في ظل ثقافة الكسل المنتشرة في عالم اليوم وخاصة بين الفئة الشبابية التي تظهر بشدة في شهر رمضان الكريم حيث يقضي معظم الشباب نهار رمضان على الأسرة حتى قرب آذان المغرب إلا من رحم ربك رغم أنها من المفترض أن تكون هي الفئة الأكثر نشاطا وحيوية وتحملا للمشقة أو فئة الموظفين التي تؤدي عملها في تراخ تام وكسل رغم عملها داخل مكاتب مكيفة , ومع انتشار الكسل الا ان هناك مهن مجهدة وصعبة ويبدو عناؤها مضاعفا في شهر رمضان، مع غياب مستلزمات الراحة لانهم يعملون تحت ظروف صعبة للغاية ، بالتزامن مع سخونة الجو في صيف لاهب. مهن يقاوم أصحابها العطش أكثر من الآخرين. ومن اصحاب هذه المهن الشاقة، عمال المحاجر الذين يصرون على صوم رمضان رغم أن أداء فريضة الصوم يكون قاسيا في بعض الأحيان . البوابة نيوز" تحدثت الى بعض هؤلاء، وتوقفت معهم لحظات لمشاركتهم رؤيتهم لعبادة الصوم في ظل ممارسة المهنة الصعبة. في البداية يقول سليمان محمد سليمان سعيد صاحب محجرين للرخام في مدينة رأس سدر : " أكل العيش مر " فنحن نعاني أشد المعاناة والمعيشة في المحاجر صعبة للغاية فلا يوجد مياه ولا كهرباء أو أي وسائل تساعد على الحياة، مما يضطرنا للنزول إلى المدينة لشراء لوازمنا". لافتا الي أن أقل محجر فاتح أكثر من 150 بيتا بجانب صعوبة الطرق فلا توجد طرق ممهدة للوصول لهذه المحاجر. هذا في الأيام العادية فما بالك في شهر رمضان حيث الحرارة الحارقة التي لا يتحملها بشر وبحكم عملنا لا نجد لنا ساترا في الجبال أو الصحراء ومنا من يتصرف فيقيم له ساتر يحميه من لهيب الشمس بأن يضع إطاري سيارات كقائمين ويعرشهما من فوق ويتوارى تحتهما . كما تحدثت " البوابة نيوز" مع عمال النظافة والتجميل التابعين لقطاع خليج نعمة بشرم الشيخ وهم يكابدون لهيب الشمس وسخونة الأرض الحامية، فيما خلت شوارع شرم الشيخ من المارة بسبب حرارة الجو المرتفعة، وخاصة وقت الظهيرة، ويفضل عدد كبير من أهالي المدينة الجلوس في المنازل في التكييفات أو تحت المراوح الكهربائية والبعض الآخر يفضل الذهاب إلى الشاطيء. ولم تمنع الحرارة المرتفعة العمال من كسب قوت يومهم تحت لهيب الشمس الحارقة، ورغم الحرارة التي تشهدها شرم الشيخ وخاصة الفترة الحالية ، أكد العمال أن الله يقويهم على تحمل الحرارة، وأنهم يعملون في درجة حرارة مرتفعة ويتحملون من أجل قوت عيالهم الصغار، كما أكدوا أن المعاملة الطيبة من العميد ربيع عبدالموجود رئيس قطاع خليج نعمة يشعرنا وكأنه واحد مننا ويده بأيدينا حتى سيارته الخاصة أحيانا نستخدمها في تحميل الأشياء كل ذلك يخفف العبء عنا ويجعلنا نتحمل الحرارة ونخلص في عملنا ونحبه. وعلق سمير الأحمر من أهالي طور سيناء وصاحب مزرعة قائلا : " اللي يشوف بلاوي غيره تهون عليه بلوته " مشيرا الي أنه ذهب ليشتري خبزا من أحد أفران المدينة وشاهد كم المعاناة التي يعانيها العاملون بالمخبز مؤكدا أن الصيام بالنسبه لهؤلاء الابطال هو اكثر صعوبة من عمل المزارع معللا بان المزارع يحدد وقت عمله كيفما يشاء يستريح وقتما يشاء ويستأنف عمله وقتما يشاء بخلاف الفران الذي يعمل في ساعات محددة ولا يمكنه ان يترك المخبز.