أجازت هيئة دينية إماراتية، الإفطار في رمضان للعمال الذين يعانون ساعات دوام طويلة تحت الحر الشديد والرطوبة العالية، لكنها اشترطت الإباحة عند الضرورة. وقالت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات على موقعها الإلكتروني: "يُباح الفطر بسبب المشقة لمن يزاول بعض المهن التي تأخذ من مزاوليها جهدًا ومشقة كبيرة، لكن بشرط أنّ يُصبح العامل صائمًا". وأضافت في نص الفتوى: "إنّ وجد العامل عناء ومشقة لا تُطاق وهو صائم بالفعل، يباح له حينها الفطر، فالله لا يكلف نفسًا إلا ما تستطيع، والله أعلم". وتزيد درجات الحرارة في الإمارات العربية عن مستوى 40 درجة مئوية خلال شهور الصيف مثل يوليو وأغسطس، في حين ترتفع مستويات الرطوبة إلى نسب عالية، قد تصل أحيانًا إلى 80 في المائة. وكان تعديل أُدخل على قانون العمل في الإمارات، سمح للعمال الذين يفد معظمهم من دول آسيوية أبرزها الهند باستراحة لمدة ساعتين، من الساعة الثانية ظهرًا إلى الرابعة عصرًا، وهي الفترات التي تبلغ فيها درجات الحرارة ذروتها. وجاءت الفتوى ردًا على سؤال من أحد العمال الذين يعملون في منصات النفط البحرية، والذي سأل "ما حكم الصيام والعمل في أوقات شديدة الحرارة والرطوبة؟ إذ من الممكن تعرض العامل للسقوط، والتعرض لتشنج الأعصاب، وإصابات أخرى خطيرة على صحة العامل؛ بسبب فقدان الماء والأملاح من الجسم خلال العمل؟". وقالت الفتوى: "اعلم أنّه يُباح الفطر لأصحاب المهن الّتي تأخذ من أصحابها جهدًا ومشقة فوق طاقتهم أثناء نهار رمضان، لأنّ القاعدة الشرعية تقضي أنّ المشقة تجلب التيسير، ولا فرق في ذلك بين رمضان وغيره". وتابعت الفتوى: "إلا أنّ العامل في نهار رمضان يجب أن يُبيَّت نية الصوم فعلاً، وإذا وجد مشقة شديدة في أثناء يوم صومه حينها يُباح له الفطر. فلينظر الإنسان في يوم صومه إنْ كان ما يلحقه من مشقة العمل فوق طاعته، ولا يستطيع أن يواصل معه؛ فله أن يُفطر، ثم يقضي بعد ذلك ما لم يصمه".