للصيام مشقة يشعر بها المسلمون هذا العام لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة تزداد حدتها علي أصحاب المهن الشاقة كالفران والحداد وعمال المناجم والتراحيل وهذا ما يتطلب جهدًا بدنيا وساعات عمل طويلة والتي تجعل البعض يتعاطف معهم ويطلب لهم حق الإفطار. وحول هذا الأمر يوضح د. أحمد السايح أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن الله فرض علي المسلمين الصيام مهما اختلفت وظيفتهم ولا يفترض استثناء أحد من الصيام إلا فئة المرضي فقط وعلي أصحاب هذه المهن تحمل مشقة الصيام فعملهم متواصل ودائم طوال العمر ولا يجوز لهم الإفطار وليكن من نصيبهم الثواب الأكبر. علي الجانب الآخر أكد د. مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر أنه يجوز لأصحاب هذه المهن الإفطار إذا عجزوا عن الصيام أو وجدت احتمالية لتأثير هذا الصيام علي صحتهم ولكن دون توهم الإرهاق أو المرض فيلجأ للاستسهال ويفطر وعلينا التأكيد أن المسلم مؤتمن علي دينه وصيامه وعليه عدم اللجوء للإفطار إلا بعد شعوره بالتعب أو الخطر علي حياته ويفضل استشارة الطبيب. ويقترح د. عطية أن أفضل وسيلة لصيام أصحاب هذه الأعمال الشاقة هو توزيع عدد ساعات العمل ما بين النهار والليل، وأن يقلل صاحب العمل عدد ساعات عمل كل عامل حتي لو اضطر للاستعانة بعمال أكثر في شهر رمضان وهذا له تأثير إيجابي علي المجتمع من ناحية القضاء علي البطالة وتحقيق الصوم دون مشقة وسوف يؤتي الله الثواب للصائم والأجير. أما في حالة إفطار أحد من العمال من هذه الفئة فعليه قضاء ما عليه من أيام حتي لو اضطر لتقسيمها إلي عدة أسابيع وإن عجز فعليه إطعام مسكين ويعلق د. سعد هلال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أنه وجب علي جميع المسلمين الصيام إلا إذا وصلوا لمرتبة المرض والمشقة أسوة بالمرضي ويؤكد أن صعوبة العمل في بعض الأعمال الشاقة لا يعد عذرًا للإفطار مصداقًا لقول الله تعالي: «فمن كان منكم مريضًا أو علي سفر فعدة من أيام أخر» ولا يجوز إفطار الصائم إلا إذا صاحب الصيام الإصابة بمرض وذلك ما يقرره الطبيب. وتتفق معه د. إلهام شاهين الأستاذة بكلية الدراسات الإسلامية بأن الصيام فرض ديني وهناك إمكانية الإفطار لغير لقادر ولكن بعد ضرورة توجهه لأهل الاختصاص المتمثلين في الأطباء مع التأكيد علي عدم ترك الموقف للشخص فيتحجج أصحاب كل مهنة بأنها شاقة ومرهقة فينضم للقائمة المجندون وعسكري المرور والطلاب وذلك يحدث كارثة ولذا يعد رأي الطب هو الفيصل. وعن وسائل التخفيف من حدة الصيام تؤكد أنه يمكن لأصحاب هذه المهن «التبرد» أي كثرة الاغتسال وغسل الرأس بالماء ولكن دون مبالغة ولكنها وسائل فقهية مشروعة تخفف من حدة الصيام ومشقة التعرض للشمس.