مصر قلعة الإسلام وحصنه الحصين, ومفتاح العالم العربي والإسلامي, إن سقطت سقط, وإن نهضت نهض, وقد أدرك الصليبيون هذه الحقيقة, فبعد أن نجح الملك الصالح نجم الدين أيوب في استرداد بيت المقدس من أيدي الصليبيين وهزمهم في معركة غزة في( جمادي الأولي642 ه/ أكتوبر1244 م) أثار ذلك حفيظة الصليبيين وارتفعت الأصوات هناك تدعو إلي ضرورة إرسال حملة صليبية جديدة إلي مصر, فما دامت مصر علي قوتها فلا سبيل إلي نجاح الحملات الصليبية واستعادة بيت المقدس من أيدي المسلمين, واستجاب لذلك لويس التاسع ملك فرنسا. ولما علم الملك الصالح نجم الدين أيوب بأخبار الحملة الصليبية وهو في بلاد الشام غادر دمشق رغم مرضه إلي مصر وبدأ في الاستعداد لمواجهة العدو, فعمل علي تحصين دمياط; لعلمه أنها كانت هدف الصليبيين في حملاتهم السابقة, وتزويدها بالمؤن والعتاد وأرسل إليها جيشا بقيادة الأمير فخر الدين يوسف ووصلت الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا في يوم الجمعة الموافق(20 من صفر647 ه/4 من يونيو1249 م) إلي الشواطئ المصرية وانسحب الأمير فخر الدين بجيشه من دمياط إلي المعسكر السلطاني في محافظة الدقهلية, وفي الوقت نفسه قامت البحرية المصرية بحصار الحملة وقطع خطوط إمدادها في فرع دمياط. واستمر هذا الوضع ستة أشهر, ثم توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب في ليلة( النصف من شعبان سنة647 ه/22 من نوفمبر1249 م) ووصل خبر وفاته إلي الصليبيين مما شجعهم علي الهجوم علي مدينة المنصورة, وفي10 رمضان648 ه الموافق1250 م, استطاعت شجر الدر, زوجة الملك الصالح, أن تنتصر علي الصليبيين وأسرت قائدهم لويس التاسع. من علماء الأزهر الشريف