هناك العديد من أصحاب المهن الشاقة الذين يواجهون صعوبات في صيام شهر رمضان كالذين تقتضي اعمالهم الوقوف امام الافران ذات الحرارة الملتهبة او الذين يعملون اعمالا لايمكن اداؤها خلال الصيام. في البداية يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية علي سؤال هل يحل الافطار شرعا لاصحاب المهن الحرفية الشاقة وخاصة انه ليس عنده ما يكفيه هو وعياله من طعام ؟ بقوله : اختلف العلماء في ذلك، فذهب البعض الي ان اهل المهن يستفيدون بالرخصة بسبب اعمالهم الشاقة التي لايستطيعون معها الصيام وذهب البعض الآخر الي انهم لايستفيدون بالرخصة لكون اعمالهم متصلة في جميع اعمارهم. ويؤكد الشيخ عيد عبدالحميد امام وخطيب الجامع الازهر ان اصحاب المهن الشاقة يجوز لهم الافطار ويرخص لهم ذلك الي ان يحصلوا علي اجازة من هذا العمل فحينئذ يجب عليهم الصيام وقضاء مافاتهم من ايام رمضان وهؤلاء لايسقط عنهم الصوم الا اذا كانت اعمالهم متصلة وهم مجبرون علي أداء عملهم بدون توقف او اجازة وفي هذه الحالة لايجب عليهم الصوم ويمكنهم اخراج الفدية وهي اطعام مسكين وجبتين عن كل يوم افطروه من متوسط ما يأكله هو واسرته مصداقا لقوله تعالي »وعلي الذي يطيقونه فدية طعام مسكين« ويطيقونه في هذه الاية تعني الذين يستطيعون الصوم بمشقة وتعب. اما الافطار مطلقا فلايجوز الا لاصحاب الامراض المزمنة الذين يشكل الصيام خطرا علي حياتهم بشهادة الطبيب وعليهم في هذه الحالة الفدية بدون كفارة. وتشير فتوي سابقة للدكتور محمد احمد المسير »رحمه الله« الي ان الذين تقتضي ظروف عملهم الوقوف امام الافران الملتهبة او الحرارة او الذين يعملون اعمالا لايمكن اداؤها وهم صائمون ولايمكن تأجيلها او تخفيفها لمصلحة عامة او خاصة جاز لهم الافطار وعليهم القضاء من ايام آخر ولاتسقط عنهم الفريضة، بل عليهم ان يتخيروا الوقت المناسب لابراء ذمتهم من هذا الدين الالهي قبل حلول رمضان التالي. وكل مسلم ادري بمصلحته وبما ينفعه في دينه ودنياه وكل انسان لديه حاسة يمكن ان يتعرف بها علي عذره مع علمه بان الله تعالي »لايخفي عليه شيء في الارض ولا في السماء« وأضاف ان من غلبه الجوع والعطش له حكم المريض في جواز الفطر او وجوبه تبعا للحالة التي هو فيها وليس من مقصود الصيام العسر علي الناس والمشق بل هو مدرسة للتهذيب والاخلاق وحرمان مشروع لمقاصد نبيلة.