الواحد بيسافر من محافظة لمحافظة ومن مركز لمركز عشان يعمل فلوس لعياله خاصة في تلك الأيام الصعبة, فالعرق يتصبب من الوجوه والعمال يشعرون بالتعب نتيجة الحر الشديد, لكن العمل والصوم له مذاق خاص وكذلك لقمة العيش ليس لها بديل, مشيرا إلي ان هناك عمالا لا يتحملون هذا الجو الشديد, وآخرون يعبدون ويحافظون علي لقمة عيشهم. ويقول حسن هاشم أبو الفضل60 سنه معماري بناء مساجد إحنا شغلنا كله في الشمس والحر وربنا بيقدرنا ويعينا علي تحمل التعب, والشغل في شهر رمضان ليه مميزات كتير زي الصبر وكسب الحسنات أثناء الصوم مضيفا ربنا بيقدرنا علي العمل وفي الوقت نفسه علي استكمال الصيام في رمضان لأن في ذلك توفير مصدر الرزق لي ولأسرتي وللعمال الذين يعملون معي واحمد ربنا اني علمت الصنعة للمئات من الشباب خريجي الدبلومات والمعاهد لتعينهم علي متطلبات الحياة, مشيرا إلي أن طائفة العمال خاصة التي تعمل بنظام اليومية لا يمكن أن تجلس في المنزل لأي ظرف, فهم اعتادوا علي العمل في مثل هذه الأجواء, وتابع لو قعدنا هنصرف منين ده احنا أرزقية لو قعدنا في البيت مش هنلاقي ناكل. أشعة الشمس شفاء من الأمراض ويوضح محمد نصر عويس28 سنة نجار أنه يعمل نجارا منذ أكثر من20 عاما, مشيرا إلي أنه ورث هذه المهنة من والده لحبه لها علي الرغم من مشقة هذا العمل, وتابع أحرص في شهر رمضان علي الصيام والاستمرار في العمل رغم المشقة, وربنا يتقبل منا جميعا, لأن فريضة الصوم بها الكثير من الروحانيات ولهذا نحرص عليها علي الرغم من طبيعة عملنا التي تتطلب التواجد تحت أشعة الشمس الحارقة. الفران.. ونار الدنيا ويشير محمود الشريف42 عاما إلي أنه يعمل فرانا منذ أكثر من عشرين عاما حيث تعلم المهنة من والده ولا يستطيع العمل في أي مهنة أخري سواها, مضيفا أنه يعمل بنظام اليومية والتي تبلغ60 جنيها في اليوم وهو مبلغ قليل لا يتلاءم مع مشقة العمل والوقوف أمام نار الفرن لساعات طويلة, مشيرا إلي أنه يبدأ عمله في الرابعة فجرا حيث يقوم بتجهيز الفرن للتأكد من عدم جود أي تسريب للغاز ثم تشغيل السير وظبط النار لتسخين السير قبل وضع العيش عليه. موضحا أن العمل يكون شاقا للغاية في شهر رمضان خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو بالإضافة إلي حرارة الفرن التي تجعلني أشعر بالعطش الشديد, ولكنني أصر علي صيام شهر رمضان كاملا لأني أعلم أن أجري سيتضاعف مع كل قطرة عرق تسقط من جبيني وأنا أمام حرارة الفرن. الإصابة بالأمراض وعن مخاطر المهنة يشير أحمد إسماعيل33 عاما يعمل في مخبز بلدي بمدينة المنشأة منذ نحو18 عاما إلي انه يتعرض للكثير من المخاطر نتيجة الوقوف لساعات طويلة أمام الفرن خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف و الصيام الذي يؤدي الي الشعور بالتعب و الإرهاق, فضلا عن أن النظر لنار الفرن تصيب الفران بضعف النظر وحساسية علي الصدر من الدخان المنبعث نتيجة احتراق الردة والتي قد تتطور إلي الإصابة بمرض الربو,, كما أن الوجود في الجو الساخن داخل المخبز ثم الخروج الي الشارع يجعل الفران عرضة للإصابة بنزلات البرد المتكررة.