الخبازون ..والبناؤون .. وعمال المحاجر ومصانع الحديد.. هذه المهن وغيرها يصبح العمل فيها صعبا خلال الشهر الكريم.. حيث يتحمل أصحابها لهيب الجوع والعطش وعبء العمل أمام أفران النار والحر الشديد .. ولأنه كان من الصعب إيقاف العمل شهرا كاملا فقد قام بعض أصحاب المهن الشاقة بالإفطار في رمضان خاصة مع الفتوي بجواز افطارهم.. في حين رفض البعض الآخر الإفطار وتمسكوا بصيام الشهر الكريم في البداية يقول كامل مرسي - حداد بمنطقة اللبان - أنه مهنته في ورش الحدادة والتي تتطلب الوقوف أمام فرن صهر الحديد ليست أمرا سهلا علي الإطلاق في رمضان بل تعد من أصعب المهن وأشقاها فهي تتطلب الوقوف أمام النار لأكثر من عشر ساعات يوميا يتم اختصارها لسبع ساعات في شهر رمضان الكريم .. ويضيف أن ضغط العمل قد يدفعهم للعمل ليلا لتعويض النهار الذي تم اختصار ساعات العمل به .. ويشير الي أن العاملين في هذه المهنة يعانون من العديد من الأمراض التي تجعلهم غير قادرين علي العمل في هذا المجال بعد تجاوز سن 45 سنة ..مؤكدا أن العاملين داخل الورشة يقومون بتقسيم أنفسهم حيث يقوم بعضهم بالصوم وآخرون بالإفطار بعد ضغط صاحب الورشة عليهم من أجل استمرار العمل بشكل جيد.. ويقترح محمد غانم زميله في الورشة مراعاة أصحاب الورش والمصانع بتقليل ساعات العمل في المهن التي يتحمل أصحابها مشاق كبيرة وعمل ورديات فيها بحيث تكون أربع ساعات علي الأكثر حالات اغماء ويقول أحد العاملين في مصنع لخراطة وتشكيل المعادن - رفض ذكر إسمه- إن أغلب العمال يتسابقون في حجز الإجازة السنوية العارضة إلي شهر رمضان للتخلص من أيام العمل الشاق في هذا الشهر الكريم .. ويضيف أن عددا كبيرا من العاملين في المصنع منذ بدء الشهر الكريم تعرضوا لإغماءات وإعياء نظرا لإرتفاع الحرارة الشديدة والعمل المتواصل في نهار رمضان .. ولم ينكر أن بعض العمال اضطروا للإفطار تلافيا لحدوث مشاكل صحية لهم.. ومن جانبه يقول مصطفي شاكر - عامل بمصنع إطارات - أن العمل في نهار رمضان أمام الالات والأفران يعرضهم لمخاطر عديدة حيث يحتاج إلي تركيز شديد يقل في الشهر الكريم لدي العمال .. ويطالب شاكر بضرورة قيام اتحاح العمال بحث القائمين علي العمل بمجازاة العمال بشكل يليق حتي تكون هناك إرادة وعزيمة لإنجاز العمل علي المستوي المطلوب في شهر رمضان ..ويقول جمال صفوت - عامل بأحد أفران الخبز بمحطة الرمل - أن أغلب العمال يفضلون العمل في الوردية المسائية بعد الإفطار أو وردية الفجر حيث تقل قدرته علي العمل في رمضان العمل فترتان ويقول المحمدي أحمد - عامل بناء- أن عمال البناء أثناء رمضان يقسمون أوقات العمل فترتين تجنبا لعدم الصوم خلال هذا الشهر الكريم حيث تبدأ ورديتهم الأولي بعد صلاة الفجر وحتي الساعة الثانية عشرة وتبدأ الوردية الثانية بعد صلاة الظهر الي ان يحين موعد الإفطار ويكون يوم الجمعة هو أجازتهم الوحيدة للراحة والتعبد .. وحول رأي الدين في إفطار أصحاب المهن الشاقة تقول الدكتورة أمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: النفس البشرية أعز علي الله من أي عبادة والأعمال الشاقة التي تؤدي الي إيذاء النفس مثل عمال المحاجر والوقوف أمام أفران النار والعمل بالصحراء هؤلاء الشريعة الإسلامية تبيح لهم الإفطار ومن جانبه أشار فتحي عبداللطيف الي تضامن اتحاد نقابات العمال معهم في مطالبهم بضرورة تحديد عدد ساعات العمل طبقا للقانون وهي7 ساعات فقط في رمضان وغيره من الشهو. ويقترح علي عبد اللطيف علي المسئولين بالمصانع زيادة عدد الورديات والتركيز علي وردية العمل الليلية في رمضان . وأخيرا يقدم الدكتور مصطفي مراد عميد المعهد العالي للصحة العامة بالاسكندرية مجموعة من النصائح تساعد الصائم علي التغلب علي ارتفاع درجة الحرارة.. قائلا أن مكونات وجبة السحور مهمة جدا للتغلب علي ارتفاع درجة الحرارة في نهار رمضان حيث يجب أن تكون وجبة السحور خفيفة وغير دسمة أو حارة ولا تحتوي علي نسبة أملاح عالية.. ومن المهم أن يأخذ الصائم كمية مناسبة من السوائل خلال الفترة بين الإفطار والسحور حتي يعوض ما فقده جسمه من سوائل ومن المهم أن يتجنب الشخص بذل أي مجهود بدني قبل الإفطار والابتعاد عن الحرارة قدر الإمكان وخاصة إذا كان يعاني من الأمراض التي قد تزيد من عبء الصيام عليه . سرحان سنارة